رسمياً خلال ساعات.. رابط التسجيل بالكشف الطبي للطلاب الجدد بجامعة حلوان    «التنمية المحلية»: إزالة 1935 حالة تعد على الأراضي الزراعية والمباني المخالفة    قطع المياه عن 19 قرية في المنوفية للصيانة الدورية غدا    «القاهرة الإخبارية»: إسرائيل تلقي منشورات ببلدة الوزاني اللبنانية لإخلائها    مدبولي يتوجه إلى الرياض لبحث ملفات تعزيز التعاون المشترك والقضايا الإقليمية    بث مباشر مباراة الأهلي وجورماهيا الكيني في دوري أبطال إفريقيا    توقيت متابعة مباراة الهلال السوداني ضد سان بيدرو في دوري أبطال إفريقيا    مباشر مباراة الأهلي وجورماهيا ببطولة دوري أبطال أفريقيا    القبض على عنصر إجرامي بحوزته مخدرات ب 8 ملايين جنيه    النيابة العامة تأمر بتشكيل لجنتين بشأن واقعة تصادم قطارين بمدينة الزقازيق    انخفاض درجات الحرارة وسقوط أمطار.. «الأرصاد» تكشف حالة الطقس اليوم وحتى نهاية الأسبوع    حقيقة إلغاء الفيزياء والكيمياء في منهج العلوم المتكاملة للصف الأول الثانوي    احتفال بيت الغناء العربي بذكرى المولد النبوي الشريف    يسري نصر الله ينعى الروائي إلياس خوري: «جمع بينا حبنا لفلسطين»    أجواء احتفالات صباحية بالمولد النبوى الشريف فى الأقصر.. مسيرات بالجمال والخيول والعربات تجوب القرى والنجوع وسط فرحة الأطفال.. ودورة الكرنك والعوامية بالشوم والعصى.. والمزمار والطبل الصعيدى أبرز المشاهد    محمد القس يروج لمسلسل «برغم القانون» قبل بدء عرضه اليوم على شاشة «on»    غدًا أمسية سينمائية بنكهة مهرجان بردية في نادي سينما المرأة    صور تهنئة بمناسبة المولد النبوي الشريف 2024.. ابعتها لأهلك وأصحابك    انتصار السيسي تهنئ الشعب المصري بذكرى المولد النبوي الشريف 1446    «الصحة»: تنفيذ برنامج متكامل لمكافحة المقاومة لمضادات الميكروبات في 60 مستشفى    «الشكاوى الحكومية» تستجيب لاستغاثة أم لحجز ابنها بمعهد الأورام    أخصائية تغذية: تناول حلوى المولد بعد وجبة غنية بالألياف والبروتين يقلل أضرارها    بمناسبة المولد النبوي.. "شبرا الخير" تُكرم 120 من حفظة القرآن الكريم باحتفالية "أهل القرآن" بالقاهرة الكبرى (صور)    القاهرة الإخبارية: 11 شهيدا فى قصف إسرائيلى استهدف مناطق متفرقة بمدينة غزة    بسبب المولد النبوي.. قرار قضائي جديد بشأن محاكمة متهمي "أحداث المنصة"    حد السحب والإيداع من ماكينات ATM خلال إجازة البنوك    الحكومة الأردنية تقدم اسنقالتها بعد استحقاق انتخابات مجلس النواب العشرين    الأمم المتحدة: داعش دمر العشرات من مواقع التراث الثقافى فى العراق    محافظ الجيزة يهنئ السيسي بالمولد النبوي الشريف    وزير الدفاع يتفقد قاعدة محمد نجيب العسكرية للوقوف على الاستعداد القتالي للقوات    «التعليم العالي» تنتهي من تنسيق المرحلة الثالثة بعد غد.. متى تظهر النتيجة؟    