السيسي يصدق على ترقية قائد قوات الدفاع الجوي إلى رتبة فريق    القومي للمرأة ينظم تدريبات على حرفة الحلي بمحافظة البحيرة    القوات الأوكرانية تُسقِط طائرة مقاتلة روسية في منطقة دونيتسك    أرسنال يقلب الطاولة على ساوثهامبتون بثلاثية في الدوري الإنجليزي    هل إسرائيل قدمت لأمريكا ضمانات بعدم ضرب منشآت إيران النووية؟    العراق: قصف نفق بداخله عناصر من داعش بطائرات إف -16 غرب نينوى    الجزائر ترحب بقرارات محكمة العدل الأوروبية التي تؤكد عدم شرعية الاتفاقيات التجارية مع المغرب    معاملات محافظ الهاتف المحمول تحقق 555 مليار جنيه خلال الربع الأول من 2024    أودينيزي يفوز على ليتشي بصعوبة في الدوري الإيطالي    الإمارات تجدد موقفها تجاه وحدة لبنان وسلامة أراضيه    خارجية الصين تعلن إجلاء 215 من رعاياها في لبنان    رواتب تبدأ من 6500 جنيه.. رابط التقديم على فرص عمل في القاهرة والتخصصات المطلوبة    مخالفات البناء وتحسين الخدمات.. محافظ الجيزة يبحث طلبات وشكاوى المواطنين    نادٍ إنجليزي جديد يزاحم ليفربول على ضم عمر مرموش    الزمالك يسابق الزمن لتفادي إيقاف القيد مجددا    إصابة 4 أشخاص في حادث انقلاب سيارة في قنا    في "خناقة المول".. تأجيل محاكمة إمام عاشور ل12 أكتوبر    طقس الأحد.. الأرصاد: سحب منخفضة ومتوسطة تساعد على تلطيف الأجواء    إشغالات فنادق تجاوزت ال60٪.. الأقصر تستعد لاستقبال 16 رحلة طيران من أوروبا أسبوعيًا    حسن العدل: انضممت للجيش قبل حرب أكتوبر بسنة وكانت المنظومة العسكرية منظمة    الثقافة تحتفي ب"شعراء ما بعد المقاومة" في أمسية بالإسماعيلية    حملة "100 يوم صحة" تقدم أكثر من 103 ملايين خدمة مجانية خلال 65 يومًا    تفاصيل غرق طالب بنهر النيل في الحوامدية    «الإفتاء» تنظم البرنامج التدريبي «التأهيل الفقهي» لمجموعة من علماء ماليزيا    "الكونفدرالية الإيطالية": انطلاقة جديدة لتمكين المرأة المصرية بقلب سوق العمل الأوروبي    الصحة: فريق الحوكمة والمراجعة الداخلية يتفقد مستشفى الغردقة العام ويحيل واقعة تقصير للشئون القانونية    إسرائيل تشن 5 غارات على ضاحية بيروت الجنوبية خلال الساعة الأخيرة    عاجل.. تأجيل إعادة محاكمة متهم بتفجير فندق الأهرامات الثلاثة لحضور المحامي الأصيل    نقابة المهن الموسيقية ترعى مؤتمر الموسيقى والمجتمع في جامعة حلوان    صندوق مصر السيادي على طاولة "النواب" الأثنين المقبل    موعد مباراة منتخب مصر ضد موريتانيا في تصفيات أمم أفريقيا    خبيرة: مشروع رأس الحكمة أحدث استقرارا نقديا انعكس إيجابيا على مناخ الاستثمار    خلال 24 ساعة.. تحرير 534 مخالفة لغير الملتزمين بارتداء الخوذة    «إسلام وسيف وميشيل».. أفضل 3 مواهب في الأسبوع الخامس من كاستنج (فيديو)    الكنيسة الأرثوذكسية تهنئ الرئيس والمصريين بذكرى نصر أكتوبر    التضامن: تسليم 801 وحدة سكنية في 12 محافظة للأبناء كريمي النسب    رئيس معهد التمريض بالتأمين الصحي في الشرقية: تكليف الطلبة بالعمل فور التخرج    في حوار من القلب.. الكاتب الصحفي عادل حمودة: "أسرار جديدة عن أحمد زكي"    «منظومة الشكاوى» تكشف عن الوزارات والمحافظات صاحبة النصيب الأكبر من الشكاوى    وزير التعليم العالي: لدينا 20 جامعة أهلية تتضمن 200 كلية و410 من البرامج البينية    إطلاق حملة لصيانة وتركيب كشافات الإنارة ب«الطاحونة» في أسيوط    ترشيدًا لاستهلاك الكهرباء.. تحرير 159 مخالفة للمحال التجارية خلال 24 ساعة    