اللواء إسماعيل عتمان رفض انتقالى للتليفزيون المصرى لأنى قادم من ميدان التحرير.. ومذيعو "أمن الدولة" مازالوا يسيطرون على الشاشات التيارات الدينية تحارب حرية الصحافة والإعلام.. ولا يناقشون القوانين إلا حين تصب فى مصالحهم الشخصية أثبت من خلال شاشة قناة الجزيرة تميزه الإعلامى، ثم أصبح وجها جماهيريا بعد حدوث الثورة من خلال شاشة النهار التى أتى إليها من ميدان التحرير مباشرة، حاملا معه آراءه الثورية، وأجندته المعارضة للنظام ولفلوله الذين مازالوا يتحكمون فى مصر. حسين عبدالغنى، مقدم برنامج آخر النهار مع محمود سعد، أفصح فى حواره مع «اليوم السابع» عن آرائه فيما يحدث فى مصر حاليا على الساحتين الإعلامية والسياسية. لقبت بمذيع الثورة، ومع ذلك تعاقدت مع قناة النهار التى يتهمها البعض بأنها من بين قنوات الفلول.. فما تعليقك؟ - تركت قناة الجزيرة بعدما قدمت الاستقالة 5 مرات وبعد أن عرضوا على مواقع أكبر مما كنت أتولاها، لكننى أصررت على الاستقالة عندما شعرت بأن السياسة التحريرية للجزيرة حدث بها تغيير يقيد حريتى، أما بالنسبة لقناة النهار فرفضت فى البداية التعاقد معها عندما ترددت أقاويل حول ملكية القناة لأشخاص ينتمون إلى النظام السابق، لكن القائمين على «النهار» أثبتوا لى بالأوراق القانونية عدم صحة هذه الأقاويل، وأنه ليس لها أى علاقة بهذه الشخصيات، والأهم أنه لا يوجد أى واحد يتدخل فى السياسة التحريرية لحلقات برنامجى. تم ترشيحك لأكثر من منصب فى ماسبيرو كان آخرها رئاسة قناة النيل للأخبار.. فماذا حدث؟ - بالفعل عرض علىّ العديد من المناصب فى التليفزيون المصرى، ولم أرفض أى عرض أو وصفت العاملين بالمبنى أنهم غير مهنيين مثلما أشيع، بل على العكس رحبت، وكان لدى استعداد حتى لو عملت بلا أجر، ولكن هناك عضوا بالمجلس العسكرى وهو اللواء إسماعيل عتمان وكان مسؤولا عن ماسبيرو، رفض انضمامى إلى ماسبيرو واعتبر لأننى قادم من ميدان التحرير يصعب السيطرة على، وكان هذا كافيا فى نظره لاستبعادى من أى ترشيح لأن هذا سوف يسبب المتاعب. لماذا لا تهتم برامج «التوك شو» بتحليل التاريخ المصرى؟ - فى كثير من الأحيان نستدعى أحداثا تاريخية معينة تمكننا من فهم المرحلة الحالية، وهو أمر طبيعى، فعلى سبيل المثال دائما ما نتحدث عن ثورة 52 ودستور 54 و23 من الدساتير القديمة التى تم وضعها، ففى أحد حواراتى مع الراحل البابا شنودة استدعينا التاريخ فى كثير من الموضوعات مثل علاقته بالرئيسين عبدالناصر والسادات، وعلاقة آباء مهمين وقت ثورة 19، وأيضا نحاول استضافة ضيوف ليكشفوا لنا أوقات النهضة فى الخلافات الإسلامية المختلفة. وهل ترى أن ضخ الأموال الخليجية فى الإعلام من الممكن أن يؤثر على الثورة المصرية؟ - لا شك أن هناك مخططا سعوديا لإسقاط الريادة المصرية لأن نهوض الدولة المصرية سيعيد إليها الريادة الإقليمية، وهو ما تحاربه السعودية بكل ما تملكه من إمكانيات، وللنوايا السعودية السيئة تجاه مصر جذور تاريخية منذ أن قمع إبراهيم باشا ثورة الوهابيين فى الحجاز، وأظن أن السعودية لن تنسى هذا، وتحاول استخدام الدين فى مخططها، لكن مصر تستمد قوتها من كونها دولة حضارية، وتعتمد على قوتها الناعمة وثقلها البشرى، وعلماء الإسلام يسلمون أن الدين الحقيقى موجود فى مصر، سواء الإسلام أو المسيحية، فالمصريون لديهم طريقتهم الخاصة والعميقة فى التدين. ما رأيك فى قانون العزل السياسى لفلول النظام السابق المطروح حاليا؟ وهل ترى أنه لابد أن يشمل الإعلام أيضا؟ - أرى أنه جاء متأخرا، فهو ما طالبت به الثورة عقب تنحى الرئيس المخلوع مبارك مباشرة لكن تمت المماطلة فى إصداره، والآن يحاول الإخوان والتيارات الدينية الضغط لإصداره بعدما احتاجت مصالحهم الشخصية لذلك، وهنا السؤال: أين كنتم؟ فالثوار قالوا لا للجنزورى ولكن الإخوان قالوا نعطى له فرصة، وفى النهاية انقلبوا عليه، والخلاصة أننى مع عزل الفلول بالطبع وإبعادهم عن المشهد السياسى والحديث عن التصالح أو «المصالحة» تهريج، أما فيما يتعلق بالإعلاميين فمذيعو أمن الدولة مازالوا مسيطرين على الشاشات والإعلام، مازال يحتاج إلى تطهير، خصوصا الإعلاميين الذين كانت وظيفتهم التسويق لنظام مبارك. هل تعتقد أن الإعلام المصرى بصفة عامة صدّر للمشاهد شخصيات كأنها قامت بالثورة وأغفل الثوريين الحقيقيين؟ - هناك قاعدة عامة أريد التأكيد عليها، وهى أن الناس دائما أعداء المجهول، فهناك الكثير من الناس وقفوا فى وجه نظام مبارك وأعوانه مثل الكاتب عبدالحليم قنديل الذى عانى معاناة شديدة فى ظل حكم مبارك، كما أن هناك بعض شباب الثورة يتصرفون بنبل وزهد ولا يحبون الظهور فى الإعلام، وهناك أيضا من هم على العكس من ذلك. كيف ترى تأثير القنوات الدينية على الوعى العام وما يترتب عليه من نتائج سياسية؟ - أنا ضد القنوات الدينية عموما، إذا كانت تتفرغ لإثارة الفتنة الطائفية وإهانة الرموز الدينية، أما إذا لعبت تلك القنوات دورها الطبيعى فى التنوير فمرحبا بها، ولكن فى الوقت نفسه أنا ضد استخدام العنف الأمنى لإغلاق تلك القنوات، فمازالت المخاوف قائمة من سيطرة الدولة وأجهزة الأمن على الإعلام، والمدهش أن حرية الصحافة والإعلام حاليا أصبحت تحارب من التيارات الدينية والأصولية منذ أن استحوذت على الأغلبية البرلمانية. ما رأيك فى زيارة المفتى الأخيرة للقدس وما تعرض له من هجوم واتهامه بالتطبيع؟ - تصرف مرفوض تماما، لأن المفتى لا يمثل نفسه إنما يمثل المؤسسة التى يرأسها والدولة والشعب الذى ينتمى له، فضيلة الشيخ على جمعة هو مفتى الديار المصرية وتحركاته تحمل رسائل ومعانى، وكان ينبغى على فضيلة المفتى أن يسير على نهج البابا شنودة عندما حرم المسيحيين من الذهاب إلى القدس والحج إليه على الرغم من أن قيمة القدس عند المسيحيين أقوى، فهى الأعلى مكانا لديهم، ولكن البابا شنودة كان يعرف أن ذهاب المسيحيين للقدس قد يعكر صفو علاقتهم بإخوانهم المسلمين.