أطلق مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء بالتعاون مع الوكالة الأسبانية للتعاون التنموى الدولى مشروعات التعاون المشترك بين الجانبين فى مجالات استطلاعات الرأى والتحول الديمقراطى. وقال السفير أشرف حمدى نائب مساعد وزير الخارجية للاتحاد الأوروبى فى كلمته خلال الاجتماع التنسيقى لإطلاق المشروعات والذى عقد مساء، أمس الاثنين، إن التجربة الأسبانية يمكن الاستفادة منها فى مصر خلال مراحل التحول الديمقراطى والتى تشهدها البلاد حالياً. وأوضح حمدى، أن التجربة الأسبانية فى الأساس كانت قائمة على التحول الاقتصادى ثم واكبها مراحل تحول سياسى وثقافى، مشيراً إلى أن أهم الركائز الأساسية التى قام عليها التحول إلى الديمقراطية هو النهوض بالمستويات التعليمية والصحية والارتقاء بالطبقة المتوسطة. وأضاف أن الدول الأوروبية دعمت أسبانيا خلال مرحلة العبور للديمقراطية عن طريق تقديم المساعدات المالية ومساندة الصناديق الأوروبية لها. وأشار إلى أن مصر ستستفيد خلال المرحلة الراهنة من النموذج الأسبانى واستخدام الجوانب الإيجابية فيه بما يتلائم مع واقع المجتمع المصرى، منوهاً إلى الاختلاف بين التجربتين فى المناخ المحيط بهما فأسبانيا تتمتع باستقرار نسبى خلال تلك المرحلة على عكس المناخ المصرى والذى يتسم بالاضطرابات على كافة المستويات. ومن جانبه، أوضح الدكتور حاتم القاضى رئيس مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار التابع لمجلس الوزراء، أن بعض الدول العربية تمر الآن بمرحلة الربيع العربى والتى تتطلب منها أن تواجه عددا من التحديات للوصول إلى الحريات وتحقيق الديمقراطية، وقال "إن مصر بدأت فى مرحلة التحول للديمقراطية والتى تهدف إلى إعادة النظر فى خارطة القوة على مستوى النظام السياسى، والعمل على إعادة التوازن بين القوى الرسمية المتمثلة فى الدولة والمؤسسات غير الرسمية متمثلة فى منظمات المجتمع المدنى، مما يتطلب منها الاستفادة والاستعانة بالخبرات الدولية المماثلة ومعرفة النقاط الإيجابية التى مرت بها الدول المختلفة لتدعيم خطواتها خلال المرحلة المقبلة". وأشار القاضى إلى أن التجربة الأسبانية من التجارب الدولية الناجحة على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والاجتماعية والتى يحتذى بها فى التحول لدولة ديمقراطية ويمكن لمصر الاستفادة من كافة المراحل التى مرت بها ومعرفة أهم ما يميزها وأسباب نجاحها وتجنب السلبيات التى قابلتها. وأضاف أنه تم الاتفاق مع الوكالة الأسبانية للتعاون التنموى للاستفادة من مشروعات التعاون فى رفع وبناء القدرات البحثية، واستطلاعات الرأى العام بجانب المساعدة فى تحول مصر إلى الديمقراطية عن طريق خلق مناخ عمل يستهدف تقديم مجموعة من الرؤى عن كيفية تحقيق أهداف العمل ودعم عملية صناعة القرار وتعزيزها من خلال الاستفادة من التجربة الأسبانية. ومن ناحية أخرى، أوضح سفير إسبانيا بالقاهرة فيدل سنداجورتا أن مصر ترتبط بعلاقات صداقة وتعاون متبادل مع العديد من الدول الأوروبية وأنها يمكنها الاستفادة من التجارب المختلفة والتى مرت بها دول منطقة اليورو فى مرحلة التحول للديمقراطية. وقال إن التجربة الأسبانبة يمكن الاستفادة منها فى الحياة اليومية المصرية لتقاربها فى بعض الجوانب معها، مشيرا إلى أن التعاون بين البلدين فى ذلك المشروع سيجعل من السهل الاستعانة بالخبرات الأسبانية فى كافة المستويات سواء السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، وذلك عن طريق مشاركة الخبراء والباحثين فى نقل التجربة ومعرفة الدروس المستفادة والنقاط الإيجابية والسلبية التى واجهتها وملاءمتها مع طبيعة المجتمع المصرى. ونوه سنداجورتا، أن مصر تتمتع بالقوة الكافية للعبور للديمقراطية وأن شعبها يتمتع بالشجاعة وقوة الإرادة والحرية وتلك المقومات ستساعدها على التغير والنجاح السريعة خلال الفترة المقبلة. وبدوره، قال الدكتور مصطفى عيسى رئيس القسم الأوروبى بوزارة التعاون الدولى - فى كلمته، التى ألقتها نيابة عنه إيمان تمام مسئول برنامج التعاون مع غرب أوروبا بوزارة التعاون الدولى، - إن حجم الاستثمارت بين مصر وأسبانيا والتى بدأت منذ عام 1991 بلغت نحو 72ر173 مليون دولار من خلال إبرام عدد من الاتفاقيات فى مجال التعاون المشترك للعديد من المشاريع تتضمن منها مشروع المياه فى الزعفرانة بتكلفة 48 مليون يورو، فضلا عن مشروع كهربة السكة الحديد "خط قليوب شبين" بتكلفة نحو 7.7 مليون يورو، بالإضافة إلى إنشاء 4 محطات للصرف الصحى فى العديد من المناطق منها الجيزة وأسيوط وأسوان بتكلفة تبلغ 4ر13 مليون يورو. وأضاف أنه يمكن تدعيم برنامج التحول الديمقراطى فى مصر خلال الفترة الآنية من خلال الاستفادة من الخبرات والتجارب التى مرت بها أسبانيا، لافتاً إلى أهمية التركيز على مشروع تطوير التعليم فى الشرق الأوسط.