أطلق رئيس المكسيك "انريكى بينا نييتو" حملة ضد الجوع متعهدا بتغيير حياة نحو 7.5 مليون شخص من أفقر سكان البلاد، لكنه لم يذكر الكثير من التفاصيل، ما جعل البعض يقول إن الخطة ما هى إلا "إعادة صياغة" لسياسات قديمة. وتمثل معالجة مشكلة الفقر التى تعانى منها المكسيك أولوية للكثير من رؤساء ثانى أكبر اقتصاد فى أمريكا اللاتينية، وكان أحد أول الوعود للرئيس بينا نييتو عندما أطلق حملته الانتخابية فى نهاية مارس. وتحدث الرئيس، البالغ من العمر 46 عاما، عن خطة من أربع نقاط لمواجهة الفقر فى 400 بلدية، من بين نحو 2500 بلدية بالمكسيك، وحث المجتمع على المشاركة وتحمل الحكومات المحلية مسؤولياتها، وتعهد بزيادة الإنتاج الزراعى فى المناطق المتضررة، لكنه لم يذكر تفاصيل الخطة. وقال بينا نييتو، الذى تولى منصبه فى الأول من ديسمبر: "من المؤلم والمحزن أنه ما زال هناك مكسيكيون يعانون من الجوع هنا فى شياباس، بل لابد أن نقول فى كل ركن من أركان المكسيك". وأضاف "هذا ليس برنامج تسليم معونات.. الأمر لا يتعلق بمجرد توزيع المواد الغذائية على من يحتاجونها". وكان بينا نييتو يتحدث فى لاس مارجاريتاس فى ولاية شياباس الفقيرة فى الجنوب، وهى البلدة التى كانت معقلا لمقاومة الحكومة الاتحادية فى التسعينيات، كما كانت معقلا لحركة زاباتيستا، وهى حركة ثورية يسارية انتفضت ضد الحكومة عام 1994، بسبب توقيع المكسيك على اتفاق التجارة الحرة فى أمريكا الشمالية (نافتا) مع الولاياتالمتحدة وكندا. ونال بينا نييتو الإشادة لسعيه لتطبيق مجموعة متنوعة من الإصلاحات منذ توليه منصبه، لكن محللين لم يكونوا مقتنعين، أمس الاثنين، وقالوا إن خطة مكافحة الفقر مبهمة، وتبدو كثيرا مثل السياسات القائمة. وقالت سوزان باركر، وهى خبيرة اقتصادية فى جامعة سى. آى. دى. إى بمكسيكو سيتى: "يمكننى أن أقول إنها مخيبة للآمال لأنها تفتقر كثيرا للتفاصيل"، مضيفة أن الخطة لم توضح ما الذى سيحدث للبرامج القديمة لمكافحة الفقر.