اكتظت مشرحة زينهم بالسيدة زينب، منذ الصباح الباكر بالعشرات من أصدقاء وأسرة الضحية الثالثة لاشتباكت محمد محمود الأخيرة، وهو الشهيد "أحمد نجيب 19 سنة"، طالب فى المرحلة الثانوية حيث تعالت الصرخات فى مشهد مهيب، كما أصيبت والدته بانهيار عقب مشاهدتها لوصول وخروج نعش ابنها إلى داخل المشرحة. التقى "اليوم السابع" بعم الشهيد أحمد نجيب ، الذى قال إن أحمد ليس له أى انتمائات أو ميول سياسية، وأنه تواجد بميدان التحرير فى طريقه لعمله، حيث إنه طالب ويعمل ويعول أشقاءه بعد وفاة والده، متهما وزارة الداخلية والأمن بالتسبب فى قتله، قائلا إن أحمد دمه فى رقبة من، بينما قال صديق له إنه شاهد أحمد بميدان سيمون بوليفار، يشارك المتظاهرين فى الهتافات وإبعاد القنابل المسيلة للدموع التى كان الأمن يلقيها على المتظاهرين أثناء الاشتباكات، حتى تلقى رصاصة استقرت فى رأسه، وتم نقله لمستشفى الهلال التى كان متوفياً إكلينيكياً بها منذ الأحد الماضى. وعلى الجانب الآخر خرج جثمان الشهيد منذ قليل من مشرحة زينهم، فى طريقها لمحافظة المنوفية مسقط رأسه لتشييع الجنازة هناك ورفض شقيقه أن يتم تشييع جنازته فى ميدان التحرير، على الرغم من رغبة والدته فى تشييع الجثمان من مسجد عمر مكرم بميدان التحرير، الذى قررت القوى السياسية أنها ستقيم صلاة الغائب على الشهيد به، معلنه غضبها من عدم زيارة القوى السياسية وشباب التحرير لمستشفى الهلال أثناء وجوده بالمستشفى، حيث ترى أنه لم يأخذ حقه كشهيد دفع حياته ثمناً للحرية، وأشار تقرير الطب الشرعى الموجود فى تصريح الدفن أن الشهيد مصاب بطلق نارى استقر فى رأسه، عبارة عن بلى زجاجى خرج من مقذوف.
