تبدأ قناة الجزيرة الوثائقية خلال شهر مايو الجارى عرض سلسلة من الأفلام الوثائقية بعنوان "حكاية سيدة عربية"، وهو عمل وثائقى ضخم يدور حول المشاكل التى تتعرض لها المرأة بمختلف الأقطار العربية، وهو من إنتاج وتنفيذ قسم الأفلام الوثائقية بشركة بيراميديا. وتتناول السلسلة قصصاً وتفاصيل حقيقية عن المرأة العربية، وتعكس طبيعة القضايا التى تواجه المرأة وأثرها على المجتمعات العربية، حيث صرحت الإعلامية نشوة الروينى، الرئيس التنفيذى لشركة بيراميديا، بأن السلسلة تعرض معايشة المرأة للعديد من التحديات التى تنبع من المجتمع بغض النظر عن ارتباط هذه التحديات بثقافة معينة أو بظرف معيشى ما، وتتناول كل حلقة قضية اجتماعية بكل أبعادها والآثار المترتبة عليها من خلال قصة البطلة التى تحكى معاناتها للتعرف على جذور المشكلة الخاصة بها. وأضافت الروينى: تنبع فكرة العمل من إيماننا بدور المرأة فى النهوض بالمجتمع، إضافة إلى تشابه القضايا والمشكلات التى تواجه المرأة فى جميع الدول العربية مع اختلاف الأوجه، كما أنه يعد نتاجاً لجهودى فى العديد من المحافل الرسمية والأهلية المعنية بقضايا المرأة والطفل وخلاصة تجارب عديدة قدمتها سابقاً فى مختلف مشروعات الشركة والتى حرصت على طرح قضايا المرأة بهدف الضغط على صانعى القرار لتحقيق مبدأ المساواة للمرأة. وقالت الروينى إن أهمية الفيلم تكمن فى كونه مادة وثائقية تقدم الحقيقة وتختلف عن بقية الفنون التلفزيونية الأخرى، مثل الدراما والتى يمكن أن تتضمن آراء بعض القائمين عليها، كما أنه يكشف عن قدرة المرأة على التكيف مع بعض التحديات القسرية فى سبيل الحفاظ على كيان الأسرة، كما أن تناول هذه التحديات فى وسائل الإعلام يساهم بشكل كبير فى تغيير الصورة السلبية للمرأة العربية عند بقية المجتمعات الأخرى، إذ توصف المرأة بنعوت غير مناسبة لمكانتها واتهامها بالتخلف الفكرى وعدم النضج العقلى، مشيرة إلى جدية الإعلام وقدرته على تقديم محتوى حول العنف تجاه المرأة من خلال الكشف عن المعتقدات السلبية فى المجتمع العربى والتى تساهم فى زيادة معاناة المرأة. وتطرقت شيرين فوزى، منتج منفذ السلسلة الوثائقية، إلى بعض القصص التى تتضمنها السلسلة الوثائقية والتى تم إعدادها وتنفيذها على مدار عام كامل وقالت: يطرح الفيلم مجموعة من القضايا أهمها النظرة المجتمعية للمرأة المغتربة وتأثير هذه النظرة على حقوق المرأة، من خلال عرض قصة إحدى المغتربات عن وطنها الأم ومحاولة تحقيق ذاتها والاندماج فى مجتمع جديد، أو تطوع إحداهن فى جمعية خيرية وتبنيها لأكثر من 75 طفلاً بعد حرمانها من الإنجاب، كما يعرض الفيلم بعض المفاهيم التقليدية المجحفة بحق المرأة فقط لكونها أنثى أو التشكيك فى قدرتها على تحمل المسئولية من خلال عرض نموذج للمرأة المديرة. وحول الصعوبات التى واجهت فريق العمل خلال إعداد هذه الأفلام قالت شيرين فوزى: كان همنا الأول منح هذه السلسلة الوثائقية حقّها من المصداقية على أرض الواقع من خلال التصوير مع شخصياتها الحقيقية، بالرغم من تعدد الدول العربية التى تم التصوير بها، وتزامن بعضها مع قيام ربيع الثورات ببعض دول المنطقة، إضافة إلى حرص شركة بيراميديا على أن يكون إنتاجها الوثائقى يمس المشاكل الحياتية للمرأة العربية وهذا ما يفسر تصوير العديد من الحالات بخمس دول هى مصر، الأردن، الإمارات، المغرب وسوريا. الجدير بالذكر أن سلسلة "حكاية سيدة عربية" يعد التعاون الثانى بين شركة بيراميديا وقناة الجزيرة الوثائقية بعد بثها للوثائقى "خلف الحقيقة" والذى تناول القضايا الشائكة والحساسة بالوطن العربى.