فضل الصلاة على النبي محمد وأهميتها    برلماني يحذر من مخاطر انتشار تطبيقات المراهنات: تسمح بقرصنة بيانات المستخدمين    فرد الأمن ضحية إمام عاشور: «روحت الأهلي عشان نتصالح ومحدش سأل فيا»    تخفيضات 10%.. بشرى سارة من التموين بشأن أسعار السلع بمناسبة ذكرى أكتوبر    رئيس جامعة الأزهر: الله أعطى سيدنا النبي اسمين من أسمائه الحسنى    شاهندة المغربي: استمتعت بأول قمة للسيدات.. وأتمنى قيادة مباراة الأهلي والزمالك للرجال    حاول إنقاذه فغرقا معًا.. جهود مكثفة لانتشال جثماني طالبين بهاويس الخطاطبة بالمنوفية (أسماء)    «تنمية المشروعات» يضخ 2.5 مليار جنيه تمويلات لسيناء ومدن القناة خلال 10 سنوات    طريقة عمل الكرواسون بالشيكولاتة، الوصفة الأصلية    إشراقة شمس يوم جديد بكفر الشيخ.. اللهم عافنا واعف عنا وأحسن خاتمتنا.. فيديو    برج القوس.. حظك اليوم السبت 5 أكتوبر: اكتشف نفسك    إسلام عيسى: انتقالى لسيراميكا إعارة موسم منفصل عن صفقة أوجولا    بلومبيرغ: البنتاجون سينفق 1.2 مليار دولار على الأسلحة بعد هجمات إيران والحوثيين    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم السبت 5-10-2024 في محافظة البحيرة    رئيس جامعة الأزهر: الحروف المقطعة في القرآن تحمل أسرار إلهية محجوبة    ندى أمين: هدفنا في قمة المستقبل تسليط الضوء على دور الشباب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عمرو موسى: «الإخوان» لم يصنعوا الثورة لكنهم انضموا إليها وقطفوا ثمارها.. والدولة الدينية ليست فى مصلحة مصر.. والخوف على الحريات وراء وثيقة الأزهر.. ولدى قلق من أخونة الدولة.. وعدم تداول السلطة
نشر في اليوم السابع يوم 25 - 11 - 2012

لا يحتاج عمرو موسى إلى تعريف.. على مدى عقد عرفه العرب أميناً عاماً للجامعة العربية حاضراً بقوة فى الأزمات، والوساطات واقتراح المخارج والتصورات، وقبل ذلك عرفه العرب وزيراً لخارجية مصر فى العقد الأخير من القرن الفائت الذى بدأ باندحار الاتحاد السوفياتى وتكريس الولايات المتحدة قوة عظمى وحيدة، ومن خلال وجوده فى الموقعين عايش موسى الأحداث الكبرى التى ضربت العالم العربى وكان فيها مرة لاعباً وأخرى شاهداً.
بعد الثورة التى غيرت وجه مصر انخرط موسى فى العمل السياسى اليومى، لم يحالفه الحظ فى سباق الرئاسة وها هو اليوم يرفع الصوت من موقعه المعارض لحكم الرئيس محمد مرسى و "لإخوان".
قبل أن يتسنى لموسى التفرغ لكتابة مذكراته حملت إليه صحيفة «الحياة» أسئلة عن الحاضر، وبعض محطات الماضى، وهنا نص الحلقة الأولى:
- هل نحن أمام ولادة شرق أوسط إسلامى، ايران فى عهدة الولى الفقيه، وتركيا فى عهدة حزب ذى جذور إسلامية، ومصر فى عهدة «الإخوان»؟
نحن فى الطريق إلى شرق أوسط مختلف، جديد، ليس هو الشرق الأوسط الذى عشنا معه وفيه منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، الأمر اختلف تماماً أو سيختلف تماماً، سيكون الشرق الأوسط مختلفاً وب «نكهة إسلامية».
هل هو بلون إسلامى؟ قد تختلف الألوان والظلال، ولكن هذا الطابع أو النكهة الإسلامية، ستكون غالبة فى الشرق الأوسط الجديد، هذا مختلف عن الحديث عن نظام إسلامى، أنا أتحدث عن «نكهة» إسلامية، وسيترتب على ذلك تغيير فى العلاقات داخل الشرق الأوسط، أما فى ما يخص العلاقات بين الشرق الأوسط والعالم فهذا أمر مختلف، لأنه فى الواقع عندما ترى علاقات القبول والتقبُّل للأنظمة السابقة وعلاقات القبول والتقبُّل للأنظمة الجديدة لا تجد فارقاً كبيراً.
