التشابه بين دول المغرب العربى لم يكن فى الثورات التى انطلقت فى كل منها لإقصاء الأنظمة الاستبدادية القائمة منذ قرون فقط، وإنما تمثل أيضا فى إفرازات هذه الثورات التى أوصلت الإسلاميين إلى سدة الحكم فيها، البداية جاءت مع تونس مهد ثورات الربيع العربى التى أفرزت أولى اللُحى بتولى حمادى الجبالى أحد زعماء حركة النهضة الإسلامية الحكومة. الجبالى ولد فى سوسة سنة 1949 والتحق بكلية الهندسة فى جامعة تونس ثم انتقل منها إلى جامعة باريس حتى بات مهندسا أولا فى الطاقة الشمسية. تحصّل على شهادة الهندسة الميكانيكية من جامعة تونس، التحق بحركة النهضة التونسية وفى عام 1982 انتخبه مجلس شورى الحركة رئيسا لها منذ بداية الثمانينات اعتقل فى المرة الأولى فى عهد الحبيب بورقيبة، وبعدها تولى رئاسة تحرير جريدة الفجر - التى تعبر عن رأى حركة النهضة – الذى قادته إلى الاعتقال الثانى فى عهد المخلوع زين العابدين بن على، حيث تمت محاكمته بتهمة نشر مقالات تنال من الدولة وتحرض على العصيان والانتماء لجمعية غير مرخصة ومحاولة قلب نظام الحكم فحكمت عليه المحكمة العسكرية سنة 1990 بالسجن ستة عشرا عاما نافذة قضى منها عشر سنوات فى السجن الانفرادى قبل أن يضرب عن الطعام سنة 2002 ثم أفرج عنه فى فبراير 2006. ومع قيام ثورة الياسمين عاد كل أعضاء حركة النهضة إلى تونس، وتم إجراء انتخابات المجلس التأسيسى التى أسفرت عن فوز الحركة بأغلبية المقاعد وعلى أساسها رشحت النهضة الجبالى لرئاسة الحكومة. ثانى اللحى كانت من نصيب المغرب، وبالرغم من أن المغرب لم تقم بها ثورة، إلا أن تعيين حكومة إسلامية كان إحدى الخطوات التى اتخذها الملك لتهدئة الأوضاع بعد انطلاق العديد من المظاهرات التى نظمتها حركة 20 فبراير المغربية المعارضة، مما دفع الملك إلى اتخاذ قرار بإجراء انتخابات تشريعية كانت نتيجتها حصول حزب العدالة والتنمية الاسلامى على أغلب المقاعد ليعلن وصول عبد الإله بن كيران الإسلامى المُلتحى إلى رئاسة الحكومة المغربية الجديدة. بن كيران مواليد سنة 1954، هو الأمين العام حزب العدالة والتنمية المغربى منذ 20 يوليو 2008 وعضو مجلس النواب المغربى عن سلا (المدينة) منذ 14 نوفمبر 1997، لأربع ولايات (1997 و2002 و 2007و 2011)، وقاد الحزب لتصدر نتائج الانتخابات التشريعية 25 نوفمبر 2011 بحصوله على 107 من مقاعد مجلس النواب وقيادة التحالف الحكومى، وتم تعيينه من طرف الملك محمد السادس رئيس للحكومة المغربية الثلاثين منذ استقلال المغرب سنة 1956. وجاء إعلان الرئيس المصرى محمد مرسى عن تولى الدكتور هشام قنديل وزير الرى رئاسة الحكومة، ليكمل ثلاثية اللحى بتعيين المهندس هشام قنديل لتكمل مصر ثلاثية اللحى فى منطقة المغرب العربى. قنديل تخرج من كلية الهندسة بجامعة القاهرة سنة 1984، وحصل على درجتى الماجستير والدكتوراه من جامعتى يوتا ونورث كارولينا بالولايات المتحدةالأمريكية عامى 1988 و1993، وشغل العديد من المناصب آخرها كبير خبراء الموارد المائية بالبنك الإفريقى للتنمية، وشارك فى أعمال مبادرة حوض النيل، وعضو مراقب للهيئة المصرية – السودانية المشتركة لمياه النيل. التحق قنديل بالمركز القومى لبحوث المياه، ومُنح وسام الجمهورية من الطبقة الثانية فى عام 1995. كما ساهم فى إنشاء المجلس الأفريقى للمياه ومرفق المياه الأفريقي. وعين كرئيس لقطاع مياه النيل. وتم تكليفه بحقيبة وزارة الموارد المائية والرى فى حكومة الدكتور عصام شرف واستمر فى حكومة الجنزورى.
