سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
فورين بوليسى تستعين بمقولة لمصطفى أمين لشرح علاقة واشنطن بإدارة مرسى: "أمريكا تقضى سنوات من التفاوض مع الديمقراطيات بينما يمكنها التوصل إلى اتفاق مع المستبد فى دقائق معدودة
تحدثت مجلة فورين بوليسى عن رفض البيت الأبيض توجيه دعوة للرئيس محمد مرسى أو حتى تنظيم لقاء مباشر بينه والرئيس الأمريكى باراك أوباما، وقالت إن هذا قد يرجع إلى فشل مرسى فى تأمين السفارة الأمريكية فى القاهرة، خلال الاحتجاجات التى اندلعت قبل أسبوعين بسبب فيلم مسىء للرسول. وفيما قال مرسى، إنه يرغب أن تكون مصر والولاياتالمتحدة ليستا حليفتين استراتيجيين فقط، بل صديقين، فإن المجلة الأمريكية تقول إنه من المفارقة أن صداقة أمريكا قد تكون بعيدة المنال فى عهد ما بعد مبارك، حيث أصبحت مصر أكثر ديمقراطية، وحيث يتم صعود وهبوط ساسة من أمثال مرسى. واستعانت المجلة بقول الكاتب الصحفى الراحل مصطفى أمين أن "أمريكا تتحالف مع الأنظمة الديكتاتورية لأنه من الأسهل لها التعامل مع الطغاة، فى حين أنه من الصعب أن تتعامل مع البلدان الديمقراطية، فأمريكا تقضى سنوات من التفاوض مع الديمقراطيات، بينما يمكنها التوصل إلى اتفاق مع المستبد فى دقائق معدودة". وترى فورين بوليسى أن ملاحظة أمين تساعد فى شرح: لماذا العلاقات بين أوباما ومرسى تختلف بشكل كبير عن تلك التى كانت مع أسلافه. فبالنسبة للمسئولين الأمريكيين، فإن الانتقال من مبارك إلى مرسى ربما يتسبب فى صداع ويتطلب بالتأكيد محادثات قليلة لكنها صعبة، ومن غير المرجح أن يمنح الرئيس المصرى الإسلامى أى رئيس أمريكى "كارت بلانش"، حينما يتعلق الأمر بمصالح مصر الحيوية، وقد أعلن مرسى بالفعل أمام الأممالمتحدة أن القاهرة لن تسمح بإملاءات خارجية. فموقفه يشير إلى أنه لن يكون من السهل على واشنطن أن يربطها مع مصر تعاون أمنى أو بشأن الدبلوماسية فى الشرق الأوسط، وكما هو الحال فى أى بلد فإن السياسة الخارجية لمصر ستكون أكثر صحة عندما تعكس إرادة الشعب، بدلاً من نزوات الديكتاتور أو رعاته الأجانب. وتخلض فورين بوليسى أنه عندما ينتهى الموسم الانتخابى فى الولاياتالمتحدة، فإن الرئيس الأمريكى سواء كان أوباما أو رومنى وكذلك الكونجرس سيكونوا بحاجة للبدء فى التعامل مع مصر ليس كحليف أو صديق لكن كند، والندية تعنى تقدير المنافع المتبادلة للعلاقات الثنائية. وعلى سبيل المثال، أنه بينما ترسل واشنطن مليارات الدولارات كمساعدات عسكرية لمصر، فإن البنتاجون يتمتع بحق التحليق فى المجال الجوى المصرى، الذى لا يقدر بثمن، والمرور عبر قناة السويس. وتخلص قائلة، إن هذا سيعنى التعامل مع الرئيس والمشرعين المصريين كما يتوقع النواب الأمريكيون أن يتم التعامل معهم حينما يزورون القاهرة. كما يعنى الاعتراف بأن نشر الديمقراطية والتنمية فى الشرق الأوسط يتطلب الاستجابة لشواغل أولئك الذين يعيشون هناك.