صدر عن دائرة الثقافة والإعلام بالشارقة العدد الجديد من مجلة "الرافد" الثقافية، لشهر يوليو، وقد احتوى العديد من الدراسات والأبحاث، فى مختلف ضروب الفكر والمعرفة، فضلاً عن الإسهامات الإبداعية المتجددة. خصصت الرافد ملف عددها الجديد للروائى الراحل إبراهيم أصلان، من خلال سبعة عناوين، عالجت إبداعاته من زوايا متعددة، حيث كتب عبد الحميد بكر عن "عالم إبراهيم أصلان تأصيل أحلام الفقراء"، وكتب د.يوسف نوفل تحت عنوان: "إبراهيم أصلان منْ الثعلب؟ ومنْ مالك الحزين"! وكتب د.مدحت الجيار عن أحلام الفقراء والمهمشين فى "وردية ليل"، وكتب إبراهيم محمد حمزة عن غناء الروح وبكاء الذات فى رواية "حجرتان وصالة"، وكتب د.حسين حمودة عن السطوع والعتمة فى "بحيرة المساء"، أما عبد الفضيل إدراوى فكتب تحت عنوان: "الحزن الأصيل على إبراهيم أصلان"، وكان الختام بقلم رضا عطية إسكندر، تحت عنوان: "إبراهيم أصلان من القصة إلى الرواية". ومن أبرز الموضوعات التى تضمنها العدد الجديد: دراسة بقلم الدكتور عبد الوهاب بوخنوفة عن "الإمبريالية الإعلانية وتسويق الأوهام"، حيث يرى أن الليبرالية الاقتصادية هى اليوم دون شك ديانة الموضة الجديدة، وأن أماكن العبادة أصبحت تسمى اليوم مراكز التسوق، يؤمّها مؤمنون كثيرون، وفيها مبشرون كثيرون أيضاً، وأن عدم الإفراط فى الاستهلاك هو الشىء الوحيد الحرام فى هذه الديانة الجديدة. ويكتب أحمد أبو زيد عن "فدوى طوقان وخمسين عاماً من الشعر والمقاومة"، التى يعتبرها من الشواعر العربيات القلائل اللواتى وصلن الشعر القديم بحركة الحداثة والتجديد، فخرجت من الأساليب الكلاسيكية للقصيدة العربية القديمة خروجاً سهلاً غير مفتعل، وجعلت من هذا الخروج إحدى أهم نقاط قوتها، محافظةً فى ذلك على الوزن الموسيقى القديم والإيقاع الداخلى الحديث، وصاغت من ذلك قصيدة غنائية ناسبت ولاءمت نفسيتها التى تميل إلى التفجع. أما ركن "علوم" يقدم الدكتور خالد حربى دراسة موسعة عن "طب الأسنان فى الحضارة الإسلامية كإبداع متجدد"، متتبعاً إسهامات أهم رموز الطب فى الحضارة الإسلامية، المختصين فى هذا الجانب، ومؤكداً أن طب الأسنان يُعدّ من الاختصاصات التى لاقت اهتماماً بالغاً فى الحضارة الإسلامية، تدل ذلك كثرة عدد أطباء الأسنان، وكثرة التصانيف والتأليف المعتبرة والمرموقة التى وضعوها، تلك التى أضافت ثروة علمية كبيرة إلى النتاج العلمى والمعرفى لتاريخ هذا العلم. فيما نقرأ فى العدد كذلك لكل من: منتصر الوكيلي، عن " المدن والقرى بأسماء الصالحين.. ظاهرة عربية غربية"، عبد الحق ميفران، عن "مغامرة الكينونة فى تجربة الشاعر عدنان الصائغ"، محمد هاشم عبد السلام، عن "إدوارد هوبر رسّام العزلة الإنسانية".. وغيرهم من الكتاب والأدباء. "كتاب الرافد" الذى يوزع مع كل عدد، جاء هذه المرة فى شكل مختارات شعرية، انتقاها وتولى ترجمتها محمد عيد إبراهيم، يقول فى تقديمه عنها: إنها (مقتطفات من مفضَّليّات قصائد الحب لأشهر الشعراء على مستوى العالم، قصائد تجمع بين النزعتين المثالية والحسية وما بينهما من أطياف إبداعية، فى محاولة من جانبنا للأخذ بأيدى المجهَدين، وحفزاً لأى خلِى أن ينضم إلى حشد من يضربه الحب فلا تقوم له قائمة إلا ليلقى الحبيب).