استغاثة قصيرة أرسلها لنا المواطن عصام صادق، حول تلال القمامة التى تغمر مصرف منطقة بولاق الدكرور، استجابة منه للمبادرة التى أطلقها "اليوم السابع" تحت اسم "أنقذ مواطنا من الهلاك"، كانت دافعة للتحقيق وبحث حالة المنطقة بأكملها، والتى يكفى أن يخبرك أهاليها أنها الأكبر على مستوى محافظة الجيزة، لتتخيل المشهد كاملا بداخلها، فبمجرد أن تتطأ قدماك أرض المنطقة، ترى المعاناة التى يعيشها السكان يوميا وسط زحام وتكدس السيارات والتوك توك، فى شوارع لا تتعدى مساحتها بضعة أمتار، وهذا بجانب التهديدات التى قد يتعرض لها السكان، خاصة الأطفال فى أى لحظة أثناء المرور، أو عبور الشوارع. مشكلة حى بولاق الدكرور، تتمثل أولا فى الحالة المرورية السيئة التى دفعت أحد الأهالى "محمد حسين" ذو الخمسة والأربعين عاما، يطالب المسئولين بالتخفيف من العبء المرورى الذى تشهده المنطقة، من خلال تخصيص مواقف لسائقى التوك توك، بدلا من مزاحمة السيارات فى الطريق. إضافة إلى التكدس المرورى، هناك مشكلة أخرى تتعلق بشارع ناهيا التابع للحى، والتى تتمثل فى تلال القمامة المتراصة على جانبى الأرصفة، والتى يقول عنها "محمد شعبان" بائع فاكهة، "عاملى النظافة نراهم يوم أه وعشرة لا.. والقمامة منظر أساسى تراه عيوننا يوميا ولا نعلم إلى متى سيستمر هذا الإهمال". على امتداد شارع ناهيا، تقع ترعة الزمر التى تغطيها القمامة بشكل يوحى لك بعدم وجود نقطة مياه واحدة فى تلك المساحة المنخفضة، قصة الترعة يحكيها "أحمد عبد الجواد" قهوجى، فى الثلاثينات من عمره، قائلا منذ أن نشأنا ونحن نرى هذه الترعة، ويوم بعد يوم تتزايد فيها القمامة، وبالتأكيد تتسبب لنا فى أمراض كثيرة، بسبب الذباب والحشرات المتجمعة حولها دائما، وكل معلوماتنا عن هذه الترعة أن المحافظة قامت بردم جزء منها، وتم استغلاله كطريق مفتوح، أما الجزء المتبقى فهو الذى يقوم الأهالى بإلقاء القمامة فيه، هذا كله إلى جانب أسلاك الكهرباء المتدلية من الصناديق المخصصة لها، بجوار المنازل على مستوى مقارب لسطح الأرض، مما يعرض أطفال المنطقة للخطر بشكل دائم، نظرا لاحتمالية قيام أحدهم بالعبث داخل الصناديق وملامستها دون وعى منهم. على بُعد خطوات قليلة من منطقة بولاق الدكرور، تقع منطقة أرض اللواء، والتى لا يختلف حالها كثيرا عن سابقتها، سواء من حيث القمامة الملقاه وسط الطريق أو التكدس المرورى، اللهم سوى كابلات الكهرباء المنغمسة فى القمامة الموجودة على امتداد الترعة سابقة الذكر، والتى قال "حسن شعبان" أحد أهالى المنطقة عنها "يوميا يشب حريق فى أكوام القمامة، ورغم خطورة الموقف ودخول الكهرباء وسطها، واحتمالية تعرضها للانفجار فى أى لحظة إلا أن المسئولين لم يتحركوا". من جانبه، أكد عبد العظيم طلبة رئيس حى بولاق الدكرور، أن الجزء المفتوح فى الترعة لا يتحمل مسئوليته الحى، وإنما وزارة الموارد المائية التى تشرف على الترعة، قائلا الوزارة عقدت مع محافظة الجيزة بروتوكولا منذ عدة أشهر، لاستغلال الترعة فى تحويلها إلى طريق مفتوح، يمتد إلى 15 كيلو متر وهو طولها، إلا أنها قامت بردم جزء وتركت أخر، وكانت تقوم من وقت لأخر بتطهيره من القمامة، إلا أنها توقفت عن ذلك فى الفترة الأخيرة، وهو ما دعا المواطنين فى ظل الانفلات، وعدم انتظام شركات النظافة إلى إلقاء القمامة فى الجزء المفتوح بالترعة، الذى امتلأ بالفعل وهو ما أوجب علينا من واقع المسئولية، أن نرسل أكثر من خطاب إلى الوزارة للقيام بتطهيره. ومن جانبه قال اللواء أحمد حوالة، مدير إدارة مرور الجيزة، أنه تم طرح ترعة عبد العال التى تسلمها جهاز الخدمة الوطنية التابع للمحافظة، وسيتم رصفها فهو محور مهم جدا، إذا ما تم رصفه سيعمل على سحب كل الكثافات الموجودة داخل منطقة بولاق الدكرور، خاصة وأنها منطقة عشوائية صعبة تفتقر إلى الخدمات، وتكثر فيها إشغالات الطرق. وفيما يتعلق بمنطقة أرض اللواء، قال حوالة المنطقة كأى مكان عشوائى مشكلتها فى الباعة الجائلين، الذين يزداد عددهم يوما بعد يوم، وتم رفع عدد كبير من إشغالات الطرق، من خلال الحملات الأمنية المكثفة على المنطقة، وسيتم تخصيص موقفا لتنظيم حركة السيارات، إضافة إلى أن رئيس حى بولاق الدكرور، سيقوم بتخصيص موقف خلف محطة مترو فيصل للعربات الأجرة والتوك توك، للتقليل من الكثافة المرورية هناك. موضوعات متعلقة : "اليوم السابع" يطلق "مبادرة أنقذ مواطناً من الهلاك" قارئ "اليوم السابع" يطالب برصد العربات المخالفة فى الأتوستراد فى أول استجابة لمبادرة "اليوم السابع".. مواطن: مصرف ناهيا معقل للقمامة .. والمسئولون يتحججون بالميزانية رئيس حى بولاق الدكرور: الرى تتحمل المسئولية عن ترعة الزمر