لا أعرف هيفاء وهبى شخصيا، ولم أكن أعرف أحمد أبو هشيمة حتى رحلة الحج هذا العام، لكننى تعاملت مع نبأ الطلاق الذى تم إعلانه اليوم الأربعاء فى بيان رسمى بكل الأسى الذى يصاحب نبأ إعلان (أبغض الحلال عند الله)، هذا الزواج بين أحمد وهيفاء طاردته الشائعات منذ بدأ وحتى انتهى، وحتى بعد البيان المحترم الذى صدر فى أعقاب إعلان الطلاق الكامل، ورغم إصرار أحمد وهيفاء على التعامل مع زواجهما وطلاقهما بكل الاحترام وبكل الحرص والبعد عن الإعلام وعن جلسات النميمة المريبة لنجمين من نجوم المجتمع المصرى والعربى، لم يسلم أحدهما أو كلاهما من شرور الألسنة، ومن قسوة القلوب، ومن صناع الشائعات. كل من أحمد وهيفاء اختارا الحلال الذى شرعه الله طريقا لهما، فتزوجا، واختارا أبغض الحلال عندما تعثرت بهم الدنيا فانفصلا على سنة الله ورسوله، لكن هؤلاء الذين يكرهون سنن الله، ولا تقبل قلوبهم المريضة إلا بالنميمة رفضوا الحقيقة واتبعوا الظن والهوى، فمنهم من خرج ليفسر كلمة الانفصال بأنها لا تعنى الطلاق، وكأنهم يعيدون ترتيب شرع الله على هواهم، ومنهم من أطلق الشائعات والأقاويل حول (أخونة) أحمد أبو هشيمة، فراح يفسر الطلاق بأنه ضمن مشروع انضمام أحمد للإخوان، وكأن الرجل الذى بدأ عمله شابا صغيرا، وبنى مؤسسته الصناعية بكفاح دائم كان ينتظر البركة من الإخوان لتحل عليه وعلى صناعته وحياته، ونسى هؤلاء الذين يأكلون لحم إخوتهم ميتة أنه لم تعد هناك قوى فى مصر بعد الثورة تستطيع أن تمنح البركة أو تمنعها، ولم يعد القرب من الإخوان أو البعد عنهم غنيمة أو مغرمة لأى من الذين يعملون فى بلادهم بأيدى نظيفة، وبمشاعر نقية، وبعيدا عن كواليس الفساد والإفساد التى كانت سائدة فى العصر البائد. لا يستطيع الإخوان أن يقدموا أو يؤخروا لرجل يريد أن يعمل فى بلاده حتى يتقرب إليهم أبو هشيمة أو غيره، ولا يستطيع الإخوان أن يغيروا مشيئة الله إن أراد، وقد انزعجت كثيرا وكتبت هذه الكلمات بلهفة حسرة على هذه الشائعات المريضة التى راحت تفسر الطلاق بين أحمد وهيفاء بأنه من أفعال الإخوان، ما هذه المسخرة، وما هذه المهزلة الأخلاقية والسياسية والتشويش على ضمائر الناس، أن يصبح الطلاق أيضا ساحة من ساحات التراشق بالأخونة، وتصبح البيوت التى شاء الله لها أن تنفصل لعبة من ألاعيب السياسة؟ حقيقى حرام، هذه الشائعات تثير الشفقة على أصحابها، وتثير الاشمئزاز من الذين يقضون وقتهم فى حرب مع طواحين الهواء فيصبح كل فعل فى مصر من إرهاصات الأخونة، وكل سلوك اجتماعى فى البلد يخرج من رحم الإخوان، ألا يستحى هؤلاء من أنفسهم وعلى أنفسهم وعلى البلد الذى يضربونه بهذه الشائعات المريضة. لا أعرف ما الداعى لتحويل قصة طلاق عائلية إلى حدث سياسى، ولا أعرف كيف تحول الوهم من الإخوان إلى تصور هذه القدرة الفائقة على التأثير، وكأنهم أصبحوا أصحاب (بروتوكولات حكماء صهيون) يغيرون القيم والمفاهيم ويديرون شئون البيت ويحددون الزواج والطلاق، فتنطلق عليهم هذه الشائعات التى لا تحترم البيوت، ولا تحترم العقول ولا تحترم حياة الناس. ما أعرف أن هذا الطلاق صحيح وجرى ترتيبه منذ فترة طويلة، لكن الزوجان السابقان أرادا أن يتعاملا مع الأمر بكل الاحترام والتقدير لحياتهما سويا، وقد كان بينهما (ميثاقا غليظا) شرعه الله تعالى، وما أعرفه أيضا أن هؤلاء الذين يطلقون شائعات الأخونة على هذا الطلاق إنما يحتقرون عقول الناس، ويؤكدون أنهم لا يعرفون شيئا عن أحمد أبو هشيمة أو قصة مؤسساته الصناعية فى مصر، ولا يعرفون شيئا عن هيفاء وهبى (الزوجة والإنسانة)، ويؤكدون أيضا أنهم لا يحترمون عقول الناس باستمرار صناعة الأكاذيب. ملحوظة: شاركت مع وفد مصر كبير فى أداء مناسك فريضة الحج لهذا العام، وكان من بين الوفد رجل اسمه أحمد أبو هشيمة، وأتمنى ألا يكون قيام رجل مسلم بأداء مناسك الحج عنوانا جديدا على الأخونة. عيب.. مصر أكبر من هذا العبث.