سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إعلاميون وسياسيون يردون على هجوم "مرسى" و"الشاطر" ضد الإعلام.. "هجرس": هروب من الاعتراف بأخطائهم.. وزهران: الإخوان "فاشيون" وأتوقع تعليقهم المشانق لمخالفيهم.. وهاشم ربيع: "عنجهية" من الجماعة
رفض الإعلاميون والسياسيون الهجوم الذى شنه د. محمد مرسى، مرشح جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة لرئاسة الجمهورية، وعدد من قيادات الإخوان ضد الصحفيين والإعلاميين، معتبرين ذلك هروباً من أخطائهم التى كشفها الإعلام، وأيضا "عنجهية" لا مبرر لها، فيما توقع بعضهم أن يزيد هجوم الإخوان على الإعلام فى الفترة القادمة لتعرية مخططهم نحو الاستيلاء على السلطة فى مصر. من جانبه، قال الكاتب الصحفى سعد هجرس، مدير تحرير جريدة العالم اليوم، إن هجوم الدكتور محمد بديع، المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، والدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة، والمرشح لرئاسة الجمهورية، وقيادات الإخوان المسلمين إن الهجوم المتكرر على وسائل الإعلام غير منطقى وغير صحيح، لافتاً إلى أنهم يقعون فى خطأ التعميم فى حديثهم على كل وسائل الإعلام والإعلاميين بشكل عام، مبرراً هجومهم على وسائل الإعلام بأنه محاولة للهروب إلى الأمام بدلاً من الاعتراف بأخطائهم وتقديراتهم السياسية الخاطئة، وأن الحل الأمثل لديهم هو ترحيل المساءلة للهجوم على وسائل الإعلام، على حد قوله. وأضاف هجرس، فى تصريحات خاصة ل"اليوم السابع"، أن قيادات الإخوان المسلمين بتلك الهجوم يقومون بزيادة العداء مع الإعلام، قائلاً، "عليهم أن يشوفوا أخطاءهم، إذا كانوا يسمعون النصيحة، بدلاً من مهاجمة وسائل الإعلام"، موضحاً أن شعبية الإخوان المسلمين تدهورت فى الشارع المصرى فى الفترة السابقة بشكل كبير، ومحاولاتهم إقصاء التيارات السياسية فى المجتمع، ومحاولة الاستعلاء، مطالباً التيارات السياسية بعدم الرد عليهم بمحاولة إقصاء مضاد. من جانبه، قال حسين عبد الرازق، القيادى بحزب التجمع، إن هجوم الإخوان المسلمين على وسائل الإعلام، ناتج عن مساهمة وسائل الإعلام، فى كشف أخطائهم لهم، وممارساتهم الخاطئة التى تستهدف محاولة السيطرة والاستيلاء على مؤسسات الدولة، وإنكار وجود الآخرين، مؤكداً أن ذلك هو السبب وراء حملتهم المعادية لوسائل الإعلام. وأضاف عبد الرازق، أن القوى التى تنتقد الإعلام لأنه يعمل على كشف عوراتهم وأخطائهم. وفى السياق ذاته، قال الكاتب الصحفى صلاح عيسى، الأمين العام للمجلس الأعلى للصحافة، إن جماعة الإخوان المسلمين تقوم بتوجيه النقد المستمر لوسائل الإعلام، مطالبا وسائل الإعلام بأن يكون لديها سعة صدر وقبول للنقد، موضحاً أن الجدل السياسى الحالى يجعل الجميع محل نقد، مؤكداً أن الخطاب الإعلامى للجماعة بحاجة إلى المراجعة السياسية. وأشار عيسى إلى أن القائمين على الجماعة يضيقون بالنقد، مؤكداً أنهم يقعون فى خطأ التعميم على كل وسائل الإعلام، فى حين توجيه النقد لها، مطالباً بتوجيه النقد الموضوعى، مشيراً إلى أنه فى حالة النقد المستمر فما الفرق بين جماعة الإخوان المسلمين والحزب الوطنى المنحل فى الهجوم على وسائل الإعلام؟. وفى السياق ذاته، قال الكاتب الصحفى رجائى الميرغنى، وكيل نقابة الصحفيين الأسبق، نائب رئيس تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط، إن هجوم الإخوان المسلمين على وسائل الإعلام، ظناً منهم أنهم يقومون بتشويه صورتهم وعمل اتفاقات لتشويه صورة التيار الإسلامى، مشيراً إلى أن ذلك التصور وهم، بدليل أنه عندما حصلت الجماعة على الأغلبية فى البرلمان بغرفتيه أشاد الإعلام بذلك. وأوضح الميرغنى، أن الخطاب الإعلامى يتغير بحسب المتغيرات التى تمر فى المجتمع، موضحاً أن الأفضل للجماعة أن تتدارك أخطاءها، وإعادة تصحيح صورتهم، مؤكداً