لتصحيح المسار.. أرسنال يتحدى توتنهام في ديربي لندن بالدوري الإنجليزي    خالد جلال ناعيا ناهد رشدي: فقدنا فنانة قريبة من وجدان الجماهير    رئيس جهاز مدينة 6 أكتوبر يتفقد المشروعات الجارية بمنطقة الحزام الأخضر    أستاذ تخطيط عمراني يكشف تفاصيل طرح وحدات سكنية بمقدم 10% بالمدن الجديدة    «المؤتمر»: الاستراتيجية الوطنية لحقوق الإنسان إطار شامل لتحقيق العدالة الاجتماعية    الحوار الوطني يهنئ الشعب المصري والأمة الإسلامية بذكرى المولد النبوي    بمشاركة 600 طالب.. انطلاق الأسبوع الأول لشباب الجامعات التكنولوجية الثلاثاء بالإسكندرية    أوكرانيا: ارتفاع عدد قتلى وجرحى الجيش الروسي إلى 633 ألفا و800 جندي منذ بداية الحرب    محاكمة عاطلين بتهمة سرقة هواتف المواطنين بالشروق    الصحة: ارتفاع عدد وفيات حادث قطاري الزقازيق إلى 4 حالات    أشرف عقبة: مبادرة «بداية» تهتم بالصحة ومنع انتشار الأمراض    انخفاض جديد في أسعار السمك اليوم الأحد 15-9-2024 بالأسواق    10 أدعية مستجابة في ذكرى المولد النبوي    متحدث الزمالك: جوميز لم يطلب تدعيم الدفاع.. وهدفنا الفوز بكل البطولات    وزير السياحة يوجه بسرعة استعداد المعابد الأثرية للموسم الشتوي    "حذفنا الحشو".. التعليم توجه رسالة لأولياء الأمور بشأن المناهج الدراسية    الحوثيون ينفذون عملية عسكرية نوعية قصفت هدفا عسكريا في منطقة يافا    شاب ينهي حياة آخر طعنا بالرقبة في شبرا الخيمة    نص كلمة أمين مجلس كنائس الشرق الأوسط في الاحتفال باليوبيل الذهبي لتأسيسه    «حديد عز يرتفع مجددا».. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 15 سبتمبر 2024 في الأسواق    4 خطوات للاستعلام عن المخالفات المرورية (تعرف عليها)    إسرائيل تعلن انفجار مسيرة فى بلدة المطلة الحدودية    بفندق الإقامة.. محاضرة بالفيديو من كولر للاعبي الأهلي قبل مواجهة جورماهيا    فى الذكرى ال23 11 سبتمبر كيف تغير وجه العالم؟    «المصرية للاتصالات» يتعاقد مع مهاجم الأهلي    عاجل - يظهر بلون مائل إلى الأحمر.. اعرف موعد ومراحل الخسوف القمري    ملف يلا كورة.. فوز الزمالك وبيراميدز.. كيف يفكر كولر؟.. وبداية رحلة الأهلي الأفريقية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا.. التحذير من الطلاق موضوع خطبة الجمعة القادمة
نشر في اليوم السابع يوم 03 - 09 - 2024

حددت وزارة الأوقاف المصرية موضوع خطبة الجمعة القادمة 6 سبتمبر 2024م بعنوان : وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا.
وقالت وزارة الأوقاف إن الهدف المراد توصيله إلى جمهور المسجد من خلال هذه الخطبة يهدف إلى توجيه وعي جمهور المسجد إلى البعد التام والاجتناب التام للطلاق وكل ما يؤدي إليه من أسباب، وذلك من خلال التأكيد على مكانة الزواج وقيمته السامقة العالية، وبيان فائدة وصف عقد الزواج بالميثاق الغليظ، مع ضرب نماذج من صور بديعة للحياة الزوجية الكريمة التي أعلت من قدر ذلك الميثاق الغليظ، وتقديس التراث المصري الأصيل للزواج ومسئولية الزوجين والأهل عن استقراره، وأن من دلائل حكمة الميثاق الغليظ رعاية الود، والتجمل بالإنصاف، مع ضرورة التحذير من خراب البيوت الذي هو مقصد الشيطان الأعظم.
