أطلق سراح أكثر من 120 مواطنا كرديا الأحد احتجزوا أثر معارك جرت بين ميليشيات كردية ومعارضين مسلحين فى حلب شمال سوريا، أدت الجمعة إلى مقتل ثلاثين شخصا وأسر 200 آخرين. وذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان فى بيان أنه تم الإفراج اليوم عن أكثر 120 مواطنا كرديا كانوا قد احتجزوا يوم أمس الأول (الجمعة) قرب بلدة حيان "من قبل مقاتلين معارضين عرب" بعد الاشتباكات التى دارت فى أطراف حى الاشرفية. ورحب المرصد فى بيانه "بهذه الخطوة" داعيا الى "الإفراج عن كافة المحتجزين من الطرفين وواد الفتنة العربية الكردية التى يسعى إلى إثارتها النظام السورى وبعض الأجهزة الإقليمية". واندلعت مواجهات الجمعة بين المعارضين المسلحين وعناصر من حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى، الجناح السورى لحزب العمال الكردستانى فى تركيا، فى حى الأشرفية ذى الغالبية الكردية فى حلب (شمال)، التى تشهد عمليات عسكرية منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وكانت الأحياء الشمالية من المدينة التى يسيطر عليها حزب الاتحاد الديمقراطى، بقيت نسبيا بعيدة عن المعارك المندلعة فى حلب منذ العشرين من يوليو الماضى. وأفاد السكان أن نحو 200 عنصر من المعارضة المسلحة تسللوا الى حى الأشرفية فحاول عناصر من لجان شعبية كردية صدهم ما أدى الى نشوب مواجهات بين الطرفين. وقال المرصد الذى يتخذ من بريطانيا مركزا ويستند لجمع معلوماته الى شبكة من الناشطين ومصادر طبية ومدنية وعسكرية "قتل 30 شخصا من العرب والأكراد فى المعارك بينهم 22 مقاتلا من الطرفين". وأضاف المرصد أنه على الأثر جرى أسر أكثر من 200 شخص معظمهم من الأكراد الذى أسرهم معارضون مسلحون. كما أسر حزب الاتحاد الديمقراطى الكردى 20 معارضا مسلحا. ويشكل الأكراد نحو 15 بالمائة من السكان وهم يعادون النظام الذى يتهمونه بقمعهم، إلا أنهم حذرون تجاه المعارضة التى يرون أنها لا تتفهم خصوصيتهم كقومية مختلفة. وكان الجيش انسحب هذا الصيف من بعض المناطق الكردية وخاصة من حى الأشرفية ومن عدة مدن على طول الحدود التركية تاركا نوعا من الحكم الذاتى الواسع للسلطات الكردية التى تسمح للمعارضين بدخولها ولكن دون سلاح وبالزى المدنى. وألقى حزب الاتحاد الديمقراطى فى بيان مسئولية المعارك على المعارضة المسلحة وعلى النظام معا موضحا أنه خلال اليومين السابقين على اندلاع المعارك أطلق الجيش قذائف على حى الأشرفية. من جانبها اعتبرت كتيبة أحرار سوريا التى تحارب النظام أن المواجهات حدثت نتيجة سؤ تفاهم. وقالت فى بيان إن "أشقاءنا الأكراد رفاق لنا فى الأمة. المشكلة جاءت نتيجة سوء تفاهم نجم عن مكيدة دبرها النظام". وأوقع النزاع فى سوريا حتى الآن نحو 35 ألف قتيل خلال أكثر من 19 شهرا، حسب المرصد.