الحملة الأمنية المصرية فى سيناء تؤثر على الأنشطة التجارية فى غزة، ولكن الأنفاق التى تستخدم للتهريب لا تزال تعمل تحت إشراف سلطة حماس فى غزة. ويمكن للمسافرين الوصول إلى مصر عبر هذه الممرات مقابل 25 دولارا أمريكيا (20 يورو) للرحلة الواحدة وتتوجه إلى غزة بانتظام الشاحنات المحملة بالأسمنت المهرب من مصر. وكانت حماس تأمل من الإسلاميين الذى تولوا الحكم فى مصر قبل نحو شهرين - جماعة الإخوان المسلمين - أن يسارعوا إلى تحويل المعبر الحدودى المشترك إلى طريق تجارى مفتوح، لإنهاء حصار غزة المستمر منذ خمس سنوات، لكن الرئيس المصرى محمد مرسى قد يواجه عواقب وخيمة إذا سمح بحرية التجارة عبر الحدود وتقوية علاقات مصر مع غزة. فمثل هذه الروابط من شأنها تعميق انفصال غزة الاقتصادى والسياسى عن الضفة الغربية، التى تقع على الجانب الآخر من إسرائيل، ويقوض أكثر احتمالات توحيد المنطقتين لتصبحا دولة فلسطينية. ويمكن أن تقوض العلاقات التجارية أيضا محاولات مصر نفسها التوسط فى اتفاق وحدة بين حماس وحركة فتح فى الضفة الغربية. الوضع الأمنى هو مصدر قلق آخر بالنسبة لمصر، وخاصة تهريب الأسلحة والمسلحين عبر الأنفاق الحدودية بين مصر وغزة، ومازالت مصر تحقق فى ما إذا كان لنشطاء فى غزة صلة بهجوم فى سيناء المصرية خلال الشهر الجارى والذى راح ضحيته 16 جنديا مصريا. وتنفى حماس ضلوع أى شخص من غزة فى هذا الهجوم ووعدت بالتعاون مع لجنة التحقيق المصرية، ولكن شخصيات بارزة فى الحركة شكت علنا، من الحملة الأمنية المصرية على الحدود. فبعد الهجوم، أغلقت مصر فى البداية معبر رفح البرى، بوابة غزة الوحيدة إلى العالم الخارجى، لكنها سمحت فى وقت لاحق بفتح المعبر، ولكن فى ظل قيود مشددة، وتسيطر إسرائيل على حدود غزة المتبقية، وتسمح بشحنات السلع الاستهلاكية إلى القطاع الساحلى، ولكنها قلصت بشكل حاد الصادرات وحركة الركاب منذ سيطرة حماس على القطاع. وأعلنت مصر الأسبوع الماضى إن معبر سيفتح ثلاثة أيام فى الأسبوع لمرور الحالات الإنسانية إلى حين إتمام الحملة الأمنية فى سيناء، التى أصبحت فى السنوات القليلة الماضية ملاذا للمسلحين والمهربين، وكانت حماس قد طلبت من مصر فتح رفح 12 ساعة يوميا بدلا من ثمانية ساعات لتقليل تكدس العابرين. ومثلت الأنفاق التى يبلغ طولها بضع مئات المترات عادة ويقام على مداخلها خيام بيضاء شريان الحياة لغزة أثناء أصعب أيام الحصار الإسرائيلى المصرى الذى فرض عليها بعد أن استولت حماس على القطاع، وينقل عبر الأنفاق كل شىء بدءا من العصائر والأدوية وصولا إلى الأسلحة والنقود، وتقول حماس إن مصر أغلقت منذ الهجوم فى سيناء مداخل عشرات الأنفاق فى جانبها من الحدود. وقال أبو حسام الذى يعمل فى التهريب من غزة إن القوات المصرية أغلقت النفق الذى كان يستخدمه بعد الهجوم على الفور، وإن نظراءه المصريين أبلغوه أن البضائع المهربة التى تصل إلى الحدود قلت كثيرا بسبب التواجد الكثيف للقوات المصرية فى سيناء، وقال أبو حسام إن الوضع صعب للغاية لأن النفق أغلق وإنه لا يجيب على اتصالات العمال لأنه لا يستطيع أن يدفع لهم أجورهم بعد إغلاق النفق. وقال مسئول أمنى من حماس إن التهريب انخفض بأكثر من 50 فى المئة منذ هجوم سيناء، وأدى هذا إلى ارتفاع أسعار بعض مواد البناء مثلى سعرها السابق. وقال فوزى برهوم المتحدث باسم حماس إنه يتعين استمرار التهريب حتى تستطيع مصر القيام بالتجارة بشكل مشروع لكن حماس تعهدت بأن تراقب عن كثب الحركة فى الأنفاق فى نفس الوقت.