سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الخبير الأمريكى ستيفين كوك يروى تجربته مع عمر سليمان: التقيته أربع مرات كان آخرها عشية 25 يناير.. مات لكن النظام الذى تركه وراءه لم يمت.. كان يرى ضرورة تقويض أجهزة المخابرات للنظام الدينى فى إيران
تحدث ستيفين كوك، الخبير الأمريكى والمحلل السياسى بمجلس العلاقات الخارجية الأمريكية عن اللواء عمر سليمان، رئيس المخابرات ونائب الرئيس السابق، الذى وافته المنية أمس الخميس، كما عرفه. وقال كوك فى مقال له بمجلة فورين بوليسى الأمريكية إنه لو كان سليمان قد مات، فإن النظام الذى تركه وراءه لم يمت بعد. وأضاف قائلاً: إن أول لقاء له مع سليمان كان فى ربيع عام 2005، خلال مؤتمر فى واشنطن كان يشارك فيه مجموعة من الأشخاص رفيعى المستوى، وكان الحديث وقتها عن الصراع الفلسطينى الإسرائيلى، ووقتها ضرب سليمان بقبضته على مائدة المؤتمر وقال "أنا مسئول عن استقرار مصر"، كما يقول كوك، وكانت ردا على محاولة أحد الحضور إثارة إمكانية حدوث تغيير ديمقراطى فى مصر، فى مرحلة لاحقة. وتابع كوك قائلا: إن رحيل سليمان كان مفاجئا لأنصاره وأعدائه على حد سواء، وكان رفضه للإصلاح مذهلا وواضحا، حتى فى الأيام التى كان يتحدث فيها الرئيس الأمريكى السابق جورج بوش عن أجندة الحرية، وأصبح المسئولون المصريون مهرة فى التمايل ونسج طريقهم فى المحادثات الخاصة بالإصلاح السياسى. وكانت لعبة رفضوا فيها أن يقولوا نعم أو لا، كان سليمان الرجل الأقرب إلى قمة السلطة فى مصر وأنقذ أعضاء من عائلة مبارك نفسه. وكان سليمان مثل الرئيس الذى خدم معه، يعتقد بشكل قاطع أنه يفهم مصر أفضل من أى شخص آخر. وكانت هذه القناعة يتم التعبير عنها بالتلاعب والقسر واستخدام العنف ليكون فيما بعد هلاكه السياسى. ويشير كوك إلى أنه التقى بسليمان أربع مرات، مرتين فى مقابلة شخصية، ومرتين فى لقاء مع أشخاص آخرين. ومن خلال الأصدقاء المصريين والأمريكيين الذين عرفوه، وافق سليمان بكرم على إجراء مقابلة لا تنشر تفاصيلها. وفى مقابلة أجراها معه فى مقر المخابرات المصرية، دار معظم الحديث عن العلاقات الخارجية، وكان سليمان، وفقا لما يقوله كوك معاديا لأعداء أمريكا فى الشرق الأوسط ويشكو بمرارة من أنه فى كل مرة يعتقد أنه توصل لاتفاق بين حماس والسلطة الفلسطينية، يفسده السوريون الإيرانيون. ورأى أن على مصر وأمريكا والأصدقاء الآخرين فى المنطقة أن يعملوا معا لكى تظل إيران منشغلة بنفسها. ويجب أن تتعاون المخابرات المصرية والسى أى إيه والموساد غيرها للقيام بعمليات سرية لتقويض استقرار النظام الدينى فى طهران. وكانت لغة سليمان المتشددة، جزءا لا يتجزأ من تغيير أكبر فى اللهجة المصرية فى أواخر عهد مبارك. فكان المصريون يبحثون عن طرق لكى يجعلوا أنفسهم مفيدين لواشنطن سواء بالصراع مع حماس أو المشاركة فى عمليات الترحيل السرى، ويؤكد كوك على أن سليمان لم يتعاط مع محاولته الحديث فى الشأن المصرى الداخلى، وعندما انتهت الساعة المقررة لإجراء المقابلة استأذن فى الإنصراف من الغرفة التى أجرى بها المقابلة. وفى آخر مقابلة مع عمر سليمان كانت فى 24 يناير 2011، أى عشية الثورة المصرية، وكانت مع مجموعة من خبراء السياسة الخارجية ورجال الأعمال، وخلال الاجتماع عرفنا، كما يقول كوك إن الولاياتالمتحدة زودت مصر بتكنولوجيا لقطع الإنترنت، وهو ما تم تطبيقه بعدها بأيام قليلة. وختم كوك مقاله،قائلا: إن وفاة سليمان جعلت معارضى مبارك يشعرون بالارتياح، وهذا أمر مفهوم، لكن السعادة ليست فى محلها، فقد كان مجرد نتاج لنظام لم يتم الانقلاب عليه بعد، وأيا كانت الطاقة التى تم إهدارها فى الاحتفال بموته، فهى على حساب بناء نظام سياسى جديد.