افتتح سعد عبد الرحمن، رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة، برفقة الدكتور صلاح المليجى رئيس قطاع الفنون التشكيلية معرض نتاج ملتقى الفخار الدولى العاشر والحادى عاشر والثانى عشر، الذى نظمته الإدارة العامة للفنون التشكيلية والحرف البيئية برئاسة الدكتور هيثم عبد الحفيظ بمركز الجزيرة للفنون بالزمالك مساء أمس، ويستمر المعرض حتى يوم 30 سبتمبر. حضر الافتتاح الدكتور شاكر عبد الحميد وزير الثقافة السابق والدكتور محمد دياب رئيس الإدارة المركزية مركز الفنون وشهيرة عمران مدير عام مركز الفنون والدكتور رضا الشينى نائب رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة وخالد سراج الدين قومسيير عام الملتقى، كما حضر لفيف من الإعلامين والمثقفين، والفنانين منهم الفنان كمال أبو رية. قام كل من عبد الرحمن والمليجى بتفقد الأعمال الفنية فى حالة من الإعجاب والدهشة من كيفية الإبداع والتطوير الذى قام به الفنانون، خاصة مع الخامة الأولية للكون، وهى الطين، والذى تم تطوير إمكانياته واستخدامه فى النحت والتشكيل الهندسى، حيث انتقلت صناعة الفخار من مجرد استعمالات يومية فى تفاصيل الحياة المصرية إلى تشكيلات جمالية وخزفية. وأشار عبد الرحمن خلال تفقده إلى اهتمام الهيئة بحرفة الفخار والخزف، لذلك تقيم عدة ملتقيات سنويا من أجل الارتقاء بهذا الفن الأصيل عبر ربط المبدعين الدارسين بالحرفيين الشعبيين، مما يعطى أهمية لهذه الحرفة، وأضاف أن استمرارية ملتقى الفخار لأكثر من 12 عاماً دلالة قوية على تأكيد الهوية المصرية من خلال تسليط بؤرة الضوء على التراث المصرى الخاص، خاصة وأن هذا الفن الأصيل يمتزج بحياة المصريين فى الصعيد والقرى بما يؤكد أن هويتنا المصرية تنتج وتستمر من خلال تفاصيل الحياة اليومية. فيما أوضح المليجى أن استضافة مصر لفعاليات "ملتقى الفخار الدولى" حدث فنى دولى مهم، وأحد أهم تجمع لفنانى ومبدعى الخزف والفخار على مستوى العالم، حيث يعد الملتقى مجالاً خصباً وفريداً للحوار الحضارى والثقافى وتبادل الخبرات من خلال الاحتكاك الفنى والتقنى بين الفنانين المشاركين، وأضاف أن استمرار الملتقى بمشاركة فنانين دوليين ومحليين يرسخ مبدأ التكامل والتواصل الإنسانى فى خطوة تهدف إلى الحفاظ على هذه الحرفة الإنسانية الأصيلة. وأكد خالد سراج الدين، قوميسير عام الملتقى، أنه فى دورته هذا العام كان تحدياً كبيرياً بالنسبة لاختيار مكان أكاديمى مثل جامعة المنيا، وأن إنجاز فكرته خلال ثمانية أيام كان تحدياً آخر، ولكن الفكرة تمت وفقا لما تصورته رغم صعوبة الظروف التى تمر بها البلاد، والحقيقة أن الملتقى جاء مؤكداً على قدرتنا على التواصل مع الآخرين من الأصدقاء ومحبى فن الخزف حول العالم. وتحدث هيثم عبد الحفيظ بأبعاد جمالية وفلسفية عن الطين، قائلاً "إن عمق لون الطين.. وعمق رائحته هما فى الحقيقة عمق الإنسانية، فالطين هو مادة الخلق للبشر". واخُتتم الافتتاح بتقديم فرقة النيل للآلات الشعبية باقة من أجمل المواويل الشعبية والأغانى التراثية التى جاءت فى توافق مع أصالة فن الخزف "الفخار"، فالطين أيضاً خامة شعبية مدهشة مثل الغناء الشعبى.