قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن الفيلم المسىء للإسلام الذى أثار الاعتداءات ضد السفارات الأمريكية والاحتجاجات العنيفة فى العالم الإسلامى كان فتيلا مناسبا لإشعال الغضب. وأشارت إلى أن هناك قوى أعمق تعمل داخل هذه المجتمعات التى يعصف بها الغضب المكبوت جراء نقص العمل والركود الاقتصادى وعقود من القمع على يد حكوماتهم السابقة. وأوضحت الصحيفة فى افتتاحيتها أنه فى أعقاب الربيع العربى، أصبحت هذه البلدان أرض معركة بين المتطرفين الإسلاميين من جهة والعلمانيين والمعتدلين من جهة أخرى، إذ يتسابق الكل على السلطة والتأثير على اتجاه التغيير الديمقراطى. وهذه القوى والاعتداءات قد تكون خارجة عن سيطرة السياسة الخارجية الأمريكية. فالكثير من القادة الإسلاميين والتنظيمات التابعة للقاعدة حريصة على استغلال الاضطرابات لأغراضها الخاصة. ووصفت الصحيفة حسن نصر الله، زعيم حزب الله فى لبنان، بأنه أحد هذه القوى المدمرة الذى حشد مظاهرة ضخمة مناهضة للولايات المتحدة هذا الأسبوع، فى محاولة لتحسين شعبيته وصورته التى اهتزت بسبب تحالفه مع نظام بشار الأسد الوحشى. وحذرت الصحيفة أن المتطرفين الذين قتلوا السفير كريستوفر ستيفنز وثلاثة آخرين من البعثة الدبلوماسية الأمريكية فى بنغازى، أو هؤلاء الذين عاثوا فسادا فى البلدان الأخرى، يعززون أسوأ المخاوف لدى هؤلاء الذين يرون المسلمين من خلال منظور التعصب والكراهية. هذا غير أن هؤلاء الذين وصفتهم نيويورك تايمز "بالمتطرفين" تسببوا فى أضرار جسيمة لاقتصاد بلدانهم والسياحة، كما أن الأعمال التجارية لا يمكن أن تنمو فى حالة من الفوضى وانعدام الأمن. ومضت الصحيفة بالقول: بدلا من مطالبة حكوماتهم بطرح فرص عمل وإسكان، فإن المتظاهرين ركزوا على فيديو لهواة متعصبين. وفى ظل إعلام يخضع معظمه لسيطرة الدولة داخل العالم العربى، فإن فكرة أن حكومة الولاياتالمتحدة ترفض فرض رقابة على المواد الإعلامية من منطلق إيمانها بحرية التعبير، لا يزال لا يمكن تفسيره لكثير من المسلمين. وأكدت الصحيفة ضرورة أن يشرح القادة السياسيون فى بلدان الربيع العربى لشعوبهم أهمية العلاقة مع الولاياتالمتحدة. فالليبيون الذين حاولوا إنقاذ السفير الأمريكى فى بنغازى بالتأكيد يدركون قيمة هذه العلاقات. ومن جانب آخر فإنه من الخطأ أن تتراجع واشنطن عن دعم الشعوب فى ليبيا ومصر وتونس، حيث لابد من الالتزام ببناء الحكومات الديمقراطية والمجتمعات التعددية على أساس سيادة القانون كما يحث البعض داخل الكونجرس. وختمت الصحيفة الأمريكية بالقول: "يجب على الولاياتالمتحدة أن تبقى فى شراكة مع هذه البلدان بأى طريقة ممكنة".