أعلن المهندس حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، أنه يجرى حاليا دراسة الاستفادة من الخبرة الإيطالية فى مجال تطوير منظومة السكك الحديد المصرية، حيث تمتلك إيطاليا خبرة كبيرة فى هذا المجال. جاء ذلك خلال لقائه بوفد من أعضاء الجانب الإيطالى فى مجلس الأعمال المصرى الإيطالى، برئاسة ماورو مورتى، رئيس هيئة السكك الحديدية الإيطالية، وبحضور كلاوديو باسيفيكو، سفير إيطاليا بالقاهرة، والمهندس خالد أبو بكر، رئيس الجانب المصرى فى مجلس الأعمال المشترك بين البلدين. وأشار صالح إلى أن هيئة السكك الحديدية الإيطالية عرضت تقديم خدماتها للتعاون فى تطوير هذا المرفق الحيوى، خاصة بعد الكارثة التى حدثت بأسيوط وراح ضحيتها أرواح بريئة. وأضاف أنه تم استعراض رؤية الجانب الإيطالى فى إعادة هيكلة وتطوير السكك الحديدية المصرية من خلال تأهيل العامل البشرى، وفق أحدث الطرق فى هذا المجال، بالإضافة إلى تطوير المعدات وخطوط القطارات والمزلقانات والإشارات والمساعدة فى تدبير الاعتمادات المالية اللازمة، لذلك من خلال منحة من الحكومة الإيطالية والاتحاد الأوروبى. ونوه صالح إلى أن مصر ترتبط بعلاقات استراتيجية مع الجانب الإيطالى، سواء المستوى السياسى أو الاقتصادى، لافتا إلى أن الزيارة الناجحة للرئيس محمد مرسى خلال سبتمبر الماضى ساهمت فى تنمية وتطوير العلاقات المشتركة بين الجانبين وأشار المهندس حاتم صالح، وزير الصناعة والتجارة الخارجية، إلى أن إيطاليا تعد الشريك التجارى الأول لمصر على مستوى الدول الأوروبية، موضحا أن هناك فرصا كبيرة لتعميق وتنمية التعاون الاقتصادى خلال المرحلة المقبلة، خاصة فى مجالات الطاقة الجديدة والمتجددة والنقل، وتطوير الموانئ إلى جانب مشروعات البنية التحتية. وقال "إن مصر ترحب باستقبال المزيد من الاستثمارات الإيطالية خلال المرحلة المقبلة، خاصة أن هناك العديد من كبريات الشركات الايطالية التى قررت إغلاق مصانعها فى إيطاليا، نظرا لما يشهده الاقتصاد الأوروبى من مرحلة تباطؤ أثرت على هذه الشركات، وهو ما يعد فرصة كبيرة لها للاستثمار فى مصر والاستفادة من منظومة الحوافز التى تقدمها الحكومة للمستثمرين". من جانب آخر قال صالح "إنه خلال الاجتماع تم بحث الترتيبات الخاصة بعقد مؤتمر موسع بالقاهرة حول التعاون المصرى الإيطالى، وذلك بمشاركة رجال القطاع الخاص من البلدين خلال فبراير المقبل. كما ناقش الاجتماع وسائل استكمال تنفيذ مشروع الممر التجارى الأخضر لدعم القدرات المصرية بالإيطالية، لتسهيل حركة التجارة بين البلدين، فضلا عن التعاون فى مجال التعليم الجامعى من خلال المبادرة التى أعلنت عنها جامعة بيموجيا الإيطالية. وحول العلاقات التجارية بين البلدين أوضح وزير الصناعة والتجارة الخارجية أن حجم التبادل التجارى بين مصر وإيطاليا بلغ خلال الفترة من يناير إلى أغسطس 2011 حوالى 3 مليارات ونصف المليار يورو، مقارنة بثلاثة مليارات و160 مليون يورو، خلال نفس المدة فى عام 2010، تمثلت أهم صادرات مصر لإيطاليا فى البترول ومنتجاته، والمنتجات الزراعية، الغزل والمنسوجات، والجلود الخام، الأحذية، الحديد ومنتجاته، بينما تتمثل أهم الواردات المصرية من إيطاليا الماكينات، المنتجات الكيماوية والبترولية، الحديد، المواسير، محركات السيارات. من جانبه أكد ماورو مورتى، رئيس الجانب الإيطالى بمجلس الأعمال المصرى الإيطالى المشترك، أن المجلس حريص على القيام بدور فعال لتعزيز فرص التعاون الاقتصادى والتجارى بين البلدين، وزيادة حجم التبادل التجارى والاستثمارات المشتركة، لافتا إلى أن المؤتمر المشترك الذى سيتم عقده فبرايرالمقبل يمثل فرصة كبيرة لتنمية، وزيادة التعاون بين رجال الأعمال فى كلا البلدين. ورحب مورتى بالتعاون مع الجانب المصرى فى إعادة تطوير مرفق السكك الحديدية المصرية، خاصة أن هناك تعاونا قائما بالفعل فى هذا المجال. وفى نفس السياق أكد كلاديو باسيفيكو، سفير إيطاليا بالقاهرة، أن مصر تعتبر أحد أهم الشركاء الاستراتيجيين لإيطاليا بمنطقة الشرق الأوسط وأفريقيا، سواء على المستوى السياسى أو الاقتصادى، مشيرا إلى أنه على الرغم من الظروف الصعبة التى شهدتها مصر خلال العام الماضى، إلا أن الاستثمارات الإيطالية أصرت على البقاء فى مصر خلال المرحلة الماضية وحتى الآن، بل زادت بعد ثورة 25 يناير، موضحا أن هناك إقبالا من رجال الأعمال الإيطاليين لزيادة استثماراتهم فى مصر خلال المرحلة المقبلة. وأضاف باسيفيكو أن إيطاليا تسعى لتقديم كل الدعم لمصر فى شتى المجالات، ومن بينها المساهمة فى تطوير سكك الحديد المصرية فى كل المحافظات لتلافى أى مشكلات قد تحدث فى المستقبل، خاصة بعد حادث أسيوط الأليم.