قال رئيس المجلس الوطنى السورى عبد الباسط سيدا، إن قرار تجميد عمل المراقبين الدوليين فى سوريا، يؤكد أن المجتمع الدولى بات يقطع الأمل فى النظام السورى، الذى يعيش مراحله الأخيرة التى تتمثل فى تراجع سيطرته على المدن الكبرى كدمشق وحلب وغيرها، لافتا إلى أن النظام السورى يعيش حالة تآكل داخلى تتمثل فى حالة الارتباك التى يعانى منها . وطالب سيدا خلال مؤتمر صحفى عقده اليوم الأحد فى اسطنبول مجلس الأمن الدولى باتخاذ قرار حاسم من النظام السورى عن طريق الشرعية الدولية والمجتمع الدولى ، مشددا على ضرورة وضع كافة الاحتمالات على الطاولة ؛ لأن النظام السورى لا يفهم إلا لغة القوة، ويصر على ارتكاب الجرائم فى حمص ويقوم بقصف تلبيسة والقصير والكثير من المناطق ، كما تتعرض مدينة حلب وريفها لحملات شرسة من قبل قوات النظام فى حين تم ارتكاب مجزرة فى جبل الأكراد . وأشار إلى أن المجازر باتت عادة مألوفة فى الأيام الأخيرة فى سوريا ، مؤكدا أن هذاأمر يتنافى مع منطق العصر وقيمه التى لم يعد النظام السورى ينتمى إليها بأى شكل من الأشكال . وأضاف أن نظام الأسد الذى لم يكن يمتلك الشرعية قط مصمم على المتابعة فى جرائمه وسط مناخ دولى لم يرتق بعد للمستوى المطلوب ، منوها بأن النظام يعى بأن كل تراخى دولى بمثابة إعطاء المزيد من الفرص لكى يتمكن من قتل المزيد من السوريين. وتوجه سيدا بالتحية إلى شهداء الثورة السورية والجرحى والمعتقلين وكل أبناء الشعب السورى فى مخيمات اللاجئين بتركيا ولبنان والأردن وكردستان العراق الذين استبسلوا فى الدفاع عن حرية وكرامة شعبهم .وناشد الأشقاء العرب عبر الجامعة العربية لاسيما دول لخليج العربى والمجتمع الدولى ودول أصدقاء سوريا باتخاذ موقف حاسم من نظام الأسد، مشيرا إلى أن سوريا تعيش مرحلة فاصلة فى تلك الأيام ، مؤكدا أن التعامل المرن لم يعد يجدى نفعا . على الصعيد ذاته وصفت هيئة التنسيق الوطنية أبرز الكتل السورية المعارضة فى الداخل قرار الجنرال روبرت مود تعليق عمل بعثة المراقبين الدوليين فى سوريا بأنه بمثابة "إعلان وفاة لخطة المبعوث الدولى والعربى إلى سوريا كوفى أنان" . ونقل راديو "سوا" عن لجان التنسيق المحلية فى سوريا إشارتها إلى أن قرار بعثة المراقبين الدولية فى سوريا تعليق أعمالها يأتى اعترافا بعجزها وكذلك عجز المجتمع الدولى فى التعامل مع الأزمة السورية ، واصفة القرار بأنه مرتجل ويأتى فى ظل غياب أى خطط بديلة . بدوره ، قال المعارض السورى عبد اللطيف المنير إن المعارضة السورية مطالبة باتخاذ خطوات فعلية للاتحاد عقب تعليق المراقبين لمهامتهم، مشددا على ضرورة توحيد رؤية المعارضة حول الهدف المنشود وهو إسقاط النظام وتوحيد الكوادر والقوى السياسية الفاعلة على الأرض فى الداخل والخارج . من جهة أخرى أعلنت الشبكة السورية لحقوق الانسان ارتفاع عدد القتلى برصاص قوات الأمن والجيش إلى 24 شخصا معظمهم فى ريف دمشق.ذكرت ذلك قناة (الجزيرة) الفضائية ، دون الإشارة إلى المزيد من التفاصيل فى هذا الصدد.وكانت لجان التنسيق المحلية السورية قد أفادت بارتفاع أعداد القتلى أمس الذين سقطوا جراء القصف الذى شنته القوات السورية على عدة مدن بريف دمشق إلى 77 قتيلا .وتشهد سوريا منذ منتصف شهر مارس من العام الماضى احتجاجات شعبية غير مسبوقة تطالب باسقاط نظام الرئيس بشار الأسد، أسفرت حتى الآن عن سقوط آلاف القتلى والجرحى بين المدنيين وقوات الأمن. كما أفاد ناشطون سوريون بأن قوات النظام قامت بقصف مدينة (الرستن) فى حمص بأكثر من 300 قذيفة . وأعلنت الهيئة العامة للثورة السورية مقتل 21 شخصا اليوم ينيران القوات الحكومية ، معظمهم فى ريف دمشق جراء القصف المدفعى ، وأكدت لجان التنسيق المحلية أن من بين القتلى 5 مدنيين أعدموا ميدانيا فى قرية النصر بمحافظة حماة بوسط البلاد .
