وسعت القوات الفرنسية عملياتها فى مالى فى مواجهة مقاتلين مرتبطين بالقاعدة، وشنت أول هجوم برى بعد غارات جوية استمرت ستة أيام. كانت فرنسا طالبت بدعم دولى فى مواجهة المسلحين الإسلاميين الذين تقول إنهم يمثلون خطرا على أفريقيا والغرب، وأقرت بأنها تواجه معركة طويلة أمام المقاتلين المسلحين جيدا والذين سيطروا على شمال مالى فى العام الماضى، وبعد أن توعد الإسلاميون بالانتقام بسبب تدخل فرنسا أعلن متشددون مسئوليتهم عن هجوم استهدف حقلا للغاز فى الجزائر المتاخمة لمالى. وقالت وسائل إعلام موريتانية إن جماعة مرتبطة بتنظيم القاعدة أعلنت احتجازها 41 رهينة منهم سبعة أمريكيين خلال الهجوم الذى جاء ردا على سماح الجزائر استخدام مجالها الجوى فى شن الهجمات، ووردت أنباء عن مقتل ثلاثة منهم بريطانى وفرنسى. وقال ادوار جيو قائد الجيش الفرنسى إن قواته البرية تكثف عملياتها للاشتباك مباشرة مع تحالف المقاتلين الإسلاميين فى مالى والذى يضم تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى وجماعة أنصار الدين وجماعة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا. وإن رتلا من نحو 30 مدرعة فرنسية زحف فى اتجاه مواقع للمسلحين قادما من بلدة نيونو على بعد 300 كيلومتر من العاصمة باماكوا. ومع تأمين جيش مالى منطقة الحدود الشمالية قرب موريتانيا تركز وجود الإسلاميين فى بلدة ديابالى. وقال عمر ولد حماها وهو متحدث باسم مقاتلى حركة التوحيد والجهاد فى غرب أفريقيا "القتال دائر، حتى الآن ينحصر فى إطلاق نار من على بعد... لم يتمكنوا من دخول ديابالى". وقال قادة عسكريون من دول غرب أفريقيا إن فرنسا ستتلقى دعما قريبا بنحو ألفى جندى من نيجيريا وتشاد والنيجر وقوى إقليمية أخرى فى إطار عملية سمحت بها الأممالمتحدة، وكان من المتوقع أن تبدأ فى سبتمبر لكن التدخل الفرنسى عجل من بدئها. ويقول خبراء عسكريون إن أى تأخر فى شن عملية برية بعد الغارات الجوية على قواعد الإسلاميين هذا الأسبوع قد يتيح للمقاتلين الانسحاب إلى الصحراء وإعادة تنظيم صفوفهم وشن هجوم مضاد. وذكر جيو أن عقبات واجهت الغارات الجوية الفرنسية التى شاركت فيها مقاتلات رافال وميراج لأن المتشددين كانوا يستخدمون السكان المدنيين دروعا بشرية. وأقر وزير الدفاع الفرنسى جان ايف لو دريان بأن بلاده تواجه عملية "صعبة" خاصة فى غرب مالى حيث توجد معسكرات لتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامى. وتعهدت موريتانيا بإحكام حدودها فى مواجهة الإسلاميين.