لفتت فرقة "عشتار" الفلسطينية انتباه مسرح عالم شكسبير بأداء مسرحية "ريتشارد الثانى" فى لندن مع غياب الديكور بشكل شبه كامل عن خشبة المسرح، وارتداء الممثلين ملابس عصرية من سراويل الجينز، وحلل أنيقة مع رابطات عنق، وتنانير عصرية،كما جاء فى تقرير الموقع الإلكترونى لهيئة الإذاعة البريطانية. ويشار إلى أن المسرحية، وإن كانت تدور فى بلاط إنجليزى، فى زمن آخر، وإن كان النبلاء والجنود يحملون أسماء إنجليزية صرفة، إلا أن القصة يمكن أن تحدث فى أى "مملكة" أخرى، فى أى عصر آخر، كمعظم مسرحيات هذا الكاتب الفذ، ابن كل العصور، والناطق بلسان كافة الثقافات، فدائما هناك أشراف يرتكبون خيانات، ملوك يرتكبون حماقات، جيوش تساق إلى هزائمها هنا وهناك، وضباط يفور دمهم، غيرة على الشرف، ويطلبون النزال فى الحال. والمخرج كونول موريسون ولم يجد ضرورة لأن يرتدى ممثلوه أزياء تنتمى إلى عصر آخر، حتى إن بعضهم كان يلف على كتفه الكوفية الفلسطينية. كما يشار إلى أنه رغم جو لندن البارد، حيث لم تتجاوز الحرارة العشر درجات مئوية، لا بد أن ممثلى فرقة عشتار سعدوا برؤية جمهور متحمس يأتى لمشاهدتهم، وقوفا، متحديا لسعة البرد، ويكافؤهم بتصفيق حاد فى النهاية. وكانت مسارح لندن قد استضافت مهرجان "مسرح شكسبير العالمى" الذى بدأ من 21 إبريل الماضى ويستمر لمدة 6 أسابيع، ويأتى هذا المهرجان ليفتح الفرصة للفرق المسرحية الشابة لعرض أعمال شكسبير بلغات عديدة ومن بلاد وجنسيات مختلفة، وذلك فى إطار موسم الأولمبياد الثقافى الذى تنظمه مدينة لندن. ويشهد المهرجان عرض مسرحية "روميو وجولييت" الذى تقدمه فرقة مسرحية عراقية فى لندن، من إخراج العراقى مناضل داوود، الذى اقتبس النص الشكسبيرى ليسقطه على الواقع العراقى الطائفى الراهن، موظفا عناصر محلية تراثية كالموسيقى والشعر.