قال الشيخ حسن عبد العزيز خطيب الجمعة بمسجد الحمد فى التجمع الخامس، الهجرة النبوية دروس فى صناعة الأمل وما أحوجنا فى هذا الزمان لتعلم فن صناعة الأمل، فلا شك أن اليأس قد اجتاح قلوبا كثيرة قلقة، نظرا لهذا الواقع الذى يشهده بلدنا الحبيب، مستشهدا بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم. وتناول الخطيب بعض نماذج الأمل التى شهدتها حياة الرسول صلى الله عليه وسلم، فى مهد الدعوة، قائلا الخطيب: "نصر الله يأتى للمؤمن من حيث لا يحتسب أو يقدر، فرسول الله طاف بدعوته على القبائل وسار إلى الطائف ومع ذلك لم يجد من ينصره أو يأويه، وكان يطمع أن يجد عند أهل الجاه والمنعة نصرة وتأييدا، ومع ذلك لم يجد، فكان صلى الله عليه وسلم يقول من ينصرنى ومن يأوينى حتى أبلغ دعوة ربى، ومع ذلك لم يجد النصرة من النخبة فى ذلك الوقت وإنما أتت من 6 أفراد من يثرب جاءوا على ضعف وقلة، وكانوا هؤلاء هم بداية عهد جديد فى العزة والتمكين". أضاف الخطيب :" لقد أعرض الزعماء والوجهاء وتسد الأبواب فى وجه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وجاء الفتح على يد 6 نفر من يثرب، فهل يدرك هذا المعنى الغارقون فى يأسهم واليائسون من نصرة الله جل وعلا، إن الله سبحانه وتعالى يضع نصره حيث شاء، وعلينا فقط أن نواصل عملنا ومسيرنا، ومهما اشتدت الآلام فلعل آلامنا هذه من مخاض العزة والتمكين". وأوضح الخطيب: "ونحن فى بداية عام هجرى جديد نقف وقفة نستعيد فيها فصول هجرة النبى صلى الله عليه وسلم لنعود إلى العقل فى زمن تعلقت فيه العقول بالمادية الصارخة، فهذا هو رسول الله يصنع الأمل مرة أخرى عندما اجتمعت قريش أمام بيته ليقتلوه، وقد اجتمعت كل حساباتهم المادية تؤكد أن اليوم هو يوم مقتل رسول الله، إلا أن نصر الله يأتى ويخرج الرسول الأسير المحاصر فى بيته من بين يدى قاتليه مرددا "وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون". وينتقل الخطيب إلى جبل ثور، حيث رسول الله وصاحبه أبو بكر يدخلان الغار ويمكثان فيه ثلاث ليال، ومرة أخرى يصنع الرسول صلى الله عليه وسلم الأمل بقوله لأبى بكر عندما اقترب المشركون "يا أبا بكر ما ظنك باثنين الله ثالثهما، لا تحزن إن الله معنا". وأوضح الخطيب أن الهجرة النبوية تعلمنا الأمل فى موعود الله وفى مستقبل مشرق ل"لا إله إلا الله"، والأمل فى الفرج بعد الشدة، علينا فقط مواصلة مسيرتنا، فمهما أنفقت من أموال لتعطيل مسيرتنا فالله حافظ لبلدنا، مضيفا: "رب محنة فى طيها منحة، فيا أيها الغيورون على أمتنا، لا يبلغن بكم اليأس مبلغه فالعاقبة للمتقين هذا وعد الله سبحانه وتعالى، يقول تعالى "ادعو ربكم تضرعا وخفية إنه لا يحب المعتدين ولا تفسدوا فى الأرض بعد إصلاحها". ، لقد نهانا الله عن الفساد فى الأرض ومن أخطر أنواع الإفساد الإشراك به، فضلا عن الفساد الفكرى بمعاداة هذا الدين، فالمفسدون فى الأرض يزعمون أن هذا الدين وهذه الشريعة قد انتهى دورها فى الحياة، وأن العالم يجب أن يكون له نظمه وقوانينه البعيدة عن الشريعة وهؤلاء هم المفسدون. أضاف الخطيب: "من الفساد شحن المجتمع المسلم بالكراهية والبغضاء حقدا على دينها، هؤلاء يروجون للفتنة ولا يبالون بما يقولون ثم يسافر بعضهم إلى إحدى البلاد الغربية، ومنهم إعلام الفتنة لا أقصد الشرفاء منهم، إلا أن الله قد ابتلانا بالفاسدين من الإعلاميين، فاحذروا مكائد هؤلاء فهم يظهرون أنفسهم بأنهم المصلحون وهم فى الحقيقة أعداء الإسلام وأعداء الوطن، ولكننا لن نسمح لهم بهذا ويجب علينا أن نأخذ على أيديهم لننجوا وينجوا معنا، وهؤلاء دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها. وقال الخطيب : " لا فلاح لنا ولا نجاح لنا إلا إذا تمسكنا بشريعة ربنا التى ما شرعت إلا لدرء المفاسد عن العباد ألا فتمسكوا بشريعة ربكم وسنة نبيكم".