- هل نشهد تغييراً فى مواقع مكونات الهوية المصرية بمعنى تقدُّم البُعد الإسلامى على البُعد العربى؟
- لا أرى المعادلة على هذا النحو، هناك البعد المصرى والعربى والإسلامى، البعد المصرى سيصبح قوياً جداً لأن البعد العربى التقليدى، يعانى اهتزازات فى ما يتعلق بالعلاقات المصرية - العربية، ومدى الالتزام المصرى بالإطار العربى، وهذا يظهر فى موضوع القضية الفلسطينية والتخفف من الالتزامات حيالها، بنِسَب مختلفة، وأنا أرى أن هذا خطأ وأن السياسة المصرية يجب ألا تتخفف لا من الالتزامات العربية ولا من الالتزامات الفلسطينية لأن لها إطاراً فى المبادرة العربية ومحكومة به ولا داعى للخروج عنه، إنما فى النهاية، برأيى، سيتغلب البعد العربى على البعدين المصرى والإسلامى.
أفهم أن هناك عالماً إسلامياً وعلاقات نقدر، أن نقويها وندعمها، ولكن مهما كان الأمر لا يمكن أن يكون هناك هذا التفاعل مع اختلافات كثيرة فى الطبائع والظروف والمصالح من إندونيسيا إلى موريتانيا، أما فى العالم العربى فهناك فرصة واضحة للتماهى الاقتصادى والثقافى والسياسى والأمنى.
ويجب ألا ننسى أن تلك الثورات قامت بتلك القوة وفى تلك الظروف، بسبب حَدَث وقع فى تونس، الدولة العربية، لو كان ذلك الحدث نفسه وقع فى دولة إسلامية، لما كان له مثل ذلك التأثير، فالحدث حصل ويحصل فى باكستان، الإنسان المصرى نفسه إنسان عربى، له بعد أفريقى بالطبع وله بعد إسلامى، مؤكد لكنه فى الواقع إنسان عربى، أنا لا أنظر إلى العروبة من الناحية العاطفية، أو موضوع تمنيات، بل الموضوع موضوع مصلحة، نحن فى حالة تطور وتغير فى الشرق الأوسط.
على ماذا سيقوم التغيير فى الشرق الأوسط؟ هل سيقولون لنا انسوا قضية فلسطين، لن يقبل أحد بذلك، أذكر عندما توجهت إلى قرية نائية فى الصعيد خلال الحملة الانتخابية والتقيت سيدة ربة أسرة بسيطة أخذت تحدثنى عن ظروفها وعن ظروف أبنائها العاطلين من العمل وعن ظروف أحفادها الذين لا يتلقون تعليماً جيداً فى مدارسهم وعن غياب الطبابة وعن الفقر... وعندما قاربت زيارتى على الانتهاء وهممت بالمغادرة قالت لى: قل لى يا سى عمرو حتعملوا إيه فى موضوع القدس (وتقصد فلسطين)؟ هذا يدل على أن قضية القدس موجودة فى الوجدان.
ومن الناحية الأمنية، كيف يستطيع المصريون أن يتصرفوا بمفردهم والعرب بمفردهم؟ ثم هناك مجال حيوى لمصر ولكل دولة عربية، وأنا أتكلم بلغة العصر فهناك مجالات حيوية تربطنا عربياً وليس موضوع فلسطين فقط.
كما أننا نتأثر بتوترات المنطقة مثل ما يسمى حالياً النزاع بين الشيعة والسنّة وهذه مسألة تتعلق بنا وبأمن هذه المنطقة.
موضوع التغير فى العالم العربى موضوع كبير جداً فنحن جزء من هذا العالم العربى، إذاً عندما يكون لديك أجندة من ثلاثة مواضيع رئيسية بهذا الحجم:
1- التغير فى العالم، وهو تغير يشملنا جميعاً، انطلق من ثورة تونس فى قرية معظم أهل تونس لا يعرفونها، نحن لا نستطيع إنكار هذا الكلام.
2- المستقبل الأوسع وكيف سنسير من الآن وصاعداً.
3- موضوع الشيعة والسنّة سم زعاف زرع فى المنطقة، أو أعيد خلقه، بعد الغزو الأمريكى للعراق عام 2003، حيث فتحوا القمقم وخرج الجنى: النزاع الشيعى – السنّى، وهو أخطر من مواضيع الاحتلال وغيرها، فهذا خطر جداً.
- تتحدث وكأن هناك مؤامرة لإيقاظ النزاع السنى - الشيعى؟
أنا لا أتحدث عن مؤامرة، أنا أتحدث عن واقع، هذا الواقع عايشناه وكان موجوداً فى لبنان على استحياء ثم أصبح موجوداً فى لبنان بكل جرأة، ثم أصبح فى العراق والآن فى سورية، ويتحدثون عن مصر والخليج إلى المغرب، هذه مسائل خطرة جداً فنحن لا نتحدث عن مؤامرة بل عن واقع حاصل.
هذا أمر خطر فى مجتمعاتنا ومن يدفع إلى النزاع يبيت نيات سيئة.
