عصام شحاتة عوض الله.. مواطن مصرى بسيط من قصار القامة ولكنه يعتبر أطول إلى حد ما من أن يكون "قزماً"، ولكن بالرغم من ذلك اعتبره الأقزام رئيساً لهم، فى أول جمعية يؤسسونها فى الإسكندرية، ولكن تواجههم مشكلة عدم توافر مقر لهذه الجمعية التى سوف تجمع شملهم وتساعدهم على التعارف بينهم والتأهيل وتوفير الوظائف والرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية لهم. عصام، الذى سعى لتأسيس جمعية الأقزام فى مصر منذ عام 1988، وتلقى وعوداً كثيرة من عدد من المحافظين بالإسكندرية عاماً تلو الآخر إلا أن حلمه تحطم فى أمام عقبة عدم وجود مقر لها، يأس وسافر إلى الكويت وعمل فى مطعم "عالم الأقزام" عدة سنوات، ثم عاد مؤخراً لمصر ليستكمل حلمه فى الدفاع عن مشاكل الأقزام ويطالب الدولة ورجال الأعمال بإيجاد مقراً لجمعيتهم. والتقى عصام والأقزام بأمين حزب الحرية والعدالة بالإسكندرية عبد القادر خفاجة، لمناقشة مشاكلهم والمطالبة بإيجاد مقر لجمعيتهم، ووعدهم بإنشاء مقر لهم لمساعدتهم على الاندماج فى المجتمع. الجمعية التى يؤسسها عصام مع الأقزام سوف تلم شمل 400 قزم وأسرهم يعيشون فى الإسكندرية وحدها، وتعتبر هى الأولى من نوعها التى تؤسس فى مصر، حيث ستكون أولى فروعها فى الإسكندرية ثم يتم عمل فروع فى جميع المحافظات. وقال عصام شحاتة، رئيس جمعية الأقزام بالإسكندرية، لليوم السابع، إن الهدف من تأسيسهم أول جمعية للأقزام هو لم شمل أسرة الأقزام فى الإسكندرية وحل المشاكل والمعوقات التى تواجه الأقزام مثل: عدم تطبيق قرار التأهيل المهنى الذى يوفر للمعاقين نسبة 5% من الوظائف، بالرغم من أن معظم الأقزام لا يعملون بسبب خوفهم من سخرية المجتمع، حتى أن أحد الأقزام لم يخرج من منزله منذ 26 سنة. عصام، الذى يعبر عن مشاكل هذه الفئة المهمشة فى المجتمع والتى تعانى من سخرية المجتمع واستهزائه بهم، أوضح، أن هناك الكثير من الأعمال المسرحية، والدرامية قدمت الأقزام، كمادة للضحك والسخرية من شكلهم مما دفع معظمهم إلى الانطواء واعتزلوا المجتمع لحماية أجسامهم من نظرات الآخرين هذه النظرة السيئة كانت دافعا لهم لتأسيس الجمعية. وأشار إلى أن الأقزام يعانون من مشاكل عديدة تسعى الجمعية لحلها وهى: عدم التفات الدولة لمشاكلهم وعدم مراعاتها لظروفهم، إذ يتعرضون لمتاعب كثيرة أثناء التعامل مع الشارع، فالأرصفة مرتفعة بشكل يعيقهم عن تسلقها، فضلا عن ارتفاع سلالم المترو ووسائل المواصلات المختلفة، وارتفاع معدلات البطالة والعنوسة بينهم. وأضاف أن الجمعية سوف تعطيهم الفرصة للتعارف بين الجنسين للتزاوج فيما بينهم، وكذلك سوف تكون صوتاً لهم أمام الحكومة، وسوف توصل مطالبهم بتوفير مساكن خاصة بهم لا تزيد على الدور الأرضى أو الأول وتخصيص محال للملابس والأحذية لهم لعدم عثورهم على ما يناسبهم منها فيلجأون إلى محال ملابس الأطفال التى تلائم أحجامهم. وقال عصام: "مش عايزين حد يأكلنا ويشربنا ولاعايزين مساعدة.. إحنا عايزين ننتج ونشتغل عايزين يكون لينا دور فى الحياة.. لإمتى الدولة هتفضل ناكرة حقنا كده ؟!"، مضيفاً أن مقر الجمعية ليس شفقة من أحد علينا ولكننا نريد أن نعيش حياة طبيعية مثلما كنا نعامل بشكل حضارى فى مطعم "عالم الأقزام" بالكويت دون سخرية أو استهزاء بنا. وطالب الدولة بتوفير شهادة التأهيل المهنى لهم، فهم ليسوا بأكثر حظاً من المعاقين، حيث إنهم لا يستطيعون ركوب المواصلات العادية أو العمل فى أى مكان ويجدون صعوبات شديدة، مضيفاً ضرورة توفير معاش شهرى للأقزام. وأوضح أن الأقزام يمتلكون مواهب عديدة، فلديهم فريق لكرة القدم، فريق فنون شعبية، فريق تمثيل، وشعراء وكاتبى قصص وروايات، مضيفاً أن الجمعية سوف تبرز هذه المواهب التى لا تتاح لها الفرصة أن تظهر.