سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالصور.. إسلام آباد تحت حصار استعدادات التشديد الأمنى لاستقبال رؤساء دول قمة الثمانية: الهجمات الانتحارية واحتفالات الشيعة تضاعف الهاجس الأمنى.. والشعب يمتلك "النووى" ويعانى من أزمات طاحنة فى "الطاقة"
على امتداد قرابة 800 ألف كيلومتر مربع تقع جمهورية باكستان الإسلامية والتى تعنى الأرض الطاهرة، فى الشمال الغربى منها وعلى ارتفاع 600 متر، حيث هضبة "بوتوها" تتركز أنظار العالم ترقباً لزيارة د. محمد مرسى، رئيس الجمهورية صباح غدًا الخميس، للعاصمة إسلام آباد. هنا.. إسلام آباد والتى تعنى مقر الإسلام، حيث ترتفع درجة الاستعدادات الأمنية لاستقبال الرؤساء والوزراء المشاركين فى فعاليات مؤتمر قمة الثمانى والمعروف بمؤتمر 8–D، الأمن هنا فى حالة ترقب دائمة خوفاً من شبح التفجيرات والهجمات الانتحارية المتكرر فى باكستان وهو الأمر الذى تسبب فى هروب العديد من الاستثمارات. حالة الهلع الأمنى التى تشهدها العاصمة الباكستانية تجعل السائر فى الطرقات يخشى انفجارا متوقعا فى أى وقت، وهو ما جعل جنود الأمن يركزون أثناء تفتيشهم للمركبات على أماكن قد يتوقع تثبيت المتفجرات بداخلها، فضلاً عن انتشار الكمائن الحلزونية التى تجبر الجميع على السير ببطء والخضوع للتفتيش، وتكفى إشارة إصبع من جندى الأمن لإيقاف أى مركبة وعدم الاستجابة للأوامر لإطلاق فورى للنار على قائد المركبة. الهاجس الأمنى فى إسلام آباد تسبب فى إغلاق العديد من الطرقات المحيطة بالمناطق الحيوية فضلاً عن التشديد على كل زائر للمدينة والتعرف على سبب الزيارة، إضافة إلى صعوبة حصول الأجانب على خطوط هواتف محمولة خشية استخدامها فى الإرهاب. أضف إلى انعقاد مؤتمر قمة الدول الثمانى، اقتراب احتفال الشيعة بعاشوراء وهو ما يخشى معه الباكستانيون من وقوع مصادمات بين سُنِّة باكستان وشيعتها، حالة الخوف من الصراع تلك لا تقف عند حدود المذهب الدينى حيث تمتد اللغة.. فرغم أن اللغة الرسمية هى الأردو، فى ظل انتشار واسع للغة الإنجليزية إلا أن هناك عدة لغات أصلية تشمل البنجابية والبشتونية والسندية والبالوتشية، وقد فشلت الدولة فى توحيد اللغة لتظل عقبة يصعب حلها حتى الآن. ورغم أن الدين الرسمى للدولة هو الإسلام إلا أنه توجد أقليّات دينية؛ مسيحية، هندوسية، سيخية، وقاديانية، وهم يعيشون ويمارسون شعائرهم بحرية فى باكستان التى تعانى من ويلات التشدد والطلبنة التى أدت لعزوف السياح وهروب الاستثمارات. فى إسلام آباد.. يمكنك أن تنعش صدرك بهواء نقى تفوح رائحته الزكيّة من الأشجار المتناثرة بكثافة على جانبى الطرقات، فضلا عن نظافة شوارعها، إلا أنك لا تستطيع غض الطرف أبدا عن الحالة الطبقية الشديدة التى يعانى منها المجتمع هناك، حيث ينقسم إلى طبقات تتزاوج كل منها فيما بينها ولا يحق لطبقة أن تحاول الاقتراب من الأخرى فيزداد الغنى غنى والفقير فقرا. هناك تشتم الهواء النقى لكن أجواء الفساد تنتشر فى كل القطاعات ولا يخجل أن يتحدث عنها الجميع، حيث أصبحت أمرًا واقعًا يصعب تغييره، حيث يرتفع معدل الفساد فى باكستان ليصبح من أعلى المعدلات فى العالم، وذلك بسبب تنتشر الرشوة والمحسوبية التى تُعتَبَر العقبة الرئيسية فى طريق تقدم ونمو الاقتصاد الباكستانى، حيث عملت على منع المستثمرين الأجانب من القدوم للاستثمار فى إسلام آباد، كما عملت أيضًا على هروب المستثمرين ورؤوس الأموال الباكستانية إلى خارج البلاد. "باكستان دولة نووية" يفتخر الباكستانيون بذلك إلا أن الوجه الآخر للحقيقة أنها بلد نووى تعانى من أزمات الطاقة المتكررة والحادة، حيث تنقطع الكهرباء فى الصيف لمدة 12 ساعة رغم ارتفاع حرارة الجو فضلا عن تحديد سعر استهلاك الكهرباء من 6 مساء ل11 مساء هو وقت الذورة بقيمة أعلى من الأوقات الأخرى، كما لا يوجد دعم للبنزين ويتحدد سعره وفقًا للسعر العالمى، حيث يتجاوز الدولار الواحد.. لتصبح الحقيقة أن الباكستانيون يمتلكون النووى ولا شىء آخر. ورغم محاولات تحسين الأوضاع إلا أن الظروف السياسية الداخلية فى باكستان تلعب دوراً هاماً فى عدم استقرار ونمو الاقتصاد الباكستانى وهو ما حدث فى عهد الرئيس السابق برويز مشرف خلال سنوات حكمه التى دامت ثمانى سنوات، وشهد عامه الثامن فى الحكم مرحلة عدم استقرار سياسى ومظاهرات واحتجاجات أدت فى النهاية لإجباره على الاستقالة وكان لتلك الظروف تأثيرها على الاقتصاد. نفس السيناريو يتكرر الآن فى عهد الرئيس الحالى آصف على زردارى، حيث تشهد باكستان فقراً وإرهاباً واضطراباً سياسياً واجتماعياً، فهل تنجح قمة الدول الثمانية فى تخفيف الأعباء الاقتصادية عن الباكستانيين؟