يا لها من حياة غريبة وعجيبة ومتغيرة، وعلى كل حال يا إنسان، وكل يوم نرى صورة جديدة يكتبها التاريخ البشرى والذى يُسطر الآن فى مصر المتغيرات التى تحدث بصورة متسارعة، هل هناك من يصدق ما يحدث فى الشارع المصرى؟ ما يحدث بين الصديق وصديقه، بين الأخ وأخيه، الابن وأبيه، البنت وأمها، جميع الأقارب والأصدقاء، وكأن الديمقراطية لعب بالنار قد أصاب الجميع بجنون الديمقراطية، الكل مصدوم فى رأى من حوله وكأنه لا يعرفهم من قبل، كأنه أول مرة يعرف صاحبه، مصدوم لكون صاحبه يميل إلى المرشح الفلانى أو المرشح العلانى. تجد أن هناك من صدم فى اختيار أخيه ابن أمه وأبيه عندما اختار المرشح (س) ويقول له: هل أنت أخى؟ أنا لا أصدق أنك سوف تعطى صوتك لهذا المرشح، إنه كذا وكذا وكذا، وقد يصبح الكلام بينهما بالغ الشدة والصعوبة، وهذا يحدث بين أخ وأخيه فما بالك بين صديق وصديقه أو قريب وقريبه، صدقونى وصلت إلى حد التكفير والطعن فى الإيمان وقطع صلات الأرحام وعدم السؤال عن الآخر بالأيام والأسابيع، وقد تطول، وكأن على رؤوس الجميع الطير، أصبح الكلام (بالقطارة) بين من كانوا أحبابًا وأصدقاءً، بين من كانوا أقارب ومعارف، وأيضًا هناك من بين الأطفال من يتكلمون عن المرشح هذا والمرشح هذا وهو لم يتعد 6 سنوات وخائف من أحدهم، لقد تاه الكبير والصغير بين ما يقولون، وكأن ما يحدث هو من فعل الشياطين وكأنهم نزلوا بيننا يلعبون فى عقولنا وهذا دليل على أن هناك مشكلة فينا نحن، يجب أن نبحث عن حل لها سريعًا. هل نحن غير مستعدين للديمقراطية كما قال عمر سليمان، والديمقراطية تعنى فى الأصل حكم الشعب لنفسه، ولكى نطبق الديمقراطية بطريقة صحيحة لابد أن نحتكم إلى الصندوق ونقبل بما يأتى به، وهنا سؤال، هل الحرية أن نعطى صوتنا فى الصندوق أم نجهر به لنقنع به الآخرين، وبعد أن تظهر النتيجة يشكك الكل فيها، يريدها كما يتمناه، كيف يحدث هذا؟ فى بلد حضارة 7000 آلاف عام، أخبرونى بالله عليكم، هل ترون السعادة على وجوهكم؟ الكل فى حالة وجوم وكأن من خرج من السباق أصابته نكسة ويدعو أنصاره إلى النزول ويشكك فى نزاهة الانتخابات، وعلى الطرف الآخر الذين وصلوا إلى هذه المرحلة لا يبتسمون وترى نظراتهم حائرة لا يعرفون مصيرهم إذا فاز الطرف المنافس، فكلاهما يحدث نفسه بأنه إذا خسر فسوف يزج به الطرف الفائز إلى السجن، وكلاهما يبحثان عن كرسى زائل لم يدم لغيرهما، وفى سعيهما لهذا الكرسى فقدا الكثير من حب الناس لهما، وأخذ كل مرشح يكيل لمنافسه الاتهامات ويشوه صورته بطريقة تجعلك تقول إنها الحرب وليست الانتخابات، والفائز منكما خسران، فلن يضيف له الكرسى شيئًا لأنه لن يجلس عليه طويلاً، فالشعب أصبح يحب التغيير، ويمل سريعًا كما مل من مجلس الشعب ولم يمض عليه عام. أتمنى أن نعود إلى عقلنا وإلى رشدنا فهذه الانتخابات ليست الأخيرة، والحرية هى الصندوق وليست أى شىء آخر، قال أحد الأطباء النفسيين، إذا لم تعرف لمن ستعطى صوتك فاعمل (ملك ولا كتابة). وأنا أقول: اعمل استخارة ثم اختَر وإذا لم توفق فاعمل (ملك ولا كتابة). لا تكن ممن يشاهدون التاريخ، بل كن صانعًا له.