انتقد رئيس الوزراء العراقى، نورى المالكى، تصريحات نظيره التركى رجب طيب أردوغان، حول "استحالة تولى المالكى لولاية ثالثة"، وقال المالكى، على رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان الاهتمام بمعالجة أوضاع تركيا الداخلية التى تثير القلق. وكان مصدر كردى مطلع كشف مؤخراً عن أن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان أبلغ رئيس حكومة إقليم كردستان العراق نيجيرفان بارزانى، خلال مشاركته فى مؤتمر اقتصادى عقد فى إسطنبول الأسبوع الماضى، أن تمديد ولاية ثالثة لرئيس الوزراء نورى المالكى مستحيلة، ولن تكون، مشيراً إلى أن هذا قرار تركى إيرانى أمريكى. وقال المالكى، فى بيان صدر عن مكتبه الإعلامى، اليوم الخميس، إن تركيا تواجه أوضاعا داخلية تثير القلق، وعلى الحكومة التركية أن تعى ذلك، وعلى رئيس الحكومة التركية رجب طيب أردوغان تركيز الاهتمام على معالجة أوضاع تركيا الداخلية، التى يقلقنا اتجاهها نحو الحرب الأهلية على خلفيات طائفية وقومية، ومن الأفضل ألا يتدخل فى شئون الآخرين. وأضاف أن نصيحتنا لأردوغان معالجة شئون الأقليات والكف عن زج تركيا فى مشاكل جميع دول المنطقة، لأنها سياسة لا تجلب لتركيا وشعبها سوى المتاعب. وتابع، إننا نعتقد أن الشعب التركى يتطلع إلى تغيير الأوضاع السياسية، بما يحمى تركيا من تفاقم المشاكل الداخلية والخارجية، وأمام تركيا فرصة طيبة مع العراق تقوم على الاحترام وتبادل المصالح وعدم التدخل فى الشئون الداخلية. وقال رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى، نشكر أردوغان على حرصه، لكننا نطمئنه بأن الحرب الأهلية لن تقع فى العراق، بوعى العراقيين وتماسك وحدتهم الداخلية وتكاتفهم، أما الحرب النفطية التى تنبأ بها أردوغان، فإن الحكومة الاتحادية لن تسمح بها، وستبقى تحافظ على النفط باعتباره ملكا لكل العراقيين. وأعرب رئيس الوزراء العراقى عن أمله بأن تعمل الحكومة التركية على تعزيز هذه السياسة بدلاً من تشجيع محاولات الخروج عليها من خلال عقد الصفقات والاتفاقات الجانبية. وكان رئيس الوزراء التركى اتهم حكومة رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى بالسعى إلى إثارة حرب أهلية فى العراق عقب اشتداد التوتر بين بغداد وحكومة إقليم كردستان. وقال أردوغان، فى تصريحات للصحفيين قبيل مغادرته إلى باكستان، أمس الأربعاء، إن النظام العراقى يريد الاتجاه بالوضع نحو حرب أهلية، ومخاوفنا بدأت فى هذا الوقت تتحقق شيئاً فشيئاً، معبراً عن قلقه حيال نزاع محتمل على النفط فى العراق. وشهدت العلاقة بين رئيس الوزراء العراقى نورى المالكى ونظيره التركى رجب طيب أردوغان منذ أشهر توتراً ملحوظاً وتبادلاً للاتهامات، بعد أن حذر الأخير من نشوب حروب أهلية عرقية وطائفية فى العراق. وكانت زيارة قام بها وفد تركى برئاسة وزير الخارجية أحمد داوود أوغلو قبل أشهر إلى أربيل وكركوك، قد أثارت ردود فعل غاضبة من بغداد، التى قالت إن الزيارة غير قانونية، لأن أعضاء الوفد لم يحصلوا على تأشيرات دخول للعراق من الحكومة العراقية، فيما أكدت السلطات التركية أن التأشيرات منحت لهم من السفارة العراقية فى تركيا.