- هل يُشكل هذا النزاع جانباً من الأزمة فى سورية؟
ليس العنصر الأساسى ولكن لا يمكن استبعاد وجوده.
- التقيت الرئيس محمد مرسى فى قصر الرئاسة بعدما كنت منافساً فى الانتخابات ماذا كان شعورك؟
- أنا رجل واقعى تماماً أفهم الظروف القائمة ولا أبكى على لبن مسكوب، أنا أعيش اللحظة وما جرى قد جرى، وأسبابه معروفة لدى وتطوراته معروفة لدى، وعلمت قبل الانتخابات نفسها بنحو أسبوع أن هناك سيناريوات لم يكن من بينها أبداً أن يكون عمرو موسى بالذات رئيساً وكان الأحرى أن أنسحب، الآن تهمنا مصر فى الأساس، ليس لأنها الوطن وبلدنا ولكن لأنه حدث فيها خلل كبير جداً لم يحصل خلال المائتى سنة السابقة. وهذا الخلل، كالمرض، بالغ الخطورة إذا تُرك من دون علاج مبكر.
الخلل أولاً أصاب كل أركان مصر، إذا بحثت فى ملف التعليم، فى ملف الرعاية الصحية، فى ملف الطاقة وإدارتها، فى ملف الزراعة وأحوالها، فى ملف الصناعة، فى ملف التجارة، فى ملف السياحة، تجد أن مصر حقيقة فى وضع سيىّء للغاية. ثانياً إذا بحثت فى الوضع الاقتصادى والاجتماعى تجد أن الذين يعيشون تحت خط الفقر أو حوله أكثر من خمسين فى المائة. ولتبسيط الأمور نستطيع أن نقول إن واحداً من كل مصريين اثنين أصبح فقيراً وفق التعريف الدولى للفقير وهذا أمر خطير جداً. أنا أعرف أن مصر بلد ثرى وليس فقيراً إذا أحسنت إدارته. لدينا مليون كيلومتر مربع ومائة مليون مصرى خلال سنوات، لدينا المياه، على رغم الأزمة فالمطلوب حسن الإدارة، لدينا مصادر للثروة وهى كثيرة، وكلما بحثنا وتعمقنا وأدرنا الأمور إدارة صحيحة وعلمية كلما تضاعفت الثروة، المناجم موجودة وهى غير مستثمَرة استثماراً كاملاً، كذلك البترول واتفاقاته وإدارته والغاز وإدارته تجعلنا نستفسر لماذا؟ الأمور يمكن أن تُدار بطريقة أفضل بكثير. الصحارى الممتدة التى لا يعلم أحد ماذا تخفى فى داخلها المشاريع الكبرى التى يمكن أن تأتى ببلايين الدولارات معطلة، لماذا؟ أقدم قناة السويس مثلاً فهى عبارة عن ترعة ماء لها مزلقان وحارس يفتح للسفن التى تدفع الرسوم، ولكن كان من المفترض أن تكون فيها صناعة سفن، وصيانة سفن، فهى المجرى المائى الأول فى العالم، وموانئ عدة.
وكذلك هى من أجمل المناطق ويخبرنا أهل السويس أن جزراً بدأت تظهر فى البحيرات المُرَّة أو البحيرات الصغيرة وهى من أجمل ما يمكن ولم يتم استغلالها، وهذا مشروع من السهل جداً أن يبدأ العمل به لأن المطلوب الأموال ويمكن أن يفتح الباب لشركات خارجية أو محلية للاستثمار.
لو بدأنا نتعامل مع قناة السويس باعتبارها ممراً مائياً وما يتبع ذلك من صناعات بحرية وموانئ ومشروع سياحى هائل غير متوافر فى أى مكان آخر فى العالم، القناة والممر المائى والسفن، كما تمر فيها نسبة كبرى من التجارة الدولية فيمكن إنشاء سوق حرة فيها ومناطق تجارية. لو تم إنشاء مناطق صناعية ومناطق تجارية ومناطق سياحية فلا بد إذاً من بناء مدن جديدة وبالتالى نؤمن فرص العمل لأهل السويس وللمصريين من المناطق الأخرى ونؤمن فرصة لإعادة تشكيل الكثافة السكانية المصرية وبناء مدن فى شرق القناة فنبدأ فى إعمار سيناء. هذا مَثل ومصر فيها الكثير الكثير من الفرص لكن فيها الخلل وعلينا أن نبدأ وهذا ما أصر عليه وعلينا مناقشته قبل مناقشة الدستور.
