لم يمنع الحراك والزخم السياسى الذى تشهده مصر منذ قيام ثورة يناير والذى اشتد وزادت وتيرته فى الآونة الأخيرة، المصريون من الاحتفال والتمتع بقدوم شهر رمضان الكريم والإقبال على إقامة مظاهره، حيث تعد من الثوابت الاجتماعية التى لا يمكن تغييرها وتتوارثها الأجيال جيل بعد آخر، فقد قفز المصريون على جميع الأحداث السياسية بحرصهم على استقبال شهر رمضان استقبالا يليق بمكانته فى نفوسهم كعادتهم كل عام. ويكتسب احتفال مصر بحلول شهر رمضان بجو وطابع خاص ملىء بالبهجة والروحانيات، يلمسه المصريون فى الشوارع والطرق والأزقة والحارات قبل قدوم الشهر بفترة، حيث تزدحم الشوارع بالمصريين كل يريد شراء احتياجاته اللازمة لهذا الشهر الكريم، ومن مظاهر الاحتفال بقدوم هذا الشهر إقامة خيام بيع الفوانيس والياميش، وإضاءة وتزين الشوارع بالورق الملون والفوانيس، والاستعداد لإقامة موائد الرحمن.. ومع قدوم الشهر يلتزم المصريون بجميع العبادات وفى مقدمتها فريضة الصوم وقراءة القرآن الكريم وعمارة المساجد بالصلوات الخمس على أوقاتها وصلاة التراويح والتسابيح والتهجد والاعتكاف. وتدل مظاهر شهر رمضان فى مصر على التراحم والتكافل الاجتماعى بين المصريين على كافة مستوياتهم الاجتماعية، وهناك مظاهر تجمع المصريون على إقامتها ويشترك معهم الكثير من الدول العربية والإسلامية وتتمثل تلك المظاهر فى تزيين المساجد وإنارتها وانتشار موائد الرحمن. ورغم انتشار تلك المظاهر فى كافة أنحاء مصر إلا أن القاهرة التاريخية الممتدة من مسجد سيدنا الحسين وشارع المعز لدين الله الفاطمى وسكة الخان (خان الخليلى) تعد هى الأكثر عبقا وزخما بتلك المظاهر، حيث يتنفس المارة بها رائحة التاريخ المختلطة بروائح البخور والعود ودخان المستكة، ويقبل السائح على زيارة تلك المنطقة بصفة عامة والسهر والتجول فى شوارعها فى ليل رمضان بصفة خاصة. ويشهد شهر رمضان إقامة الكثير من الخيام الرمضانية فى الفنادق والمناطق الشعبية، وتتحول الساحات الشعبية إلى ساحات لممارسة الشباب للرياضة عقب الإفطار، وإحياء التراث الإسلامى وينتشر المداحون.