قال زعيم ميليشيا محلية، أمس، إن ثلاثة أشخاص من بينهم طفلة قتلوا فى قصف شنته قوات ليبية موالية للحكومة فى بلدة بنى وليد المعقل السابق للزعيم الليبى الراحل معمر القذافى. والبلدة الجبلية كانت واحدة من آخر البلدات التى استسلمت العام الماضى للمعارضين الذين أطاحوا بالقذافى. وصارت فى بؤرة الاهتمام بعد وفاة المقاتل المعارض عمران شعبان بعد شهرين من الاحتجاز فى بنى وليد. وكان شعبان الذى ينتمى إلى بلدة مصراتة المجاورة هو الرجل الذى عثر على القذافى مختبئاً فى نفق للصرف. وأمر المؤتمر العام الليبى وزارتى الدفاع والداخلية بالبحث عن مختطفى شعبان الذين يشتبه بأنهم عذبوه حتى الموت وأمهل المؤتمر ميليشيات بنى وليد حتى يوم الجمعة لتسليمهم. وبينما يبدو أنه تم تأجيل شن هجوم مباشر على البلدة، فإن الميليشيات العاملة مع وزارة الدفاع والتى تنتمى أبرزها لبلدة مصراتة اتخذت مواقع على أطراف البلدة. وقال العقيد سالم الواعر، المتحدث باسم مقاتلى بنى وليد، إن القصف يأتى من منطقة المردوم الواقعة على مسافة نحو 25 كيلومتراً على الطريق المؤدى إلى مصراتة. وقال الواعر فى اتصال هاتفى من بنى وليد، إن فتاة صغيرة لقيت حتفها فى قصف بنيران الدبابات وأصيب سبعة آخرون بجروح نقلوا على إثرها إلى المستشفى مضيفاً أن مقاتليه يردون بإطلاق النار. وذكر مسئول بمستشفى مصراتة لرويترز أن تسعة مقاتلين من البلدة أصيبوا بجروح فى هجمات مضادة من بنى وليد. وتبرز التوترات بين مصراتة وبنى وليد التحدى الذى يواجهه حكام ليبيا الجدد فى تحقيق المصالحة بين الجماعات التى تحمل ضغائن قديمة واحتواء أولئك الذين آثروا عدم دعم الانتفاضة سواء بدافع الخوف أو بسبب دعمهم للقذافى أو الانتفاع من حكمه. وبينما ظلت مصراتة تحت حصار قوات القذافى لأسابيع أثناء القتال العام الماضى كانت بنى وليد التى تقع على مسافة 140 كيلومتراً من مصراتة واحدة من البلدات التى ظلت تؤيد القذافى لأطول فترة. وبقيت البلدة التى يقطنها نحو 70 ألف شخص معزولة عن باقى ليبيا، ويقول معارضون سابقون إنها لا تزال تضم بؤراً داعمة للنظام القديم.