عندما قابلت الرئيس مرسى، وقبل أن أتحدث فى الدستور، تحدثت فى موضوع الوضع فى مصر وحذرته من خطورة الوضع والرئيس يعلم ذلك قطعاً، إنما لا بد من أن لا يكون موضوع الدستور هو الشغل الشاغل الوحيد للبلد، وأنا جزء من النقاش فى الدستور وأنا عضو فى لجنة الدستور ولى كلام كبير فيه. إنما لو تخرج عشرة كيلومترات خارج القاهرة وتسمع حديث الناس تجدها تتكلم عن المواصلات والأسعار.
على الصعيد الشخصى كان اللقاء مع الرئيس مرسى طيباً جداً. لم تكن هناك علاقة سابقة إنما كانت هناك معرفة، فقد زارنى سابقاً فى جامعة الدول العربية وأنا زرت مقر حزبهم فى السابق.
- لدى خروجك من لقاء الرئيس مرسى هل شعرت بشىء من الطمأنينة أو وجدت أسباباً إضافية للقلق؟
خرجت من اللقاء بانطباع أنه تابعنى بدقة فى كل ما قلته، ولم يكن هناك خلاف أو اختلاف حتى فى موضوع الخلل الحاصل فى مصر وضرورة البدء الفورى فى عمل شىء ما. أتحدث هنا كمعارض وخارج عن إطار تفكير «الإخوان». التقى الرئيس آخرين لديهم توجهات مختلفة وعلى الرئيس فى النهاية أن يقوّم ما سمع من مختلف الشخصيات وصولاً إلى اقتراحات وتوصيات، أنا تحدثت فى ثلاثة أمور السياسة الداخلية المصرية والدستور والسياسة الخارجية المصرية، أعتقد أن هذه الزيارة كانت ضرورية ومفيدة.
- هل لديك خوف، كما سمعتُ فى بعض الجلسات المصرية، من «أخوَنة» الدولة؟
هذا سيحدث، ولكن قبل ذلك ستكون هناك خطوة، فقد ظهر حزب جديد له غالبية وهو يحكم، ولنا أسوة بحزبى المحافظين والعمال فى بريطانيا، والديموقراطيين والاشتراكيين فى فرنسا، والديموقراطيين والجمهوريين فى الولايات المتحدة الأمريكية فالحزب الرابح يأتى بأنصاره لشغل المناصب الكبرى المؤثرة، هذا سيحدث، لكن لا حق لكل هذه الأنظمة سواء فى بريطانيا أو فرنسا أو أمريكا أو غيرها تغيير الدولة من جذورها. وهذا أمر وحتى لو أراده «الإخوان» سيكون صعباً للغاية.
هل تشعر بأن لدى «الإخوان» توجهاً لتغيير الدولة من جذورها؟
هذا موضوع «الأخونة» الذى يكثر الحديث عنه، علينا مواجهة الموقف بكل دقة ومن أجل هذا اقترحت فى الجمعية التأسيسية للدستور أن يعالج موضوع الإدارة المحلية من منظور لا مركزى أى يُنتخب مجلس محلى قروى وأمامه يُنتخب العمدة، ويُنتخب مجلس محلى لمدينة وأمامه يُنتخب عمدة المدينة، ويُنتخب مجلس المحافظة وأمامه يُنتخب المحافظ، هنا يُترك للناس الانتخاب على أن يحقق الدستور تداول السلطة وهذا ما اقترحته رسمياً وقد نصل إلى جزء منه، كبيراً كان أو صغيراً، فى الدستور، هذا يمنع أن تقوم السلطة بتغيير المجلس القروى أو البلدى أو فى المحافظة، الناس هم من يجب أن يقوم بالتغيير.
- عندها سيكون من المنطقى أن «الإخوان»، بحكم أن لهم قدرات أكبر من أى قوى سياسية أخرى، سيتمكنون من استمالة كثير من البسطاء بمساعدات الزيت والسكر؟
الناس وعلى رغم احتياجها للزيت والسكر لليوم والغد بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير، وستحكم على مدى نجاح «الإخوان» فى إدارة مصر، فالسيدة البسيطة التى التقيت بها فى الصعيد تحدثت عن المدارس والمستشفيات والطرق والمواصلات، ثِقْ بالشعب المصرى لأنه لن يُساق أبداً بزجاجة زيت وشوال رز، هذا لن يحصل. الشعب المصرى لن يُساق أبداً بزجاجة زيت وشيكارة رز، المصرى أذكى من ذلك بكثير.
- فى أعماقك هل أنت خائف على مبدأ تداول السلطة، بمعنى أن يكون «الإخوان» جاءوا للإقامة بصورة دائمة؟
نعم، وكلنا قلقون من هذا، إنما هذا الموضوع أيضاً ليس سهلاً على مَنْ يناصرونهم لأن عليهم أن يقدموا الأداء الحسن الذى يجعل الناس تنتخبهم مرة وثانية وثالثة... هل يستطيعون القيام بهذا؟ هذا أمر مشكوك فيه، وقد رأينا الحساسية التى ظهرت حين حاولوا تعديل نص وأصبح الأمر خروجاً عن النص.
