العلاج بالأوزون هو وسيلة جديدة وفعالة ضمن وسائل العلاج بالطب التكميلى، يسير جنبا إلى جنب مع الطب الحديث، يضيف إليه إضافة فعالة ويحل محله إذا فشل الطب الحديث أو الكيميائى فى إحداث الأثر العلاجى. وتعددت استخدامات الأوزون فى الطب فى العديد من المشاكل الصحية والعديد من التخصصات الطبية. ومن أهم استخدامات الأوزون هو علاج الحساسية بأنواعها المختلفة مثل الربو الشعبى المزمن سواء فى الكبار أو الأطفال والتهاب الجيوب الأنفية المصحوب بحساسية والأكزيما وحساسية الجلد. ولمعرفة كيفية عمل الأوزون فى العلاج يجب أن نعرف الأساس العلمى الذى يكمن وراء الحساسية.. فإذا تعرض الجسم (المصاب بحساسية) لروائح معينة أو غبار أو أكلات معينة أو غير ذلك، فإنه يعتبر هذا كأنه جسم غريب يجب مهاجمته (مثل الميكروبات) وهذا تصرف غير طبيعى وزائد يحدث فقط فى حالات الحساسية ويعتبر نوع من الاختلال الوظيفى، وتكون النتيجة أن يقوم الجسم بإفراز أجسام مضادة لهذا الغبار أو الرائحة أو غير ذلك، مما يؤدى إلى تفاعل شديد مع أنسجة الجسم، ويظهر ذلك على شكل احمرار وهرش وتورم فى حالة حساسية الجلد أو التهاب وتورم وضيق فى الشعب الهوائية مصحوب بضيق شديد فى التنفس فى حالة الربو الشعبى أو على شكل التهاب الجيوب الأنفية مع زيادة إفرازاتها فى حالة التهاب الجيوب الأنفية المصحوب بالحساسية.. الخ. ومن المعروف أن أمراض الحساسية هى من الأمراض المزمنة والصعب علاجها، وأن العلاج بالطب الحديث يكمن فى علاج الأعراض دون التعرض لعلاج أساس المشكلة وفى كثير من الأحيان يصبح الطب الحديث قاصرا فى علاج الحساسية ولا يقدم حلولا مرضية ويصبح المريض معتمد فقط على أدوية تعالج الأعراض بصفة وقتية ولها العديد من الآثار الجابية وعلى مدى سنين كثيرة. هنا الأوزون يعمل على عدة محاور.. فهو يعمل على تقليل الإفراز الزائد وغير الطبيعى للأجسام المضادة، كما أنه له تأثير مضاد للالتهاب والمواد العضوية التى يفرزها الجسم مسببة للالتهاب. بالإضافة إلى ذلك فإنه يزيد من الإنزيمات المضادة للأكسدة والتى تشكل حماية للجسم من الحساسية، كما أنه يعمل على إعادة التوازن إلى المناعة فى الجسم ومنع الزيادة غير الطبيعية فيها والتى تجعل الجسم يهاجم نفسه، وذلك بزيادة بعض الانترلوكينات (خاصة انترلوكين 10) فتعود الحالة المناعية والأجسام المضادة إلى طبيعتها دون زيادة أو نقصان. ومن هنا يتضح أن الأوزون هو علاج جذرى للمشكلة وليس مجرد مسكن للأعراض المرضية، كما يحدث بالنسبة للعقاقير الطبية، كما أنه يعمل دون آثار جانبية تذكر مقارنة بالآثار الجانبية العديدة للعقاقير الطبية. وقد ثبتت فعالية الأوزون فى علاج الحساسية علميا من خلال العديد من الأبحاث والدراسات، وجدير بالذكر أنه ضمن هذه الدراسات نوقشت رسالة دكتوراه (عام 2006) بكلية الدراسات العليا للطفولة جامعة عين شمس أثبتت فعالية رائعة للأوزون الطبى فى علاج الربو الشعبى فى الأطفال. ويكون العلاج بالأوزون على شكل جلسات إما عن طريق: عن طريق سحب كمية من الدم (80 – 120 سنتمتر مكعب) ويضاف إليها غاز الأوزون ثم تعاد مرة أخرى للجسم. أو عن طريق حقن كمية من غاز الأوزون عن طريق الشرج (200 – 250 سنتمتر مكعب). وهى كمية قليلة ولا يشعر المريض بأى شىء ويتم امتصاصها من الأمعاء فى خلال دقائق. وهذه هى الطريقة الوحيدة المتبعة فى الأطفال مع تقليل الكمية لتصبح ما بين 40 إلى 120 سنتمتر مكعب). الحقن العضلى وذلك بسحب كمية قليلة من الدم (3-4 سم) يضاف إليها غاز الأوزون ثم تحقن فى العضل. ويعطى المريض جلسات العلاج بالأوزون بمعدل 2 – 3 جلسات أسبوعيا وحتى تستكمل حوالى 24 جلسة، والهدف هنا من العلاج هو الشفاء وليس مجرد تخفيف الأعراض وقتيا، وقد أثبتت الأبحاث أنه تحدث استجابة كبيرة فى هذه الحالات المرضية بنسبة 90% فى حالات الربو فى الأطفال و70% فى حالات الربو فى الكبار وأيضا حالات الالتهاب المزمن فى الجيوب الأنفية المصحوب بحساسية.