سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فورين أفيرز: سيظل المصريون ينزلون للشوارع طالما استمرت عقلية أجهزة الدولة التى عفا عليها الزمن.. ومصر ليست على وشك الانهيار.. رغبة الإخوان للبقاء فى السلطة تدفعهم للدخول فى شراكات غريبة
قالت مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، إنه على الرغم من الاضطرابات والاحتجاجات الأخيرة فى مصر، إلا أنها لا تهدد بإسقاط حكم الرئيس محمد مرسى، وإن كان المصريون سيظلون ينزلون على الشوارع طالما ظلت أجهزة الدولة تعمل بعقلية عفا عليها الزمن. وأكدت الدورية الصادرة عن مجلس العلاقات الخارجية الأمريكية فى تقرير كتبه جوشوا ستاتشر، الخبير بمركز ودر ويلسون الأمريكى للباحثين، أن مصر ليست على حافة الانهيار، وأضافت أن هذه النتيجة ليست محتملة حتى لو استمر العنف. صحيح أن أعداد المتظاهرين كبير، إلا أنها ليست كتلا جماهيرية هائلة كالتى خرجت إبان الثورة.. وبرغم ذلك، تستطرد المجلة، فإن الحكومة بحاجة إلى إجراء تغييرات كبيرة لتهدئة التوتر أهمها إصلاح القطاع الأمنى. وتابعت المجلة قائلة: ربما كان عدم إصلاح الداخلية متوقعا فى ظل حكم المجلس العسكرى، لكن بالنظر إلى أن الإخوان المسلمين والرئيس محمد مرسى كانوا ضحايا للقبضة الحديدية للدولة لفترة طويلة، فإنه من المستغرب أنهم حريصون على الحفاظ على النظام القديم قائما. ويرى الكاتب أن رغبتهم للبقاء فى السلطة على ما يبدو تدفعهم للدخول فى شراكات غريبة. بالإضافة على ذلك، فإن التحول من الحكم العسكرى إلى المدنى تم تنظيمه، بحيث إن الفائز فى الانتخابات الرئاسية سيجبر على التوصل إلى حل وسط مع النظام القديم. ونتيجة لذلك، فإن الرئيس ومعه البرلمان المنحل والمجلس العسكرى تجاهلوا أو منعوا جهود إصلاح الشرطة والقطاع الأمنى. والأحكام القضائية الأخيرة ووضع الشرطة فوق القانون تشجعهم على الاستمرار فى الدفاع عن النظام بدلا من خدمة الشعب. أما الجيش الذى أشرف على المرحلة الانتقالية، فإنه له موقفه صعب، ومحاصر بين الحكومة واستياء المواطنين. وعندما تعرض لضغوط أخيرة، جاءت تصريحات وزير الدفاع عبد الفتاح السيسى التى بدا فيها أنه يقف مع الحكومة والمتظاهرين معا. فالسيسى لم يؤيد قيادة مرسى لكنه حث المتظاهرين على العودة على منازلهم من أجل البلاد. ولأن الجيش يُفترض أنه موضوعى، اقترح البعض أن يرعى حكومة وحدة وطنية، وهو أمر مستبعد بشكل كبير. ويرى ستاتشر أن الجيش ليس قويا بما يكفى ليحكم. ففى المرة الأولى التى تدخل، لم يدر الأمر بشكل سليم، كما أنه لا يريد أن يكون فى دائرة الضوء، والجنرالات سعداء بممارسة السلطة سرا بينما يتحمل مرسى المسئولية علنا. وعودة إلى إصلاح الشرطة، قالت المجلة إن الثورة التى قامت منذ عامين لم تسفر عن إصلاح أجهزة الدولة أو قواتها الأمنية، لكنها بل شك غيرت فى الشعب. فالمصريون أصبحوا لا يتسامحون مع سلوك وممارسات عهد مبارك. ونادرا ما تمر فرصة للانتقام من الشرطة على انتهاكاتها السابقة دون أن يتم استغلالها. والمظاهرات حول قضايا لا علاقة لها ببعضها البعض تتصاعد سريعا لتتحل إلى معارك مع الدولة. والشرطة من جانبها، تشعر بإحباط عام والمواطنين أصبحوا لا يخشونها. وخلصت فورين أفيرز فى النهاية إلى القول إن أجهزة الأمن تحتاج إلى حلها وإعادة تشكيلها بشخصيات جديدة، كما أن هناك حاجة لقيادة مدنية وأيضا تدريب قانونى بشأن حقوق الإنسان وتجرم التعذيب. وطالما ظلت عناصر الشرطة التى لم يتم إصلاحها مسئولة عن الرد على الاحتجاجات فإن إراقة الدماء ستستمر. وفى الوقت نفسه، فإن عدم وجود تغيير أو تقدم سياسى يجعل الثوار يشعرون بأن المظاهرات والمشاركة السلمية والإصلاح يتم إعاقتهم. كما أن مسئولى الدولة المنتخبين يظلوا حزبيين وضعفاء، والمعارضة الرسمية تظل منقسمة، وأجهزة الدولة تظل تعمل بعقلية عفا عليها الزمن.. ولذلك، فإن المصريين سيظلون ينزلون إلى الشوارع.