- هناك مَنْ يقول إن مصر بقيادة «الإخوان» تشبه سفينة مبحرة فى الضباب حتى الآن لم يتضح خط سيرها وخياراتها واتجاهاتها. هل لديك هذا الشعور؟
مصر سفينة لم تُبحر بعد، ما زالت ترسو فى الميناء ذاته الذى رست فيه خلال السنوات العشر الأخيرة، لم تتحرك بعد، ربما يمنعها الضباب أو يمنعها الكسل أو يمنعها عدم القدرة... مصر فيها كوادر هائلة، لكن الخطورة هى أن يكون الارتكاز على أهل الثقة (الإخوان أو مَنْ يتعاطفون معهم فقط) وليس على أهل الخبرة، وأن يكون الولاء معيار الاختيار، ففى مصر أهل خبرة كثيرون جداً.
هذه الجرعة الإضافية من «أسلمة النظام» ماذا تبقى للقبطى فى مصر؟
القبطى جزء من القماشة المصرية ومهما حاولت أى قوة من القوى، المحافظة أو شديدة المحافظة، «تطفيش» الأقباط فإن هذا لن يحدث لأن باقى الشعب المصرى سيدافع عنهم، وفى الدستور ستجد أكثر من لفظ لتعبير «المواطنة» لإحساسنا بأن البعض يحاول هز هذا الموضوع ولن نسمح بذلك، مصر يجب أن تستمر بتشكيلها الحالى بمسلميها وبأقباطها. لن يكون الأمر سهلاً أبداً على مَنْ يريد أن يفعل ذلك أن ينجح فى أن يطرد الأقباط أو يطاردهم، فهذا لا يمكن.
- عملياً هل الأقباط مواطنون من الدرجة الثانية فى مصر؟
لا... أعرف أن هناك حساسيات وأن هناك مداً وجزراً إنما ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية أبداً.
- أين هى نقاط المقاومة لهذا الاتجاه الذى سيأخذ مصر إلى صيغة نظام إسلامى قد لا يتسع للقبطى؟
الأقباط ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية ويجب ألاّ يكونوا ولكن نحن أيضاً علينا أن نتكلم كلاماً واقعياً، فإذا كانت عندنا درجات فهم سيكونون درجة أولى فئة باء، هذه الفئات ضمن الدرجة الأولى يجب أن تُلغى فيكون عندنا درجة أولى واحدة فيها الكل متساوون وهذه فرصتنا اليوم، وحتى «النكهة" الإسلامية لا يجب أن تمنع ذلك بالعكس هى مَنْ يجب أن يطالب بذلك.
- مع هذه الموجة التى تعم العالم العربى أنت عمرو موسى كمسلم هل تشعر بأن إسلامك المعتدل متهم؟
مَنْ سيتهمنى فى إسلامي؟
- المتشددون مثلاً؟
المتشددون يرون أن كل مَنْ عارضهم متهم وهذا شأنهم، إنما نحن أيضاً نتهمهم بأنهم ذهبوا بعيداً جداً من كل منطق وعقل.
هل يمكن أن يتعرض الرئيس مرسى لضغوط من المجموعات المتشددة؟ وهل يخوض المواجهة معهم أم يذهب فى «الأسلمة» أكثر لاستيعابهم أو اتقاء ضررهم؟
هذه الضغوط إذا أتت من السلفيين مثلاً تسأل حينها عن موقف «الإخوان المسلمين» منها وليس عن موقف الرئيس. أنا أجد أن «الإخوان المسلمين» محرجون حالياً، السلفيون يستطيعون الإحاطة بهم وإحراجهم ويتوقف الأمر على مدى صلابة موقف «الإخوان» من خيار واضح: الوسطية ليلتحقوا بالتيار الوسطى ولو بلونهم وبفلسفتهم، أو يخضعوا للتيار المتطرف، والأمر لله.
- أين الجيش فى هذه المعادلة؟
الجيش موجود ولكن ليس داخل هذه اللعبة الجارية فى الأوساط السياسية، سواء من ناحية «الإسلاموية» أو من ناحية الليبرالية، إنه موجود جداً لكنه خارج الحلبة، ونستطيع أن نقول إنه المتفرج الأول.
- هل الجيش والقضاء من نقاط الطمأنينة فى مصر؟
أجل لأن فيهما أناساً يقفون موقفاً واضحاً جداً وخاضوا المعارك التى فرضت عليهم أو التى تعرضوا لها بكل جرأة وبمنطق أثار إعجاب المصريين.
- هل كنت تتوقع ذات يوم أن تقف معارضاً وأن يكون رئيس مصر من «الإخوان»؟ هل كان ذلك يَرِد فى ذهنك؟.
