أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كى مون على أهمية الدور الذى تقوم به المنظمات الإقليمية، بالتعاون مع الأممالمتحدة، والعمل معاً بشكل وثيق فى جهود مشتركة، للتصدى للخطر، والمساعدة على إكساب أنشطة الأممالمتحدة لحفظ السلام المرونة اللازمة لمجابهة الطائفة المتنوعة من التحديات التى تواجه السلام والأمن الدوليين. وأوضح فى رسالة وجهها اليوم، الاثنين، بمناسبة اليوم العالمى لحفظة السلام التابعين للأمم المتحدة- الذى يوافق يوم 29 مايو- أن الهدف الأسمى من أى بعثة حفظ سلام للأمم المتحدة يتمثل فى أن تنتفى الحاجة إليها وبذل قصارى الجهد لإضفاء أكبر قدر ممكن من الكفاءة والفعالية على أنشطة حفظ السلام. ووجه مون فى رسالته التى أوردها مركز إعلام الأممالمتحدة فى بيروت، اليوم، التحية إلى 120 ألف رجل من حفظة السلام، يؤدون الواجب فى 17 بعثة، فى أكثر الأماكن اضطراباً وخطورة فى العالم. وأشار إلى أنه فى عام 2011 فقدت الأممالمتحدة 112 رجلاً وامرأة من حفظة السلام، وفى الأشهر الأربعة الأولى من هذا العام توفى 27 غيرهم، وهم يؤدون واجبهم فى خدمة الأممالمتحدة. وحيا مون ذكرى أكثر من 2900 من حفظة السلام قضوا أثناء تأديتهم للواجب على مر السنين، متعهدا بإكمال عملهم من أجل إعادة الاستقرار إلى بلدان مزقتها الحروب. وأكد الأمين العام للأمم المتحدة أن هناك فى الوقت الحالى 116 دولة عضوا تساهم فى عمليات السلام بأفراد عسكريين وأفراد شرطة ويعكس هذا العدد الكبير ثقة العالم بشكل متزايد فى قيمة نشاط الأممالمتحدة فى مجال حفظ السلام كأداة للأمن الجماعى. وأضاف مون أن بعثة المراقبين الجديدة فى سوريا تمثل آخر تجليات تطلع المجتمع الدولى إلى الأممالمتحدة لإيجاد حلول للتحديات الناشئة، ورغم ما تواجهه البعثة من تحديات صعبة، فإنها تؤدى واجبها بشجاعة، للمساعدة على حمل الأطراف بدءاً بالحكومة السورية على الوفاء بالتزامها بوقف العنف الذى أودى بحياة الآلاف، وهذا جزء من الجهود التى تبذلها الأممالمتحدة بقيادة المبعوث الخاص المشترك فى سبيل وضع حد للعنف والتوصل إلى حل سياسى للأزمة السورية. وتوجه مون بالشكر لكل من ساهم بأفراد عسكريين وأفراد شرطة وبالمساهمات بالموارد المالية والمادية التى لولاها لما أمكن الاضطلاع بأنشطة حفظ السلام. متوجها بالشكر أيضا إلى جميع البلدان التى تقدم الدعم والقادة السياسيين وخاصة أعضاء مجلس الأمن الذين يقومون بتوجيه عمل الأممالمتحدة وتعزيزه، من خلال إنشاء الولايات وتعديل أنماط الانتشار بما يلائم الظروف المتغيرة على الأرض. ودعا مون إلى التعهد بتعزيز الشراكات العالمية التى تجعل من الرجال ذوى الخوذ الزرقاء منارة تشع بالأمل لملايين البشر فى مختلف أرجاء المعمورة.