سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
قتل سفير أمريكا بليبيا يهدد مصير العلاقات بدول الربيع العربى.. سيف اليزل: المتطاولون على الإسلام أفراد يمثلون أنفسهم.. اللاوندى: على الحكومات احتواء غضب شعوبها حتى لا يتطور إلى عنف
أثار مقتل السفير الأمريكى بليبيا والهجوم العنيف على مقر السفارة فى بنغازى، احتجاجا على نشر الفيلم المسىء للرسول- صلى الله علية وسلم- ردود فعل موسعه بين الخبراء الاستراتيجين والشئون الخارجية، وذلك حول مصير العلاقات الأمريكية مع دول الربيع العربى. قال اللواء سامح سيف الليزل، الخبير الاستراتيجى، إن التطاول على الرسول صلى الله عليه وسلم أمر غير مقبول وخط أحمر، مشيرا إلى أن من يتطاولون على الدين الإسلامى أفراد من دول مختلفة، ويعبرون عن أنفسهم وليس دولهم، لافتا إلى أنهم مجرد أفراد يقيمون فى عدة دول من بينها أمريكا". وتابع اليزل: "وبالتالى لا يمكن توجيه أصابع الاتهام المباشر لأمريكا، باعتبارها من قامت بهذا أو الاعتداء على السفارات الأجنبية الخاصة بها فى الدول المضيفة لها، لأن هذا يخالف اتفاقية فيينا المنظمة للعمل الدبلوماسى، والحاكمة للعلاقات بين الدول، والتى تؤكد ضرورة حماية الدول والسفارات الأجنبية الموجودة على أراضيها، بل وتحملها مسئولية حماية القنصليات والمبانى التابعة لها، وأيضا الملفات الموجودة بها. وأضاف اليزل: "نأمل ألا يتكرر ما حدث للسفير الأمريكى فى ليبيا فى مصر"، مشددا على ضرورة قيام الدولة بتوفير الحماية للسفارات الأجنبية ومنها السفارة الأمريكية المستهدفة حاليا، حتى لا ندخل فى حلقة من المشاكل المعقدة. ومن جانبه، أضاف سعيد اللاوندى، الخبير الإستراتيجى، أن مساحة العنف تزداد فى مصر الآن، ولكن فى نفس الوقت فإن ما حدث بشأن الفيلم الأمريكى يعد خطأ فى حق المسلمين، الذين يصل عددهم لمليار ونصف المليار حول العالم، لافتا إلى أن الفيلم المسىء للرسول- صلى الله عليه وسلم- يعبر عن زيادة مساحة "الإسولاموفوبيا" يوما بعد يوم، كما أن هذا الفيلم لا يعد المثال الوحيد، ولكن سبقه حرق القرآن فى أفغانستان، والرسوم المسيئة للرسول بالدنمارك. وأرجع اللاوندى، السبب فى هذا إلى عدم معرفة الغرب الصحيحة بالدين الإسلامى، الذين يقتصر فهمهم به على أسامة بن لادن، لافتا إلى عدم اعتراضه على عمل السينمائيين الأمريكيين، ولكنه يوصى بضرورة أن يتعرف الأمريكان على حقيقة الإسلام، مؤكدا أن هناك غضبا شعبيا عارما ضد ما يحدث، مطالبا حكومات الدول الإسلامية بالعمل على احتواء هذا الغضب، حتى لا يتطور فى صورة أعمال عنف مثلما حدث فى ليبيا. وعلق السفير إيهاب وهبة، مساعد وزير الخارجية الأسبق، على مقتل السفير الامريكى فى حادث الاعتداء على القنصلية الأمريكية بليبيا، واصفا ذلك بأنه أمر مؤسف للغاية، ويعتبر جريمة، مؤكدا أن هذه الطريقة ليست هى الأسلوب للتعبير عن غضبنا، مطالبا بضرورة الالتزام بالطرق السلمية مثلما حدث فى ثورات الربيع العربى، والتى كان شعارها "سلمية سلمية". وأكد وهبة استحالة تكرار ما حدث فى ليبيا بمصر، لافتا إلى عدم خروج الثوار والمتظاهرين الغاضبين عن السلمية، متسائلا عن علاقة الحكومة الأمريكية أو سفرائها بشخص موتور فى أفكارة قام بإنتاج فيلم مسىء عن الرسول، قائلا على الحكومة الأمريكية أن تعتبر أن ما حدث ليس موجها إلى أمريكا، ولكنه رد فعل وإدانه لعمل همجى من شخص موتور، وعلى الشعب المصرى والشعوب العربية أن لا يختلط عليهم الأمر، ويقوموا بردود أفعال تضر بالمصالح العليا للبلاد. وحول إمكانية أن تؤثر تلك الأحداث على الزيارة المرتقبة للرئيس مرسى للولايات المتحدةالأمريكية، أوضح وهبة أنه لا يجوز أن نجعل هذه الأحداث تحدد مسار الدولة لأن الحكومة الأمريكية ليس لها علاقة بما حدث، والاعتداء على سفرائها أمر مرفوض، مطالبا الجميع بعدم إشعال الأزمة، وعلى الحكومة الأمريكية عدم تصعيد الأمر ردا على ما حدث. ومن جانبه، قال السفير هانى خلاف مساعد وزير الخارجية الأسبق للشئون العربية، إن ثورات الربيع العربى تحتاج إلى ترشيد وفحص لطبيعة السلوك الثورى والمسارات السياسية المختارة من جانب الثوار والنظم السياسية الجديدة، وقياس مدى تجاوب الأطراف الخارجية مع احتياجات وتطلعات ومطالب الشعوب العربية، مطالبا بضرورة وضع مواثيق منظمة للتصرف السياسى للشعوب العربية فى بلاد الربيع العربى. وأكد خلاف، أن حالات الاغتيالات للسفراء، وتعرض مقار السفارات للاعتداء والهجوم، تحتاج إلى فحص ودراسات قانونية جديدة لتشديد الحماية الأمنية للسفارات، وتوعية حركة الشارع حول الفارق بين الاحتجاج وكسر قواعد القانون الدولى، والتأمين الدبلوماسى، مضيفا أننا نؤسس علاقات جديدة مع الأطراف الخارجية، ولا يمكن أن يشكلها أفراد وفق إيديولوجيات معينة.