فى الوقت الذى هرب الكثيرون من ماسبيرو بسبب الكم الكبير من المشاكل الإدارية والإعلامية، عاد الإعلامى علاء بسيونى للإذاعة والتليفزيون رئيسا للفضائية المصرية، أو «بيته»، كما يحب أن يقول على مبنى «ماسبيرو»، بعد سنوات تعرض فيها للتهميش والإبعاد عن الشاشة وعن تقديم برامجه الناجحة ذات الطابع الدينى. «اليوم السابع» التقت بسيونى لتسأله عن وضع الفضائية فى الوقت الراهن ودورها الأساسى فى قطاع التليفزيون، كذلك المشاكل التى يغرق فيها ماسبيرو فى الوقت الحالى. ◄ الفضائية المصرية موجهة للجاليات المصرية فى الدول العربية والأجنبية.. هل تعتقد أنها مازالت تؤدى دورها؟ - أريد فى البداية أن أؤكد فكرة الهوية فى قنوات ماسبيرو فهى من الأمور المهمة التى تعنى وجود رسالة خاصة لكل قناة، فشاشة الفضائية موجهة للخارج فلدينا برنامج يهتم بأمور الجاليات المصرية والمغتربين خارج مصر، بل ويسافر فريق العمل لهم كثيرا ويلتقى بهم، كذلك برامج متخصصة للمنطقة الأفريقية، بعد سنوات من الإهمال لدول أفريقيا بسبب توجهات النظام السابق، وتتناول البرامج المتخصصة فى مخاطبة الأفارقة موضوعات ذات اهتمام مشترك مثل نهر «النيل» وأسواق أفريقيا التى تصلح لنا كمورد ولاستيراد المواد الخام والأسماك، وبرنامج استاد العرب وهو البرنامج الوحيد الذى يتابع الدوريات العربية، وعلى الرغم من ذلك لسنا راضين عن كثير مما يظهر على الشاشة، وهذا هو حال ماسبيرو بشكل عام، ونحاول مع الفريق المسؤول عن إدارة القناة وضع خطة جديدة تناسب جميع الشرائح المختلفة، وأوقاتهم مناسبة لاختلاف المواعيد، لذلك لدينا تردد خاص لأمريكا وهى الفضائية الموجهة لأمريكا لتلائم فرق التوقيت. ◄ ما أهم الإيجابيات خلال الفترة الماضية من رئاستك للفضائية المصرية؟ - أظن أن من أهم الإيجابيات التى لابد الإشارة إليها فى الفترة التى قضيتها وبمساعدة فريق عملى، هى عدم وجود سقف الحرية فى القناة، وظهر ذلك من خلال القضايا التى نناقشها والضيوف الذين نراهم على شاشة القناة، وإذا كانت الإمكانيات، كالديكور، ليست على المستوى المطلوب ولكننا نحاول التميز فى أمور أخرى. ◄صف لنا السياسات والطريقة التى كان يسير بها المبنى قبل الثورة وما الذى حدث بعد الثورة وخصوصا أنك كنت فى الكواليس؟ - لم نكن مسؤولين عن الخط السياسى الذى كان ينتهجه أنس الفقى وفكرة التوريث التى كان يروج لها، وأن الحكومة غير محبذ نقدها والكاميرات المسلطة على النيل و«الكوبرى الفاضى»، ولكن حينما تولينا المسؤولية كان من أولوياتنا «المصداقية» فليس هناك شخص أو تيار ممنوعا من الظهور، فاتفقنا مع المسؤولين منذ البداية على أنه آن أوان التطهير وأن التعليمات الوحيدة التى سنتلقاها هى اتباع المهنية ولكن ليس هناك إملاءات. ◄ماذا تنتظر من وزير الإعلام الجديد، وهل تعتقد أن لديه رؤية تناسب المشاكل التى يواجهها ماسبيرو إعلاميا وإداريا؟ - لمسنا من صلاح عبدالمقصود إصرارا على الإصلاح وأن هناك فترة لرصد مشاكل ماسبيرو الكبرى، فهو يعمل حاليا على فكرة إلغاء وزارة الإعلام وأن يكون هناك هيئة تضع ضوابط لا تكمم الأفواه، وهو ما أكد عليه رئيس مجلس الوزراء هشام قنديل، إضافة إلى إصراره على تقديم خدمات مثل السعى وراء نقابة للإعلاميين وخدمة تأمين صحى، فليس صحيحا على الإطلاق ما يشاع حول «أخونة الإعلام» فلم نر قيادات من حزب الحرية والعدالة تتولى مناصب فى الوزارة على سبيل المثال. ◄ما أهم المشاكل التى تواجه الفضائية فى الوقت الراهن؟ - المشاكل التى تعانى منها الفضائية المصرية هى نفس المشاكل التى تحاصر كل قناة داخل ماسبيرو، فنحن نسمع عن إعادة الهيكلة وثورة إدارية فى اللوائح، وهى مشاكل ليست موجودة فى قنوات القطاع الخاص، الذى لا تقابله مشكلات من نوعية اعتصام فى جراح ماسبيرو أو رفض عمال الهندسة الإذاعية النزول فى مأموريات، أما القطاع العام فمازال غارقا فى روتينية اللوائح التى تعوقه على التقدم، وهو ليس تربة صالحة للإبداع، فماسبيرو يحتاج لثورة إدارية كذلك يجب أن نمحى فكرة أن المبنى يتبنى فكرة الإعلام الحزبى ليصبح الإعلامى الشعبى. ◄ قلت إنك هربت من التليفزيون لدريم بسبب اضطهاد أنس الفقى لك هل هذا صحيح؟ - لم أهرب ولكنى ابتعدت، فكنت من أوائل من قدموا البرامج الدينية على التليفزيون المصرى، ولكن بعدما جاء أنس الفقى اضطهدها، وغير مواعيد عرضها، وبعدها تم تخفيض مدة تلك البرامج لثلث ساعة فقط. ◄ تقول إنك رئيس قناة بصلاحيات منقوصة.. هل هذا صحيح؟ - بالفعل.. ولكن الأمر ليس مقتصرا على الفضائية، فهى قضية تخص الكثير من القنوات فى ماسبيرو بسبب الهيكل الإدارى، وعلى سبيل المثال حاولت تحسين أوضاع القناة ومرافقها، حيث تبرع لى صديق بكم كبير من السيراميك لإصلاح دورات المياه تطلب ذلك «روتين ومذكرات وطلبات» لا أول لها ولا آخر وبقى الحال على ما هو عليه.