حذر الباجى قايد السبسى، رئيس الوزراء التونسى السابق ورئيس حزب "حركة نداء تونس" المعارض، من أن سياسة الحكومة التى ترأسها حركة النهضة الإسلامية قد تقود البلاد إلى "الهاوية"، وذلك إثر مهاجمة متشددين إسلاميين الجمعة الفائت السفارة والمدرسة الأمريكيتين فى تونس احتجاجا على فيلم مسىء للإسلام أنتج فى الولاياتالمتحدة. وقال قايد السبسى فى مؤتمر صحافى الخميس "لو تواصلت سياسة الحكومة لذهبنا إلى الهاوية" معتبرا أن "المخاطر والمنزلقات" التى وقعت فيها البلاد بسبب "ضعف الحكومة، يصعب تداركها فى الوقت القريب".وندد بما أسماه "تسامح" الحكومة مع الجماعات السلفية المتشددة التى قال إنها تسعى إلى "تغيير نمط المجتمع التونسي" وتدعو إلى "قطع الأيدى والأرجل وقتل اليهود" داعيا إلى "الضرب على أيدى المعتدين بالعنف". كما اتهم حركة النهضة ذات المرجعية الإسلامية بالسعى إلى "تغيير نمط المجتمع" التونسى الذى يعتبر من أكثر المجتمعات العربية انفتاحا على الغرب، قائلا إن "تونس لا يمكنها العيش إلا بالانفتاح على العالم أجمع".ونبه قايد السبسى إلى أن مهاجمة السفارة والمدرسة الأمريكيتين أعطت "صورة غير جميلة عن تونس فى العالم" محذرا من تداعيات ذلك على السياحة والاستثمار فى البلاد. وذكر بأن مجموعة الثمانى التى وعدت فى 2011 بمنح تونس مساعات مالية بقيمة 20 مليار دولار "كبحت" جماح المساعدات "بسبب ما يحدث فى تونس".وقتل 4 متظاهرين وأصيب 49 آخرون و91 شرطيا خلال مواجهات بين قوات الأمن ومتشددين دينيين هاجموا الجمعة الفائت السفارة والمدرسة الأمريكيتين.وفى 17 سبتمبر قالت السفارة الأميركية فى تونس على موقعها الالكترونى الرسمى أن "التدابير التى اتخذتها السلطات التونسية فى 14 سبتمبر لم تكن كافية لحماية السفارة الأميركية". وذكرت السفارة السلطات التونسية ب"واجب البلدان المضيفة بموجب اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية اتخاذ جميع الخطوات المناسبة لتوفير الأمن للبعثات الدبلوماسية"وقالت وسائل إعلام تونسية إن السفير الأمريكى فى تونس جاكوب والس التقى الأربعاء الباجى قايد السبسي. ورفض هذا الأخير الخميس الإجابة عن تساؤلات صحافيين حول فحوى اللقاء. يذكر أن الباجى قايد السبسى (85 عاما) الذى تقلد الكثير من المناصب الوزارية والمسؤوليات السياسية فى الدولة التونسية فى عهدى الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة (1957-1987) والرئيس المخلوع زين العابدين بن على (1987-2011)، كان ترأس الحكومة التى ساهمت فى إدارة المرحلة الانتقالية الأولى فى تونس بعد الإطاحة بنظام بن على التى انتهت بانتخابات 23 أكتوبر 2011 التى جاءت باسلاميى النهضة وحزبين يساريين حليفين الى السلطة.