وفيما يلي نص خطبة الجمعة :
وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، بَدِيعِ السَّمَاواتِ وَالأَرْضِ، وَنُورِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَهَادِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، أَقَامَ الكَوْنَ بِعَظَمَةِ تَجَلِّيه، وَأَنْزَلَ الهُدَى عَلَى أَنْبِيَائِهِ وَمُرْسَلِيه، وأَشهدُ أنْ لَا إلهَ إِلا اللهُ وحدَهُ لا شَريكَ لَهُ، وأَشهدُ أنَّ سَيِّدَنَا مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَفِيُّهُ مِنْ خَلْقِهِ وَحَبِيبُهُ، اللَّهُمَّ صَلِّ وسلِّمْ وبارِكْ علَيهِ، وعلَى آلِهِ وَأَصحَابِهِ، ومَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إلَى يَومِ الدِّينِ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ لِلزَّوَاجِ فِي الإِسْلَامِ مَكَانَةً سَامِيَةً وَقِيمَةً سَامِقَةً عَالِيَةً، وَلَكِنَّ العَجَبَ لَا يَنْقَضِي! لِمَاذَا يَتَهَاوَنُ بَعْضُ النَّاسِ بِقُدْسِيَّةِ الزَّوَاجِ وَمَكَانَتِهِ؟! لِمَاذَا لَا يُقَدِّرُ البَعْضُ هَذَا الرِّبَاطَ الإِلَهِيَّ المُقَدَّسَ قَدْرَهُ، وَيَتَسَاهَلُ فِي حَلِّهِ وَنَقْضِه؟ لِمَاذَا شَاعَ الطَّلَاقُ فِي زَمَانِنَا؟ مَعَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى وَصَفَ عَقْدَ الزَّوَاجِ فِي القُرْآنِ الكَرِيمِ وَصْفًا عَظِيمًا يَأْخُذُ بِالأَلْبَابِ وَيَدْعُو العُقُولَ إِلَى التَّوَقُّفِ وَالتَّفَكُّرِ وَالتَّأَمُّلِ، إِنَّ الزَّوَاجَ لَيْسَ مُجَرَّدَ وَرَقَةٍ تُكْتَبُ وَتُوَثَّقُ، أَوْ صِيغَةَ إِيجَابٍ وَقَبُولٍ فِي مَحْفِلٍ عَامٍّ، إِنَّهُ المِيثَاقُ الغَلِيظُ، يَقُولُ اللهُ سُبْحَانَهُ: {وَأَخَذْنَ مِنْكُمْ مِيثَاقًا غَلِيظًا}.
انْتَبِهُوا يَا سَادَة! إِنَّ وَصْفَ عَقْدِ الزَّوَاجِ بِالمِيثَاقِ الغَلِيظِ هُوَ عَيْنُ مَا وَصَفَ اللهُ تَعَالَى بِهِ المِيثَاقَ الَّذِي أَخَذَهُ مِنَ النَّبِيِّينَ عَلَيْهِمُ السَّلَامُ، حَيْثُ قَالَ تَعَالَى: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِنَ النَّبِيِّينَ مِيثَاقَهُمْ وَمِنكَ وَمِن نُّوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ وَأَخَذْنَا مِنْهُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا}.
أَيُّ بَلَاغَةٍ وَأَيُّ رَوْعَةٍ تَصِفُ الزَّوَاجَ وَتُؤَصِّلُ قُدْسِيَّتَهُ؟! أَلِهَذَا الحَدِّ يُرِيدُ الشَّرْعُ الشَّرِيفُ أَنْ يُعَظِّمَ فِي قُلُوبِنَا وَعُقُولِنَا شَأْنَ الزَّوَاجِ؟ إِنَّهُ مِيثَاقٌ غَلِيظٌ، عَهْدٌ مَتِينٌ، شَدِيدٌ قَوِيٌّ، صَامِدٌ مَعَ الأَزَمَاتِ، صُلْبٌ عِنْدَ المُشْكِلَاتِ، عَصِيٌّ عَلَى النَّقْضِ وَالتَّمْزِيقِ، عَقْدٌ مُقَدَّسٌ وَرِبَاطٌ مُؤَكَّدٌ، وَاجِبُ الحِفْظِ وَالصِّيَانَةِ وَالوَفَاءِ.
