تذكرنا خامة الجلد بالإنسان البدائى القديم والحياة الصعبة الجافة قبل ظهور الأقمشة، وكانت الجلود هى القاسم المشترك فى استخدامات الحياة اليومية وقتها، ولقد دبغ قدماء المصريين جلودًا شديدة التّحمُّل وُجدت بحالة جيدة فى حفرياتهم، ويرجع عمرها إلى أكثر من 3,000 سنة. ولهذا قامت رانيا رشوان، مصممة المشغولات الجلدية، بالاقتداء بجدودها القدماء المصريين واختارت خامات الجلود لتعمل بها وتعمل على استغلال خامة الجلود فى تصميم العديد من المشغولات سواء كان حلى أو حقائب وأحزمة أو حتى المحافظ. ولم يمنع رانيا صعوبة العمل مع الجلود وحتى كونها امرأة فى استكمال موهبتها لإنتاج وتصميم أفضل المشغولات من الجلود على اختلاف أنواعها سواء كان سميك أو خفيف وعلى حسب نوع الحيوان التى تستغل جلودها. ولم تمنع نعومة أيدى رانيا كونها سيدة من التعامل مع قسوة الخامة وتطويعها بالأساليب المختلفة عن طريق حرق الجلود أو الضغط عليها، بل كل هذه الصعوبات والعوائق أعطت لها دفعة وأعطتها الحماس لشغل الجلد كما تريد وتحصل على الصورة النهائية له. وتقول رانيا "استهلكت مهنة تصنيع المشغولات الجلدية من صبرى ووقتى الكثير فهى مهنة تحتاج لصبر و"بال طويل" لأنها صعبة ودائما نجدها تقتصر على عمل الرجال فقط، لهذا وقع اختيارى عليها، نظرا لأن العمل بها وبالمشغولات الجلدية تراجع ولم يعد مثلما كان ولا توجد أيادٍ كثيرة تعمل به".