تحدث الكاتب جيم هواجلاند فى مقاله بصحيفة "واشنطن بوست الأمريكية، عن قضيتى الصراع فى سوريا والبرنامج النووى لإيران، وإمكانية التوصل إلى اتفاق بشأنهما فى حزمة واحدة. ويقول هواجلاند، إن النظام العلوى فى سوريا ينهار من الداخل والخارج، فالانشقاقات من جانب مسئولين كبار تزيد من مكاسب المعارضة فى البلاد، بينما تزداد الضغوط الدولية من جانب إدارة أوباما التى تضع إستراتيجية إقليمة للتعامل مع الوضع هناك. وأضاف، لكن هذا لن يمثل كارثة لواشنطن لو تم التعامل مع مصير حكم بشار الأسد كقضية منفصلة، لكن هناك لحظات يكون التوقيت فيها هو كل شىء فى فن الحكم، فالانهيار الوشيك فى سوريا يأتى بينما بدأ الوقت ينفذ من الرئيس باراك أوباما لتحقيق وعده بإبعاد الأسلحة النووية عن يد إيران. وتابع، كان أمل أوباما الأخير يكمن فى ربط الأزمتين فى التفاوض مع روسياوإيران، أهم داعمين خارجيين للأسد، فهم يخاطرون بفقدان كل ما استثمروه فى هذا البلد باستمرارهم فى المراهنة على أن الأسد أو الدولة السورية يمكن أن ينجوان من هذه الحرب، فهذا يمنح أوباما نفوذا يستخدمه فى مواجهة تسارع إيران فى برنامج تخصيب اليورانيوم. وينقل الكاتب عن السفير الفرنسى السابق فى واشنطن، ديفيد ليفيت، قوله، إن إيران ردت على تشديد العقوبات بالإسراع فى محاولة الحصول على السلاح النووى وليس الإبطاء، وليس أمامنا الآن سوى أشهر قليلة للعمل قبل أن تصبح المحاولات النووية الإيرانية لا رجعة فيها. ويعتقد "ليفيت" أن القوى الستة التى تجرى مفاوضات مع إيران يجب أن تقدم عرض نهائيا شاملا، والفشل فى ذلك يجعل المسار الوحيد المتبقى هو قبول القنبلة الإيرانية أو العمل العسكرى لمنعه. وهنا يأتى دور سوريا، ورغم أن الكاتب يحط من فكرة أن تقوم أمريكا بإنقاذ أى جزء من نظام الأسد الذى ذبح عشرات الآلاف من السوريين، إلا أن أقل الخيارات المتاحة سوءا قد يكون أن تواصل كل القوى المهيمنة السعى على هدفين متشابكين: الأول أن يتوقف حماما الدماء فى سوريا، والثانية، أن توافق إيران على الارتقاء إلى مستوى التزامات معاهدة حظر الانتشار النووى بالتخلى عن أسلحتها النووية. ويمضى الكاتب موضحا، أن هذا لا يعنى حماية الأسد والمقربين منه، فهو يجب أن يرحل، إلا أن هناك جنرالات ومسئولين من الأقلية العلوية التى ينتمى إليها الرئيس السورى التى يمكن أن تبقى فى حكومة انتقالية، وقد حدد مسئولو الأممالمتحدة عددا منهم فى اتصالات سرية مع الحكومات الأمريكية الفرنسى والروسية والدبلوماسية، حسبما أخبرت مصادر دبلوماسية الكاتب.