شدد رئيس الوزراء التركى، رجب طيب أردوغان، على ضرورة توحد المجتمع الدولى لاتخاذ موقف جاد وحازم من نظام الرئيس السورى بشار الأسد، الذى وصفه بأنه يقتل شعبه دون مبالاة وبدم بارد. وناشد أردوغان منظمات المجتمع الدولى بضرورة التحرك لوقف نزيف الدم السورى الذى ينزف بلا توقف، وضرورة تقديم الدعم للشعب السورى الذى يواجه آلة القتل والقمع الوحشية، مؤكدا أن الوضع والأحداث الراهنة فى سوريا قد أخذت بعدا غير إنسانى على الإطلاق. جاء ذلك خلال لقاء أردوغان برئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون على هامش افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية، التى انطلقت، مساء أمس الجمعة، فى العاصمة البريطانية لندن، والتى نقله موقع "تركيا تو دايز". وأوضح رئيس الحكومة التركى، أنه يتعين على المجتمع الدولى ممثلا فى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامى التحرك السريع والفعال واتخاذ الخطوات اللازمة ضد نظام الأسد الذى يقتل شعبه، وتابع، إن تركيا لا يمكن أن تقف مكتوفة الأيدى حول التصريحات التى يدلى بها المسئولون السوريون والمتعلقة باستخدام السلاح الكيماوى. كما جدد أردوغان، تأكيده على أن بلاده لن تسمح بقيام وتأسيس دولة كردى، أو تكوّن كردى فى سوريا على الإطلاق وذلك على خلفية انسحاب قوات نظام الرئيس السورى بشار الأسد من بعض المناطق الكردية، لتحل محلها عناصر تابعة ومقربة لحزب العمال الكردستانى. وشدد أردوغان على أن تركيا ستفعل كل ما فى وسعها لإجهاض حلم الأكراد بإقامة دولة خاصة بهم، حتى ولو كلف هذا الأمر تركيا ثمنا باهظا، مضيفا، أنه إذا تعرّضت تركيا لهجمات من المناطق التى تمركزت فيها عناصر تابعة للعمال الكردستانى، فإن الجيش التركى سوف يردّ على ذلك فوراً كما ينبغى. وفيما يتعلق بملف المسلمين فى ميانمار، قال أردوغان، إن ميانمار تشهد تطورات مثيرة، وأن المجازر والمجاعات والكوارث لا تبارحها، مناشدا كل دول التى تهتم بالإنسانية إلى التضامن والتكاتف لإنهاء تلك المآسى التى يتعرض لها المسلمون هناك، كما أكد على ضرورة أن يعمل الجميع من أجل إيجاد عالم تسوده الحريات والسلام دون قتل أو تهجير أو أى شكل آخر من أشكال العنف. وعن العلاقات التركية البريطانية قال أردوغان: إن هناك علاقات سياسية وعسكرية واقتصادية وثقافية قائمة بين البلدين، موضحا أن حجم التبادل التجارى بينهما ارتفع من 10 مليارات دولار إلى 14 مليار دولار رغم الأزمات الاقتصادية التى تعانى منها القارة الأوروبية. كما أعلن رئيس الوزراء التركى رجب طيب أردوغان، أنه سيوفد وزير خارجيته أحمد داود أوغلو، الأسبوع المقبل إلى إقليم شمال العراق، وذلك لدراسة وتقييم التطوّرات الأخيرة فى سوريا والمنطقة عامة مع المسئولين هناك.