الذين حملوا السلاح من جنود وضباط الجيش المصرى فى حروب مصر السابقة، ينظرون إلى ما يحدث فى سيناء وكأنه رسالة خاصة إليهم من الأرض التى دافعوا عنها، وسالت دماء رفاق السلاح عليها لاستردادها من العدو الإسرائيلى، فمنهم من استشهد، ومنهم من أصيب لكنه يعيش على ذكرى أيام عطرة فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر. فى صفحته على ال«فيس بوك»، وجه وكيل وزارة الخارجية السابق والكاتب المتألق السفير معصوم مرزوق، نداء معبراً ولافتاً قال فيه: «نداء إلى قدامى رفاق السلاح إلى من لا يزال على قيد الحياة من رفاق السلاح الذين شاركوا فى العبور، أدعوهم إلى مليونية نطالب فيها بحمل سلاحنا مرة أخرى دفاعا عن سيناء.. لا يمكن السماح بضياع ذرة واحدة من الرمال التى تضم رفاة أغلى الرفاق.. حى على السلاح». النداء الذى حدد يوم 16 من الشهر الجارى موعداً للمليونية أمام قبر الجندى المجهول، لاقى تعليقات مرحبة ومشجعة، ومنهم من قال «أرجوكم افعلوها وسنكون معكم»، ومنهم من وصفها ب«المبادرة الوطنية الشجاعة» والخلاصة أننا أمام حالة لابد أن يكون هناك تكاتف شعبى معها، هى دعوة يجب أن تحتشد كل القوى السياسية من أجل إنجاحها، حتى تصل رسالتها إلى كل الذين يتصورون أنه بمقدورهم اختطاف سيناء من مصر. السفير معصوم مرزوق رغم خدمته المشرفة فى وزارة الخارجية، إلا أن دعوته مدموغة بكونه واحدا من أبطال سلاح الصاعقة المصرية فى حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر، وله مقالات رائعة عن البطولات فى الحربين، ومن يقرأها سيتأكد كم كانت مصر محروسة بهؤلاء الرائعين البسطاء، الذين يقاتلون دون انتظار الثمن، ثم تذهب المغانم إلى غيرهم. «والله زمان يا سلاحى» هو القيمة التى يشتاق إليها من حمل السلاح دفاعا عن الأرض والعرض، مهما بلغ به العمر، فبعد حادث «رفح» البشع فى شهر رمضان الماضى والذى استشهد فيه 16 ضابطاً وجندياً وإصابة 7 آخرين فى عملية غادرة أثناء إفطارهم، تلقيت مكالمة غاضبة وباكية من اللواء دكتور كمال كاسب، وهو أحد أبطال سلاح الصاعقة المصرية، وشارك فى حروب مصر من اليمن إلى ما تلاها من حروب، حدثنى الرجل عن الجيش المصرى وبطولاته، وقال إنه وزملاءه يريدون العودة إلى الخدمة للدفاع عن سيناء.