سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في المحنة منحة.. "فارس" تحدى سرطان القولون ليتفوق في الثانوية العامة وحصل على 90 %.. استأصل جزء من الأمعاء وشفاه الله من السرطان.. يحلم بالالتحاق بكلية الطب والتخصص فى علاج الأورام.. فيديو وصور
يجسد الطالب "فارس أيمن السيد فارس" ابن قرية سنهوت بمركز منيا القمح بمحافظة الشرقية، واحدة من القصص الملهمة لأولئك الذين ابتلاهم الله بالمرض ليكتبوا فيما بعد فصول من النجاح والتفوق بإرادة مستحيلة؛ إذ ابتلاه الله منذ كان رضيعا عمره أربعون يوما بانسداد في الأمعاء يستلزم تدخلا جراحيا وقتها لاستئصال جزء من الأمعاء، ومع وصوله الصف السادس الابتدائي داهمته آلام الزائدة الدودية ليتم استئصالها هي الآخرى، قبل أن يتبين بعد عام واحد وجود بؤرة سرطانية في القولون استلزمت رحلة علاجية كبيرة مع الإشعاع الكيماوي حتى عافاه الله، لكن تلك الابتلاءات لم تمنعه التفوق في كل المراحل الدراسية. "الحمد لله على كل حال".. بهذه الكلمات بدأ "فارس" حديثه ل "اليوم السابع"، مؤكدا أن رحلته مع المرض تفوق الوصف والحديث، لكنه كرم الله وفضله عليه بأن يتعافى ويكمل مسيرته رغم المعاناة التي عاشها منذ كان رضيعا. أوضح فارس، أن مرضه لم يمنعه من التفوق واستذكار دروسه بكل حرص؛ حيث كان من الأوائل طوال سنواته الدراسية، ولم تنقص درجاته سوى 3 درجات فقط في الشهادة الإعدادية وكان وقتها ترتيبه الثاني على مستوى المدرسة، قبل أن يشير إلى أن تحصيله العلمي وحده يفوق ما يحصله بمعاونة الدروس الخصوصية. وعن رحلته مع المرض، يشير فارس إلى أن معاناته الأكبر كانت منذ اكتشاف إصابته بمرض السرطان في القولون، حيث كان يتلقى جرعات علاج كيماوي بصورة دورية ومتابعة كبيرة واهتمام من جانب أطباء قسم الأورام في مستشفيات جامعة الزقازيق، وخاصة الدكتور رشا حجاج، رئيس قسم الأورام بجامعة الزقازيق، والذين كانوا يعاملونه كما لو كان ابنهم، فيما كان الجهد الأكبر يقع على عاتق والده لما يتحمله من مشقة طوال فترة المرض، وكذلك الجيران الذين كان له نصيبا كبيرا من دعواتهم و اهتمامهم ودعمهم المعنوي الكبير له. أكد "فارس" على أن تفوقه في الثانوية العامة شعبة علمي علوم وحصوله على مجموع درجات بنسبة نجاح بلغت 90% أمر ليس بالسهل على الإطلاق في ظل ظروف صعبة، لكنه كرم الله وفضله عليه، لافتا إلى أنه كان يذاكر لمدة 10 ساعات متواصلة بصورة يومية تبدأ بعد فروغه من صلاة الفجر. وعن حلمه وما يرجو تحقيقه، يقول الطالب "فارس" إنه يحلم بالحصول على منحة من إحدى الجامعات الخاصة للالتحاق بكلية الطب البشري ودراسة طب الأورام والتخصص فيه لمساعدة المرضى الذين يعانون من الأورام والتخفيف عنهم. يلتقط "أيمن السيد فارس" والد "فارس"، أطراف الحديث والدموع في عينيه، ليشير إلى أن الله أكرمه كثيرا في نجله، وأنه لا يزال يذكر دعوة والدته له منذ كان نجله رضيعا: "دعوة أمي قاعدة لي وكانت دايما تدعي لي ان ربنا هيراضيني في فارس ومش هيؤذيني فيه والحمد لله ربنا فضله كبير علينا". وأوضح والد فارس، خلال حديثه ل "اليوم السابع"، أن أهالي القرية لهم فضل كبير بالدعم النفسي والمعنوي وكانوا يتعاملون وكأنهم أسرة واحدة يربط بينها الود، وكثيرا ما كانوا يدعون لنجله بأن يمن الله عليه بالشفاء ويرزقه التفوق والنجاح.