"أتوبيس ومجموعة كتب من كل المجالات وكرسيين ومروحة واستمارة، تقرا وأنت مبسوط"، تغير شكل المكتبات فى مصر ليتراجع الشكل التقليدى ويحل محله وسائل وطرق مبتكرة "كالمكتبة المتنقلة" لتجذب انتباه القارئ المصرى الذى انصرف عن القراءة وانبهر بالأشياء الأخرى كالتلفاز والأقمار الصناعية والإنترنت، لكن لازال البعض يهتم بالقراءة ويترك لها مساحة ولو صغيرة فى ظل ازدحام يومه الذى يبدأ فى الثامنة صباحا وبالكاد ينتهى فى الثانية عشر مساء. وعندما تتواجد سيارة كبيرة "أتوبيس" أو ما يعرف بالمكتبة المتنقلة تحتوى على مجموعة مختلفة ومتنوعة من الكتب التى تلائم كل الفئات والأعمار، يستطيع القارئ الاطلاع داخل المكتبة المتنقلة أو يتفق مع المسئولين عن المكتبة فى استعارة الكتاب لمدة لا تقل عن أسبوعين. وحتى يتمكن القارئ من استعارة الكتاب بمساعدة الأستاذ صلاح رمضان المسئول عن المكتبة الخامسة بإعداد استمارة لا تكلف المستعير سوى صورتين وإمضائها من جهة العمل الخاصة حتى تضمن استرجاع الكتب فى حالة الفقدان والضياع، وغيرها من المعلومات التى تهم المكتبة، ويتخذ رمضان مثل هذه الإجراءات من أجل الحفاظ على الكتب من الضياع أو السرقة، ولكن فى حالة عدم وجود جهة عمل للمستعير تطلب المكتبة ضامن والتى توفر له استمارة يطلق عليها "استمارة ضامن". ونرى مسئول المكتبة الخامسة الأستاذ صلاح رمضان الذى يتجول بكل ركن بها يسرد تاريخ المكتبة المتنقلة وهو على يقين وإيمان بأهمية وضرورة القراءة يحكى "المكتبة المتنقلة عمرها 28 عاما تابعة لدار الكتب والوثائق القومية، تتجول كل شوارع القاهرة بدأت منذ عام 1984 بعدد واحد عربة أو مكتبة ثم تطورت لتصل لثلاث وأربع عربات لتصل لعدد 10 مكتبات متنقلة فى عام 2012، وكانت العربات القديمة على شكل مقطورة غير معدة ومهيأة للقراء، أما المكتبات أو العربات حاليا تحتوى على مراوح ومكيفات وكذلك إضاءة جيدة ومقاعد تسمح للقارئ بالجلوس ومطالعة الكتاب الذى يرغبه، مع توفير خدمة الاستعارة أيضا. ويستطرد رمضان، المكتبة المتنقلة تجوب كل شوارع القاهرة مرتين شهريا حتى تصل لكل المناطق والأحياء تذهب للأماكن الشعبية والراقية تذهب لعين شمس وتستقر بمصر الجديدة لا يوجد فرق بين قارئ غنى وغيره فقير كلٌ يبحث عن هدف واحد وهو الاستفادة من الإبداع والمعلومات الزاخرة التى تحتوى عليها كل الكتب والموسوعات الموجودة بالمكتبة، والتى تشمل شتى أنواع الكتب سواء دينية أو ثقافية وغيرها للمرأة وأخرى للعلوم والفنون والتاريخ والأدب، ولا تنسى المكتبة المتنقلة الطفل والذى يعد نواة المجتمع لقد وفرت له كتب وقصص يستفيد منها ويقبل على قراءتها".