أن الإعلام ليس مرهونا بمصالح الأغلبية، وعدم توجيه سهام النقد لوسائل الإعلام. وأكد د. جمال زهران، أستاذ العلوم السياسية، أن سعى الإخوان لاحتكار السلطة وعدم التزامهم بوعودهم أثبت عدم مصداقيتهم، ودفعهم لإرجاع فشلهم إلى الإعلام قائلا، "الإعلام هو الشماعة التى يعلق عليها الإخوان فشلهم وخداعهم"، لافتا إلى أن الإخوان يعتبرون الإعلام هو من يصنع الحدث والحقيقة أنه يسير معه ويحلله، فتناول الإعلام للوضع القانونى لخيرت الشاطر كمرشح للرئاسة لم يكن وراء استبعاد اللجنة له بالتأكيد. وحذر زهران من تمكن الإخوان وسيطرتهم على السلطة قائلا، "انتظروا المشانق التى ستعلق لرجال الإعلام وهجمتهم على الإعلام بصفة عامة"، واصفا إياهم ب"الفاشيون". وأضاف زهران، أن المشكلة الأساسية لدى الإخوان هى عدم تقبلهم للأخر بسهولة، وأنهم لا يعترفون إلا بأنفسهم، معتبرين أنهم فقط من يملكون الحقيقة، مضيفا أن هناك ميلا لدى الإخوان فى الاحتكار السياسى وعدم الاعتراف بالمنافسين، خاصة بعد خطاب محمد المرسى، لأنه لا يوجد مرشح إسلامى غيره، متجاهلاً الدكتور محمد سليم العوا وعبد المنعم أبو الفتوح. وقالت الكاتبة الصحفية أمينة النقاش، إن الهجوم الدائم الذى يشنه الإخوان على الإعلام مؤشر لعدم تقبلهم للنقد، وإنهم لا يؤمنون بفكرة الديمقراطية ويعتبرونها سلما للوصول إلى أهدافهم، لافتة إلى أن الإخوان ارتكبوا مجموعة من الأخطاء المتتالية التى أظهرت رغبتهم فى "التكويش" على كل سلطات الدولة، كما أنهم قطعوا وعوداً كثيرة للمجتمع منها إعلانهم عدم طرح مرشح للرئاسة ثم مخالفة ذلك ودفعهم بمحمد المرسى للسباق، مما دفع عددا من الكتاب والصحفيين للهجوم الموضوعى المتتالى عليهم. وأضافت النقاش، أنه وضح من ردود أفعالهم والأوصاف الخشنة التى استخدمها المرشد العام لجماعة الإخوان تجاه الإعلام بأن هناك ضيقاً بالحرية والديمقراطية، وعدم إيمان حقيقى لفكرة المجتمع الحر الذى تتصارع فيه الآراء، وتلعب فيه الصحافة دوراً رقابياً ونقدياً، خاصة أنها تعد سلطة موازية للبرلمان. واعتبرت النقاش عداء الإخوان للإعلام تأكيداً على المخاوف السائدة فى المجتمع من كل القوى والتيارات السياسية بأن سيطرتهم على كل مواقع السلطة ستكون بداية لتقييد كل الحريات، وعلى رأسها حرية الفكر والصحافة والإعلام بشكل عام. وقال الدكتور عمرو هاشم ربيع، مدير وحدة النظام السياسى بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن ما حدث نوع من العنجهية الشديدة، ويدل على عدم تقدير المواقف. وأشار ربيع إلى أن تصرف الإخوان وهجومهم على الإعلاميين شىء غير لائق وغير مقبول ويدل على انفلات الأعصاب والتجاوز، مشيراً إلى أن الإخوان يهاجمون وسائل الإعلام ويريدون تنفيذ رأيهم وما يردونه بالعنف والقوة وفرض رأيهم، على عكس النظام السابق فكان يعطى الحق للإعلام والصحفيين فى قول رأيهم. جدير بالذكر أن الدكتور محمد مرسى، رئيس حزب الحرية والعدالة والمرشح لرئاسة الجمهورية، خلال المؤتمر الحاشد الذى عقدة بمدينة دمنهور فى بداية حملته الانتخابية للرئاسة، شن هجوماً عنيفاً على بعض وسائل الإعلام وعدد من رجال الإعلام والصحفيين الذين اعتبرهم يعملون فى مؤسسات يملكها رجال أعمال كونوا ثرواتهم فى ظل نظام مبارك، وقال إنهم يحاولون خداع المواطنين لصالح بقاء النظام السابق وعودة رموزه إلى الحكم، وقد وصفهم ب"من بكوا على مبارك بعد خطابه، هؤلاء يمثلون على الشعب ويتباكون على الثورة ويعتبرون أنفسهم وطنيين"، مشيراً إلى أن وسائل الإعلام تلك تصنع الفرقة بين طوائف الشعب لتقسيم المرشحين بين إسلاميين وغير إسلاميين. وقال مرسى، فى تصريحاته، إن هؤلاء قد أصابهم الذعر من صعود الإسلاميين، وطالب مرسى المواطنين بإغلاق تلك القنوات والنزول إلى الشوارع لمقاومة الفلول فى هذه الفترة الحرجة حتى تحقق أهداف الثورة كاملة.