أكدت وزارة الخزانة الأمريكية، أمس السبت، أنها ترفض تماما اللجوء إلى "حل سحرى" تتداوله أوساط المال بكثرة ويقوم على سك عملة نقدية واحدة قيمتها ألف مليار دولار لتجنيب البلاد مأزق عدم القدرة على رفع سقف الدين بسبب عدم توصل الكونغرس إلى اتفاق بشأنه. وقال المتحدث باسم الوزارة أنتونى كولى فى بيان إن "وزارة الخزانة تعتبر، شأنها فى ذلك شأن الاحتياطى الفدرالى، إن القانون لا يمكن أو لا يجوز أن يستخدم لتسهيل سك عملات بلاتينية لتجنب رفع الحد الأعلى القانونى للدين العام". وخلال الأزمة الأخيرة المماثلة فى ربيع 2011 حين بلغ الدين العام حده الأعلى المسموح به قانونا وانتظر الكونغرس حتى اللحظة الأخيرة لرفع هذا السقف، تداولت أوساط المال هذه الفكرة "السحرية" التى عادت إلى الواجهة مع تجدد الأزمة. وأصبح الدين العام الأمريكى أعلى من السقف المسموح به قانونا وهو 16 ألفا و396 مليار دولار، ولكن الأموال المتوفرة حاليا لدى الدولة الفيدرالية تمكنها من مواصلة الإنفاق حتى الأيام الأخيرة من شهر فبراير، وبعد هذا التاريخ تصبح الولاياتالمتحدة مهددة بشبح التخلف عن السداد إذا لم يرفع الكونغرس السقف الأعلى القانونى للدين العام. وطلبت وزارة الخزانة رسميا من الكونغرس رفع السقف القانونى للدين إلا أن الجمهوريين الذين يسيطرون على مجلس النواب يرفضون الموافقة على هذا الأمر ما لم يقترن باتفاق على اقتطاعات فى النفقات العامة. وتستند هذه الفكرة السحرية لسك عملة قيمتها هائلة إلى قدرة وزارة الخزانة على سك عملات بلاتينية كتذكارات، من دون أن يكون هناك أى سقف لقيمة هذه العملات التذكارية. ومن هنا يمكن للوزارة سك قطعة نقدية واحدة قيمتها ألف مليار دولار وإيداعها الاحتياطى الفيدرالى (البنك المركزى) ومقابلها يمكنها إصدار سندات خزينة بنفس القيمة. وترتكز هذه المناورة إلى واقع أن سك العملات لا يخضع لسقف قانونى خلافا لما هو عليه حال الدين العام.