أَيُّهَا النَّاسُ! اقْدُرُوا لِهَذَا الِميثَاقِ الغَلِيظِ قَدْرَهُ! إِنَّ الزَّوَاجَ رِحْلَةُ عُمْرٍ جَمِيلَةٌ، أَنِيسُهَا الحُبُّ وَالوُدُّ وَالرَّحْمَةُ، زَوْجٌ يَجِدُ عِنْدَ زَوْجِهِ الهُدُوءَ مِنْ ضَجِيجِ الحَيَاةِ، يَلْقَى البَسْمَةَ عِنْدَ الضِّيقِ، وَالرَّاحَةَ عِنْدَ التَّعَبِ، وَالسَّكَنَ عِنْدَ القَلَق!
وَانْظُرُوا إِلَى هَذِهِ الصُّورَةِ البَدِيعَةِ مِن زَوْجَيْنِ كَرِيمَيْنِ عَرَفَا قَدْرَ ذَلِكَ الِميثَاقِ الغَلِيظِ، وَالرِّبَاطِ المُقَدَّسِ، فَكَانَ كُلٌّ مِنْهُمَا سَنَدًا لِصَاحِبِهِ، دِفْئًا عِنْدَ البَرْدِ، نَسَمَةً فِي القَيْظِ، أَمَانًا عِنْدَ الخَوْفِ، طِبًّا لِلْجُرُوحِ! فَهَذَا نَبِيُّنَا صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أَنْ بُدِئَ بِالوَحْيِ الشَّرِيفِ رَجَعَ إِلَى بَيْتِ زَوْجِهِ سَيِّدَتِنَا أُمِّ المُؤْمِنِينَ خَدِيجَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا يَرْجُفُ فُؤَادُهُ، وَهُوَ يَقُولُ: زَمِّلُونِي، زَمِّلُونِي، فَزَمَّلَتْهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، وَضَمَّتْ عَلَيْهِ الأَغْطِيَةَ وَالثِّيَابَ، وَهُوَ صَلَوَاتُ رَبِّي وَسَلَامُهُ عَلَيْهِ يَقُصُّ عَلَيْهَا خَبَرَ مَا رَأَى، ثُمَّ قَالَ لَهَا: «لَقَدْ خَشِيتُ عَلَى نَفْسِي»، فَقَالَتْ لَهُ زَوْجُهُ الفَاضِلَةُ العَاقِلَةُ الحَنُونُ تَجْبُرُ خَاطِرَهُ: كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَ اللهِ لَا يُخْزِيكَ اللهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ.
أَيُّهَا السَّادَةُ الكِرَامُ! إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجَعَ لِسَكَنِهِ، عَادَ لِزَوْجِهِ، لِيَجِدَ عِنْدَهَا الدِّفْءَ وَالأَمَانَ وَالتَّثْبِيتَ، وَكَانَتْ زَوْجُهُ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا عِنْدَ حُسْنِ الظَّنِّ، فَوَجَدَ مِنْهَا كُلَّ حِكْمَةٍ، وَكُلَّ دَعْمٍ، وَكُلَّ نَصْرٍ، وَكُلَّ عَوْنٍ، وَكُلَّ حُبٍّ. هَكَذَا يَكُونُ الزَّوَاجُ، هَكَذَا تَحْلُو الحَيَاةُ!
