سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الشيخ مصطفى البدرى العائد من دمشق يكشف: رأيت مصريين فى سوريا لكنهم يخشون الإعلان عن أنفسهم أطباء وصيادلة سافروا على نفقتهم الخاصة ويوفرون الأدوية من مالهم الخاص ولا توجد جهات مصرية تسهّل انتقالهم
بعد زيارته إلى سوريا الشيخ المجاهد مصطفى البدرى، مؤسس الدعوة السلفية بالعبور، عضو الهيئة العليا بحزب الفضيلة السلفى، إمام وخطيب مسجد النور التيسير بالعبور، المشرف العام على مؤسسة أهل الشام الدعوية، الأوضاع فيها بقوله: «أنا سافرت 3 مرات إلى سوريا لتدريس فقه الجهاد إلى كتائب الجيش السورى الحر، وهناك علّمت الشباب كيف يكون الجهاد لنصرة القضية السورية لمواجهة الطاغية بشار الأسد»، كاشفاً أنه يستعد للسفر للمرة الرابعة إلى سوريا لاستكمال دوره الدعوى لمجاهدى الجيش الحر. وكشف الشيخ مصطفى البدرى، خلال حواره ل«اليوم السابع»، عن قيامه بعدد كبير من الزيارات لكتائب الجيش السورى الحر وكتائب المجاهدين، وقال إن هناك اتفاقا بين الرئيس مرسى ونظيره التركى لمساعدة الشعب السورى ستظهر آثاره قريبا، ودعا إلى مساعدة الرئيس لتطبيق الشريعة فى مصر، مشيرا إلى أن الجماعات التكفيرية لعبت دورا فى توتر الأوضاع فى سيناء. كيف تقيّم الدور المصرى مع أزمة سوريا؟ - مع احترامى الشديد للدكتور محمد مرسى، رئيس الجمهورية، لكن سيطرة الرئيس على مفاصل الدولة لم تستقر بعد، فالشأن الداخلى المصرى مضطرب بما لا يسمح بالمساعدة القوية لسوريا، مصر الدولة دورها ضعيف فى خدمة القضية السورية، أما الشعب المصرى فهو يساند الشعب السورى ضد الطاغية بشار الأسد، مصر الدولة ليست لديها القدرة على تقديم دعم كبير للسوريين، لكننى أشعر أن هناك اتفاقات بين الرئيس المصرى وتركيا لدعم الشعب السورى ستظهر خلال الأيام المقبلة. بماذا تصف موقف رئيس مصر من القضية السورية؟ - هو دور «المستضعف والمضطر» الذى يريد فعل شىء لكنه لا يقدر على القيام به، الجيش المصرى لديه إشكاليات على الحدود المصرية- الإسرائيلية، ومع الأشخاص المسلحين المنتشرين داخل أراضى سيناء، والحقيقة أن الجيش المصرى ليس لديه أى استعداد للدخول فى معارك أخرى، مع جهات أخرى، وهو ما يعكس حالة التصريحات التى يدلى بها الجانب المصرى من تأييده للشعب السورى ضد بشار لكن دون تحركات حقيقية على الأرض. هل رأيت شباباً مصرياً ضمن صفوف الجيش الحر.. ومن سهّل وصولهم إلى سوريا؟ -رأيت شبابا من كل الجنسيات، وكان هناك شباب مصرى، ومنهم من يخشى الإعلان عن أنه مصرى، لأن لديهم تخوفات من القادمين الجدد إلى سوريا، المصريون موجودون لكن لا توجد أرقام حول عددهم.. لا توجد جهات فى مصر تسهل نقل الشباب المصرى إلى سوريا، فأنا رأيت أطباء وصيادلة سافروا على نفقاتهم الخاصة، بالإضافة إلى أنهم يوفرون الأدوية من مالهم الخاص. متى زرت سوريا ولماذا؟ - دخلت سوريا للمرة الأولى عن طريق لبنان، وهناك قابلت العديد من الشباب السورى فى لبنان، وقمت بتدريس بعض الدروس الفقهية لهم، ثم عدت إلى مصر مرة أخرى، وتقريباً مع إعلان نتائج الانتخابات الرئاسية بفوز الدكتور محمد مرسى، وبعد فترة من البقاء فى مصر قررت السفر مرة أخرى إلى سوريا عن طريق لبنان أيضا، وكانت هذه المرة فيها صعوبات بالغة، حيث كان يسيطر الشيعة على مفاصل الطرق فى لبنان، ولكننى لم أستطع الدخول ولكن قمت بأداء نفس دورى. متى كانت آخر زياراتك لسوريا؟ - فى يوم 14 سبتمبر الماضى قررت السفر إلى سوريا فى ثالث زياراتى إليها، وعملية الدخول هذه المرة كانت سهلة جدا لأنها كانت عن طريق تركيا، نظراً لقرب تركيا من سوريا، حيث يتم المرور لأعداد كبيرة من المواطنين كلاجئين سوريين ودخلت معهم كلاجئ سورى، وعدت مؤخراً يوم الخميس الماضى الموافق 5 أكتوبر من سوريا. من عُرضت عليك فكرة السفر إلى سوريا؟ - أنا راجل داعية إسلامى منذ أكثر من 12 عاماً، ولى علاقات كثيرة من خلال دورى كإمام مسجد وخطيب، وكان من الشباب الذى يحضر الدروس الدينية التى ألقيها بعض الشباب السورى الموجود فى مصر، وجاء عدد من الشباب السورى وتحدثوا معى منذ حوالى 9 أشهر تقريباً، وأكدوا أن القضية السورية تحتاج إلى دعاة لتحميس الشباب المجاهد، وطلبوا منى أن أرسل أحد الشباب ليتعرف على الوضع بسوريا، فقلت لهم إننى سأسافر بنفسى لأتعرف على ما يحدث بالتفاصيل. ما خريطة الدخول إلى سوريا؟ - هناك طريقتان للدخول إلى الأراضى السورية، الطريقة الأولى هى أن تحصل على تأشيرة من تركيا، وتسافر بالطيران إلى مطار اسطنبول بتركيا، ثم تستقل طائرة أخرى تصل بك بعد عدة ساعات إلى مطار «هطاى» بتركيا، ثم يكون هناك أشخاص سوريون ينتظرون المسافرين بالقرب من معبر الريحانية الحدودى على الحدود السورية - التركية، حيث تنتشر مخيمات اللاجئين السوريين، وهناك يتم المرور عبر الأسلاك الشائكة الحدودية كلاجئ سورى وتدخل الأراضى السورية، وتكون عملية انتقالك بواسطة شخصيات سورية تدعم الجيش السورى الحر، عبر عدد من المدن السورية هى «أطما» و«عفرين» و«منجد». أما الطريقة الثانية للدخول إلى سوريا فتكون من خلال السفر بالطائرة عبر مطار اسطنبول بتركيا، ومن اسطنبول تستقل طائرة أخرى إلى مطار «غازى عنتاب» والواقع جنوب تركيا والقريب من الحدود السورية - التركية، وهناك تنتظرك عناصر سورية تعمل مع جنود الجيش السورى الحر ويتم تسهيل انتقالك إلى مدينة «كلس» الحدودية، ومنها الدخول إلى معبر «السلامة» الحدودى ثم الانتقال إلى مدينة «الأعزاز» فى سوريا التى يسيطر عليها الجيش السورى. هل تلقيت تدريبات على يد الجيش الحر؟ - لا، فأنا لا أجيد أعمال القتال، ودورى دعوى فقط، لكن الحقيقة لم يكن يسير أى شخص دون سلاح لكننى تعلمت كيف أدافع عن نفسى، وتعلمت كيف أعبر الأسلاك الشائكة، وأنا حملت سلاحاً لم أستخدمه ولا مرة، الحقيقة أن من زار سوريا ولو لدقائق سيعرف أن الوضع هناك أن الطفل الصغير يحمل سلاحا، والرجل العجوز يحمل سلاحا، والسيدات يحملن سلاحا داخل الأراضى السورية. من كان المسؤول عن تسهيل انتقالاتك داخل سوريا؟ - بمجرد أن تعرف كتائب الجيش الحر أن هناك داعية إسلاميا وصل إلى المخيمات، تبدأ هذه الكتائب فى الاتصال بنا، فكان من يقوم من جنود الجيش الحر بنقلى إلى المخيمات الكتائب، وفى بعض الأحيان كنت أتحرك بمفردى وأستقل سيارة وأستخدم «شريحة تليفون» تركية، لأن شبكات المحمول التركية تقوم بتغطية مساحات كبيرة داخل الأراضى السورية، ومنها التى يسيطر عليها الجيش السورى الحر. كم كتيبة للجيش الحر زرتها أثناء إقامتك فى سوريا؟ - زرت عددا كبيراً جداً من الكتائب، فأنا زرت كتائب أحرار الشام، وكتائب شهداء بابا عمرو، وكتيبة الأنصار، وكتيبة ابن الوليد، ولواء عمرو بن العاص، ولواء الفتح، ولواء التوحيد، والحقيقة أننى زرت الكثير من المساجد والكثير من مخيمات اللاجئين، فالسوريون بحاجة إلى خطاب دينى حقيقى، لأنهم تعودوا أن يستمعوا إلى خطب دينية من شيوخ تابعين للنظام السورى، ومنهم المفتى والعديد من الشيوخ السوريين. ما المحاذير التى حذرت الشباب المجاهد من الوقوع فيها؟ - حذرت الشباب المجاهد من اعتبار كل شخص «شيعى» أو «علوى» أنه خصم وعدو، وأن أمواله حلال له، كما حذرتهم من التوسع فى الغنائم، والأعراض والنساء والأطفال، وحذرتهم من قتل النساء والأطفال أو الاعتداء على نساء الشيعةو وأكدت لهم أن التعرض للسيدات من الأمور التى تجلب غضب الله وتؤخر النصر. هل ترى أن مسألة النصر للمجاهدين على بشار الأسد قريبة أم الطريق طويل؟ - النظام الأسدى منهار، والمجاهدون يحتاجون للدعم وإمدادهم بالأسلحة التى يحتاجونها، بشار الأسد لن يبقى موجوداً خلال شهر، فبشار الأسد يحارب الآن ليس لحكم سوريا، ولكن ليستقل بدولة ل«العلويين» فى سوريا حتى يبقى النظام العلوى، وحتى لا تتم مساءلته عما حدث أثناء فترة حكمه.