اعتدنا منذ البداية أن الأفلام التى يقوم بها الفنان الشاب رامز جلال تكون خالية من المحتوى الفكرى على مستوى القصة، لكنها وبلا أدنى شك تكون دسمة على مستوى الكوميديا وهو ما أثبته بفيلمه الأخير "غش الزوجية" والذى يشاركه البطولة فيه دنيا سمير غانم وحسن حسنى وإدوارد ومها أبو عوف ويوسف فوزى ورجاء الجداوى وقام بإخراجه أحمد البدرى. للوهلة الأولى يشعر الجمهور أنه أمام فيلم تمت معاجلته أكثر من مرة لطرح الكوميديا بشكل مختلف، فرامز جلال منذ أول بطولاته المطلقة وهو أحلام الفتى الطائش اعتاد على طريقة واحدة فى أفلامه خاليا من المضمون ولكنها أفلام تنتمى لنوعية الكوميديا التى تعتمد على الإيفهات والمواقف الطريفة، ورغم أنه حاول الابتعاد عن الشكل الذى يخرج به فى كل أفلامه فى فيلم "حد سامع حاجة" حيث جسد دور شاب خجول يقع فى حب ابنة صاحب الشركة لكنه يعانى من مرض نفسى إلا أن النجاح لم يكن حليفه فى الفيلم، ليعود رامز لنوعية الأعمال التى أجاد فيها حيث يجسد دور "حازم" شاب مرفه متعدد العلاقات النسائية ويعمل مصور "موديلز" فى الشركة التى يمتلكها والده "حسن حسنى" ويساعد حازم صديقه والمدير المالى للشركة "إدوارد" والذى يحاول دائما التستر على مغامراته، وتسوء أحوال الشركة ويضطر بدران والد حازم إلى أن يبحث عن بنك ليقرضه فلا يجد سوى بنك جديد يحتاج لعملاء جدد وبالصدفة يكتشف أن مدير البنك صديق قديم له وخلال لقائه به يتعرف على ابنته سلمى "إيمى سمير غانم" الفتاة المسترجلة أحسن لاعبة فى مصر فى كرة القدم والبعيدة كل البعد عن الأنوثة وهو الأمر الذى يصيب والدها بالإحباط، فيفكر بدران فى أن يجمع حازم وسلمى ليتزوجان ويصبح من السهل عليه أن يقترض بكل سهولة من البنك. فكرة إجبار الأهل أبناءهم على الزواج من أجل مصالحهم المالية فكرة قديمة ومستهلكة ومن السهل لو بحثنا فى أرشيف الأفلام الأبيض والأسود نجدها فى أكثر من عمل، لكن المخرج أحمد البدرى ومؤلف العمل لؤى السيد استطاعا من خلال المواقف الكوميدية وإيفهات الفيلم الخروج بالعمل من إطار الفكرة لينسى المتفرج أن القصة تم استهلاكها أكثر من مرة. ورغم أن رامز جلال هو بطل الفيلم إلا أن إيمى سمير غانم استطاعت أن تضع بصمة مميزة لها داخل أحداث الفيلم من خلال تقمصها لشخصية الفتاة المسترجلة بصوتها الخشن طوال الفيلم ولبسها الرياضى وشعرها المختفى طول الوقت تحت "بندانا" وتحاول عمل المقالب فى زوجها وتخبر والدها ووالدتها أنه فاشل فى واجباته الزوجية، تنافس بذلك شقيقتها دنيا والتى جسدت دوره مشابه فى فيلم "الفرح" ولكن فى إطار ليس كوميديا، أما رامز فجسد دور الولد الشقى متعدد العلاقات النسائية الذى يتمتع بخفة ظل ويعانى بعد الزواج من معاملة زوجته الخشنة معه، ولكن لم يقدم الفنان حسن حسنى أى جديد فى دوره فهو الوالد الذى يفشل فى تربيه ابنه ويلجأ للخدعة لإصلاحه، كذلك إدوارد لم يضف الفيلم له أى جديد فهو نفس الدور الذى قام به فى فيلم "أحلام الفتى الطائش" صديق البطل والمتستر على كوارثه.