*
الحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِينَ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى خَاتَمِ الأَنبِيَاءِ وَالمُرْسَلِينَ، سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ (صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ)، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، وَبَعْدُ:
فَإِنَّ الإِنْسَانَ قَدْ تَأْتِيهِ سَاعَةُ غَضَبٍ، فَتَعْظُمُ فِي عَيْنِهِ عُيُوبُ الطَّرفِ الآخَرِ، وَلَكِنَّ العَاقِلَ مَنْ يَرْعَى الوُدَّ، وَيَتَجَمَّلُ بِالإِنْصَافِ، وَيُدْرِكُ أَنَّ ذَلِكَ الزَّوْجَ الَّذِي سَاءَهُ يَوْمًا قَدْ سَرَّهُ أَيَّامًا، فَيَتَحَلَّى بِالصَّبْر الجَمِيلِ، وَرَائِدُهُ فِي ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ: {وَعَاشِرُوهُنَّ بِالمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا}، وَقَوْلُ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إنْ كَرِهَ منها خُلُقًا رَضِيَ منها آخَرَ».
والحقُّ أَنَّ مَقْصدَ الشَّيْطَانِ الأَعْظَمَ هُوَ خَرَابُ البُيُوتِ! إِنَّهُ لَا يُرِيدُ لِلْبُيُوتِ أَنْ تَسْتَقِرَّ، لَا يُحِبُّ لِلْأُسَرِ أَنْ تَتَمَاسَكَ، يَقُولُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ إِبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ عَلَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَرَايَاهُ، فَأَدْنَاهُمْ مِنْهُ مَنْزِلَةً أَعْظَمَهُمُ فِتْنَةً، يَجِيءُ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: فَعَلْتُ كَذَا وَكَذَا، فَيَقُولُ: مَا صَنَعْتَ شَيْئًا، وَيَجِيءُ أَحَدُهُمْ، فَيَقُولُ: مَا تَرَكْتُهُ حَتَّى فرَّقْتُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَهْلِهِ، فَيُدْنِيهِ مِنْهُ، وَيَقُولُ: نِعْمَ أَنْتَ!».
أَيُّهَا السَّادَةُ! لَقَد تَرَبَّيْنَا فِي تُرَاثِنَا المِصْرِيِّ الأَصِيلِ أَنَّ الرَّجُلَ يُنظَرُ إِلَيْهِ بِعَيْنِ السُّوءِ وَالانْتِقَاصِ إِذَا لَمْ يَكُنْ خَلِيقًا بِالحِفَاظِ عَلَى سَلَامَةِ بَيْتِهِ وَاسْتِقْرَارِ أُسرَتِهِ، كَمَا تَرَبَّيْنَا أنَّ الزَّوْجَةَ لَا تَتْرُكُ بَيْتَ زَوْجِهَا، وَإِنَّمَا تَصْبِرُ عَلَى أَزَمَاتِ حَيَاتِهَا، وَأَنَّ الزَّوْجَيْنِ حَكِيمَانِ يَعْرِفَانِ كَيْفَ يُدِيرَانِ خِلَافَاتِ البَيْتِ، يُقَدِّرُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، يَسْمَعُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، يَحْتَوِي أَحَدُهُمَا الآخَرَ، يَغْفِرُ أَحَدُهُمَا لِلآخَرِ، كُلُّ ذَلِكَ فِي رِعَايَةٍ مِنْ أَبٍ وَأُمٍّ يَشُدَّانِ عَلَى أَيْدِي الزَّوْجَيْنِ، يَنْقُلَانِ لَهُمَا خِبْرَاتِ الحَيَاةِ بِرَجَاحَةٍ وَكياسَةٍ وَحِكْمَةٍ وَسَعَةٍ وَتَأنٍّ وَصَبْرٍ ولُطْف.
اللَّهُمَّ احْفَظْ بُيُوتَنَا وَأَنْزِلْ عَلَيْهَا السَّكِينَةَ وَالمَوَدَّةَ وَالأُلْفَةَ وَالرَّحْمَةَ


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.