لم يَرِد من حيث الافتراضات السياسية التى كانت تتداولها مراكز الفكر والأبحاث المصرية والعربية، إنما لم يكن بعيداً من ذهننا جميعاً دور "الإخوان المسلمين» فى الحركة السياسية فى دول العالم العربى.
- حين تقرأ مقالات تتحدث عن الذين خطفوا الثورة، ما هو رد فعلك؟
الحقيقة أن «الإخوان المسلمين» لم يقوموا هم بالثورة إنما هم دخلوا الثورة بعد يومين أو ثلاثة وأصبحوا جزءاً منها بعدما قامت وليس قبل أن تقوم.
- "الإخوان» دخلوا الثورة بعد قيامها؟
"الإخوان» نجحوا فى قطف ثمار الثورة لأنهم القوة الأكثر تنظيماً والأكثر قدرة والأكثر تمويلاً والأكثر تمكناً من الاستمرار، مما ساعدهم على التحمل والاستمرار لأشهر فى حين أن بقية القوى لم تتحمل.
سألتنى إذا كنت توقعت حصول «الإخوان المسلمين» على الحكم وقلت لك لا إذا كان ذلك من الافتراضات البعيدة، أما الثورة فكانت افتراضاً قريباً جداً وكنت أعرف أنها ستحصل، الحقيقة أننى يوم 16 كانون الثانى (يناير)، أى قبل ستة أيام من انطلاق الثورة، قلت هذا الكلام فى حضور الرئيس السابق حسنى مبارك والزعماء العرب فى شرم الشيخ، بعد بدء الثورة فى تونس. وحينها كان تعليق الرئيس مبارك أن تونس شىء ومصر شىء آخر وقلت له لا يا سيادة الرئيس فتونس ليست بعيدة من هنا.
- شخص بتركيبتك وتجربتك وطبيعة ثقافتك، هل شعرت بالخوف حين رأيت الحشود فى ميدان التحرير؟
لا على العكس.
- ذهبت إلى ميدان التحرير ماذا كان شعورك وأنت داخل الميدان؟
شعرت بأن مصر تغيرت تماماً وأنا وسط الحشود، الحشود كانت فى حالة ثورة كبرى ضد النظام وهذا كان شعوراً موجوداً لأن مصر فى السنوات العشر الأخيرة تراجعت كثيراً وتباطأت الحياة السياسية، وأصبحت مصر ليست مصر التى عشنا فيها من أيام محمد على حيث كانت السفينة تسير دائماً على رغم حالات الصعود والهبوط، ما حصل أدى بالمصريين إلى كره النظام، صحيح أنه كان هناك تقدم اقتصادى وعلامات اقتصادية مثل نسبة 7 فى المائة لمعدل النمو إنما لم يصل هذا إلى أى من الفقراء الذين تحدثنا عنهم، كان هناك خطأ فى إدارة الحكم بما فى ذلك موضوع التوريث الذى طرح فى النهاية.
- قال لى أحد المعجبين بأدائك فى هذه المرحلة: غداً يفتحون ملفاً لعمرو موسى لإسكاته أو لتشويه صورته، هل تخشى ذلك؟
أتوقع ذلك... أثناء الحملة الانتخابية حصل الكثير من عمليات الاغتيال السياسى التى استهدفتنى بمعنى التشويه والتشهير. لا أعرف مَنْ كان وراء تلك العمليات، ربما «الإخوان» وربما غيرهم، لا أريد أن أوجه اتهاماً، ولكن لدى الكثير من الكلام الذى قيل، وأحد الأسلحة التى استخدموها أننى كنت فى نابلس ورام الله حيث كانت هناك محاولة لإحياء القضية الفلسطينية التى أهمِلت وهمِّشَت وعقد مؤتمر دولى هناك دعيت اليه ولبيت الدعوة.
- كنت أتوقع أن تخشى الذهاب حتى لا يكون ذلك ملفاً يفتح ضدك؟
لا... لماذا؟ مَنْ فى مصر خدم القضية الفلسطينية مثل مجموعات من جيلنا وأنا منهم؟ ويُسأل فى هذا الفلسطينيون، إذا أراد أى أحد أن يحكم على مَنْ يقف مع الفلسطينيين، ومع القضية الفلسطينية تلك القضية العادلة، فليستفت الفلسطينيين أنفسهم فى الضفة وغزة والقدس.
- هل عندك نقطة ضعف مالية يمكن استغلالها؟
أنا لا أعتقد أن هناك نقاط ضعف بالمعنى الذى تقصده ولكن يستطيعون أن يخترعوا أى شىء.
