السيرة الذاتية للواء وسام الحسن، رئيس فرع المعلومات بقوى الأمن الداخلى اللبنانى الذى اغتيل الجمعة الماضى فى تفجير عن بعد استهدف سيارته بحى الأشرفية بالعاصمة بيروت، تؤكد بما لا يدع مجالا للشك تورط نظام الرئيس السورى بشار الأسد فى العملية، فهو كان دائما من الشخصيات المستهدفة من جانب النظام السورى، فالحسن الذى كان يوصف فى لبنان ب«رجل المهمات الصعبة»، لعب دورا بارزا فى كشف عمليات واغتيالات فى لبنان اتهم فيها نظام الأسد، ومنها كشفه أخيرا مخططا للقيام بتفجيرات فى مناطق لبنانية عدة، اتهم فيه النظام السورى والوزير اللبنانى السابق الموقوف حاليا ميشيل سماحة، ولعل ذلك ما دفع رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع ليقول إن الحسن قتل لأنه «أوقف ميشال سماحة، ولأنه من الأشخاص القلائل الذين لا يخافون أحدا فى عملهم». تورط النظام السورى فى عملية اغتيال الحسن يعتبره المراقبون عائدا لأمرين، الأول أن نظام الأسد دأب خلال الفترة الماضية على تصدير أزماته الداخلية لدول الجوار، مثلما فعل الشهر الماضى عندما قصفت قواته قرية حدودية مع تركيا لجذب انتباه العالم عن مجازره فى الداخل، وهذا الرأى يؤكده طونى زهرة، النائب فى البرلمان اللبنانى عن حزب القوات اللبنانية، الذى قال إن الأسد «يحاول تخفيف الضغط الدولى المفروض عليه بتصدير الأزمة لدول الجوار وعلى رأسها لبنان» فيما اعتبر آخرون أن إقدام الرئيس السورى على اغتيال الحسن بداية مخطط سورى لاستعادة الحرب الأهلية اللبنانية كوسيلة ضغط على الأطراف العربية والدولية التى تطالبه بالتنحى. أما الأمر الثانى فإن الحسن نفسه كان يسبب إزعاجا لنظام الأسد، فوفقا للقريبين من وسام الحسن فإنه رفض الرضوخ لإملاءات إيران وسوريا، بل عمل على الكشف عن الشبكات الإيرانية والسورية فى الداخل اللبنانى، ومن بينها الشبكة المتورط فيها النائب ميشيل سماحة التى كانت تخطط لتنفيذ مجموعة من الاغتيالات السياسية فى لبنان. النائب طونى زهرة قال ل«اليوم السابع» فى اتصال هاتفى «وضح لنا أن اغتيال اللواء وسام الحسن كان بسبب دوره الوطنى»، مشيرا إلى أنه سبق أن تعرض لحملات إعلامية وسياسية وتخوينية طالبت بإقالته على خلفية كشفه لشبكات النظامين الإيرانى والسورى فى لبنان، وكذلك شبكات التجسس الإسرائيلية داخل المقاومة اللبنانية، مشيرا إلى أن نشاط الحسن الأمنى كان ممتازا، فهو فى عمله لم يفرق بين عدو للبنان وآخر، فكل من كان يستهدف الأمن اللبنانى كان تحت مجهره، كما أن عملاء إيران وسوريا فى لبنان لم يستطيعوا تخويفه. زهرة أضاف بأن «رئيس الحكومة اللبنانية المعين من جانب الأسد اعترف بوجود رابط بين اغتيال الحسن والقبض على شبكة سماحة»، فى إشارة إلى تصريحات رئيس الحكومة نجيب ميقاتى عقب لقائه أمس الأول السبت الرئيس اللبنانى ميشيل سليمان عندما سئل عن السبب فى عدم تحميل النظام السورى مسؤولية التفجير، فقال «لا يمكن الفصل بأى شكل من الأشكال فى الجريمة التى حصلت بالأمس وبين كشف المؤامرة التفجيرية التى كانت تحضر للبنان فى خلال الشهرين الفائتين». بسام الدادة، المستشار السياسى للجيش السورى الحر، اعتبر من جانبه جريمة اغتيال الحسن هدفها «تنفيذ مخطط باحتواء الأجهزة الأمنية والمواقع السياسية، وذلك بالحيلولة دون وصول رجل المخابرات الكفء وسام الحسن المناهض لنظام بشار الأسد والمؤيد لتحالف 14 آذار فى لبنان إلى منصب مدير قوى الأمن الداخلى فى لبنان». الحسن أيضا كان مدير المراسم التابع لرئيس الحكومة السابق رفيق الحريرى لدى اغتيال هذا الأخير فى عملية تفجير ضخمة وسط بيروت فى 2005، وكان من المقربين منه، ولا يزال قريبا من نجله سعد الحريرى أبرز زعماء المعارضة الحالية، وشكل الراحل مع الرائد وسام عيد- الذى اغتيل أيضًا- ثنائياً بارزاً فى عملية التحقيقات فى حادث اغتيال الحريرى، وأظهر تعاوناً جاداً مع التحقيق الدولى والمحكمة الدولية، وكشف عن أدلة وضعت سوريا وحزب الله المؤيد للنظام السورى وإيران فى دائرة الاشتباه، كما أنه تعرض خلال العامين الماضيين لحملات عنيفة من خصوم الحريرى المتحالفين مع دمشق فى لبنان.