اهتمت صحيفة بوسطن جلوب بتسليط الضوء على قرار الحكومة المصرية بذبح جميع الخنازير على أرضها، فى محاولة لمنع انتشار مرض أنفلونزا الخنازير، الذى أصاب عدد من الأماكن المتفرقة حول العالم، وتقول الصحيفة إن الحكومة المصرية أرادت بهذا القرار تحسين صورتها التى أرهقها التخطيط السيئ والفساد خلال الأزمات السابقة، وهو الأمر الذى لاقى نقداً لاذعاً بين صفوف الشارع المصرى. أفادت الصحيفة أن مصر، والتى لم يظهر فيها حتى الآن أية إصابات بفيروس أنفلونزا الخنازير، أول دولة فى العالم تأمر بذبح جماعى للخنازير لمواجهة تفشى للمرض. وعكس هذا القرار المعركة التى خاضتها الحكومة المصرية من قبل لمجابهة أنفلونزا الطيور، حيث قامت بقتل أكثر من 25 مليون طائر خلال أسابيع قليلة عام 2006. ومن ناحية أخرى، قال مسئولون فى منظمة الصحة العالمية، إن أنفلونزا الخنازير التى أثارت الهلع والخوف حول العالم، لا تنتقل عبر الخنازير، لذا لن يساهم ذبحها فى منع المرض من الانتشار. وتقول الصحيفة، إن الحكومة المصرية تعرضت لموجة من الانتقادات اللاذعة خلال الأعوام السابقة لعدم قدرتها على التصدى للأزمات المتتابعة، ومنها عدم أخذ الاحتياطات اللازمة لمواجهة أنفلونزا الطيور التى ظهرت فى آسيا عام 2003. وتشير الصحيفة إلى أن الحكومة كانت واثقة من أن ذبح الخنازير لن يلاقى غضب أو انتقاد المصريين، وذلك لأن أغلبيتهم من المسلمين الذين لا يأكلون لحم الخنزير، كما أن تربية واستهلاك الخنازير فى مصر تقتصر على المسيحيين، والذين يشكلون 10% من تعداد السكان. وعلى الرغم من ذلك، انتقدت جماعة الإخوان المسلمين قرار الذبح وقال عصام العريان، زعيم بارز فى الجماعة، إن "المشكلة هنا تكمن فى أن الحكومة تتعامل مع الأشياء من منحنى عاطفى، فهى تتصرف على خلفية ما حدث خلال أزمة أنفلونزا الطيور". ومن ناحية أخرى، قال يوسف سيدهم، رئيس تحرير جريدة وطنى، إن "قرار الحكومة سيلقى بظلاله السوداء على قوت شريحة معينة من الناس، ولا يمكن أخذ قرار مثل هذا على المستوى الوطنى، إذا كان من شأنه تجاهل طبقة معينة من الشعب".