قالت الدكتورة رباب المهدى أستاذ مساعد العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والمتخصصة فى مجالات الاقتصاد السياسى المقارن، فى المؤتمر الذى نظمته الجامعة الأمريكية بعنوان "المرأة المصرية: هل هزمتها الثورة؟": "إن هناك نساء فى الواقع السياسى المصرى أكثر ذكورية من بعض الرجال" فى تعليقها على المشاركة السياسية للمرأة. وأضافت، أن تاريخ البرلمانات المصرية يشير إلى أن نسبة الناخبات المصريات يساوى عدد الناخبين من الذكور، بل قد يتفوق عليه فى بعض الأحيان، وتساءلت: "لماذا لم تمثل هذه النسبة تمثيلا صادقا فى البرلمان؟". وتابعت الدكتورة رباب قائلة، إن المشاركة السياسية للمرأة فى مصر موضوع عميق فهو مرتبط بنظر مجتمعى وأبعاد سياسية واقتصادية أخرى، بالإضافة إلى الدفاعات والحيل النفسية، واستطردت رباب: "وجدنا أن أكبر تمثيل حصلت عليه المرأة المصرية فى البرلمان كان فى برلمان 2010 المزور والذى هدف من خلال هذا إلى تحسين صورته أمام العالم على حساب المرأة، وجبهة الإنقاذ لا تختلف كثيرا عن التيارات الإسلامية فى النظر إلى المرأة فلا نجد سيدة واحدة تمثل نساء مصر موجودة فى الاجتماعات التى تعقدها الجبهة، وهذا لا يعنى أن تأتى جبهة الانقاذ أو غيرها بناشطة سياسية مثلا، ولكننا نريد تمثيلا صادقا لكل فئات المرأة المصرية حتى نقول فعلا إنها تمثل المجتمع المصرى، والمعارضة التى يكون لها شعبية فى الشارع لابد أن تهتم بالمرأة وغيرها من الطبقات المهمشة فى المجتمع". وطالبت الدكتورة أمنية البندارى مدرس الحضارات الإسلامية والعربية بالجامعة الأمريكية بالقاهرة السيدات والرجال على حد سواء بأن يكونوا واعيين بحقوقهم فى المجتمع ومعاقبة النواب المقصرين فى المطالبة بهذه الحقوق، وكذلك لابد من زيادة النشاط لهؤلاء النواب فى القضايا الملحة والتى يتشارك فيها النساء مع الفلاحين المهدورة حقوقهم. وأضافت الدكتورة أمنية أن تمثيل المرأة فى البرلمان لا يعبر عن النسبة الحقيقية للناخبات المصريات ونسبتها إلى نسبة الذكور الناخبين، فالمرأة هنا مهضوم حقها فى التمثيل الصادق لها فى البرلمان وهى تتشابه فى ذلك مع حق الشباب الذين يعدون من الطبقات الأكثر مشاركة فى العملية الانتخابية وعلى الرغم من ذلك لا يمثلون أيضا فى البرلمان. ومن جهته، قال الدكتور سعيد صادق أستاذ علم الاجتماع بالجامعة الأمريكية بالقاهرة والخبير فى علم الاجتماع السياسى إن المشكلة الأساسية تتمثل فى النشأة الذكورية للمؤسسات السياسية فى مصر وبعض دول العالم الثالث، وهذه الأنظمة السياسية تتعامل مع المرأة على أنها ضيفة أو زينة فبعض الأنظمة مثل نظام مبارك مثلا كان يستخدم المرأة لإقناع الدول الكبرى بالحرية فى مصر، فكان يقول بالكوتة فى البرلمان، والنساء الذين يدخلون البرلمان بهذا الطريق لا يستطيعون التصدى للنظام أو الوقوف فى وجهه لذا يرضخون لما هو موجود. وأردف الدكتور سعيد قائلا إنه فى حين استخدام المرأة لتحقيق مصالح سياسية من قبل النظام الحاكم، نجد أن الناخبين يتعاملون فى بلدنا مع أعضاء البرلمان بأنهم مندوبون للخدمات كالتعيين وقضاء المصالح الأخرى التى يرغب بها الناخبين لذا نجد أن المرأة لا تنجح فى عمل هذا إلا إذا كان لديها علاقات واسعة النطاق فى المجتمع وعلى ذلك جاءت نسبة تمثيل المرأة فى البرلمان المصرى من 10 إلى 20 % وهذه نسبة ضعيفة جدا. ومن جانبه، أوضح الدكتور هانى هنرى أستاذ مساعد لعلم النفس بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، أننا كان لدينا مدرس ما فى مراحل التعليم الأولى يوصفنا بمواصفات لا نحبها، هكذا تعامل المجتمع المصرى مع نسائه فوصمهن بالضعف وعدم القدرة، وهنا لابد للنساء أن يفهمن أن لهن حقوقا يطالبون بها، لذا لابد من محو الموروثات الثقافية والاجتماعية التى تحرم المرأة المصرية من حقوقها المشروعة فى الدفاع عن نفسها والتمثيل فى البرلمانات المصرية والحياة السياسية بوجه عام. وأضاف أن السياسيين المصريين من الذكور لا يقدرون على التصدى للضغوط عليهم من قبل الحكومات المختلفة، لذا يخرجون ما بهم من قهر فى النساء فيحرمونهن من حقوقهن المشروعة، لذا لا توجد فرص حقيقية للمرأة فى مصر.