- هل يمكن أن يكون هناك ملف نسائى، فالإشاعات تقول إنك لطيف ومحبوب؟
إذا كانت دوائر معينة، ونحن هنا لا نتكلم عن «الإخوان المسلمين»، وصلت إلى هذا الحد يكون الأمر مؤسفاً جداً. إذا كنتَ تتوقع فتح ملفات وأناس كثيرون يتوقعون ذلك وأصبحت تلك مسألة مكشوفة فالكل يقول لى لن يتركوك، أسكت أحسن. «أسكت أحسن» معناها أن نترك البلد. لا يجب أن نخشى شيئاً.
- ما هو الشىء الذى يمكن أن يجعلك تسكت فى هذه المرحلة؟
أن نصل إلى توافق، فنحن ناس عقلانيون بمعنى أن الشىء المعقول الذى يصب فى مصلحة البلد نستطيع أن نتوافق عليه، أما أن لا يكون لنا صوت فهذا غير مقبول.
- هل هناك خطر من أن تعيش مصر فى ظل دستور موقت لمدة طويلة بسبب الخلافات على إعداد الدستور؟
موضوع الدستور الموقت غير مطروح لأن هناك مشروعاً قيد الإنجاز وإذا نجح يفيد.
- ما لديك من طموحات؟
لدى طموح حالى هو أن نبدأ إعادة مصر إلى الطريق الصحيح وهذه مسألة طموح وطنى وشخصى، أنا أريد لمصر أن تعود مرة أخرى مصر التى عرفناها وعشناها، فنتكلم من منطلق أننا دولة كبيرة مائة مليون نسمة فى ظرف سنوات قليلة ومائة مليون كيلومتر بكل هذه الثروات والمياه والخضرة ودرجة التعلم، كل ذلك ولا تستطيع أن تتحرك فإن هذا شىء يؤلمنا جميعاً.
- على الصعيد الشخصى هل تتمنى أن يؤسس أولادك مستقبلهم خارج مصر؟
كلا وهم أنفسهم غير مستعدين لذلك، رغم متابعة دراستهم فى الخارج إلا أنهم يريدون أن يظلوا هنا، كانت لديهم فرص عدة جداً لو أرادوا أن يعيشوا فى الخارج، هم رفضوا ذلك، تعلموا فى الخارج وعادوا إلى مصر ويعملون فى مصر هذا جزء من تكويننا، نحن فلاحون من العائلات الآتية من الريف.
- هل هناك تراجع لدور المرأة فى مصر؟
هناك محاولات لمحاصرة المرأة مع الأسف الشديد وهو أمر كريه بالنسبة
إلى كثيرين.
- هل يمكن أن تتم السيطرة على الإعلام؟ وهل هذه معركة سهلة؟
طبعاً، فالسيطرة ليست جديدة، وكانت موجودة فى عهد مبارك وبالتالى آليات السيطرة قائمة وموجودة وممكن أن تنفذ مراراً وتكراراً. من المهم ألا تتم السيطرة مرة أخرى على الإعلام، إنما على الإعلام أيضاً أن يقدم أداء مهنياً محترماً ضمن الأطر الأخلاقية فيكون الأمران متوازنين: لا يصح لهم السيطرة على الإعلام كما لا يصح للإعلام أن يكون خارج المواثيق والموضوعية.
- قال لى أحدهم إنه من حسن حظ محمد عبد الوهاب أنه جاء فى زمن كانت مصر يمكن أن تطلق فيه عبد الوهاب، وأن مصر الآن لا تستطيع أن تطلق فنانين، هل لديك مثل هذا الشعور؟
الجو العام: جو الحرية وجو الشعور بأن الآفاق مفتوحة أمامنا هو الذى أطلق شوقى وحافظ وأم كلثوم وعبد الوهاب، هو الذى أطلق بعد ذلك الجيل جيلاً جديداً من الشعراء والأدباء والكتاب والموسيقيين و... الجو الآن بالشكل الحالى إذا أرادت فئة أن تهدد الناس وأن تقضى على الإبداع كيف ستتمكن مصر من إطلاق المبدعين. ويجب ألا ننسى أن شعورنا بهذا جعل الأزهر يُصدر وثيقته الشهيرة التى يتحدث فيها عن الحق فى الإبداع وفى الفن وفى الأدب وفى حرية التعبير وفى حرية العقيدة وفى حرية البحث العلمى. نحن فى مصر نشعر بهذا التهديد وإلا ما كانت وثيقة الأزهر.
- هل جازف المصريون فى الانتخابات الرئاسية؟
لا أبداً، كان من الأفضل ان تُجرى، لكن أرى أن الحكم الدينى أو الدولة الدينية ليست فى مصلحة مصر، أما أن يكون هناك flavour دينى مع دولة مدنية فلا مانع.
وفى كل الأحوال يجب أن ينص الدستور المقبل على أن مبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الأساسى للتشريع وفى هذا ضمانة كافية وتتماشى مع الروح الديموقراطية والنظام الديموقراطى الذى ندعو إليه.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.