قالت سفارة السودان بالقاهرة، إن اعتداء قوات الجيش الشعبى لدولة جنوب السودان على منطقة هيجليج النفطية يأتى فى إطار مؤامرة تستهدف جر السودان إلى حرب شاملة مع الجنوب تنزل فيها القوات الحكومية بثقلها، وتجد نفسها فى النهاية فى مواجهة الأعداء المحركون لهذه المؤامرة والذين سينزلون بقواتهم بدعوى التدخل لوقف المواجهات، مشددة فى بيان لها أمس على أن الخرطوم تعى تماما تلك الأبعاد التآمرية و لن تسمح بأن تكون لقمة سائغة للأعداء. وشددت السفارة فى بيانها، على أن الهدف مما جرى فى هيجليج ليس خنق السودان اقتصادياً فحسب لأن الذين رسموا المخطط يعلمون أن للسودان بدائل واحتياطات أخرى عديدة ومتنوعة، مشيرة إلى أن المخطط من تكرار الضرب، والاعتداء وممارسة كل أساليب التطرف يستهدف إخراج الحكومة السودانية من سياسة ضبط النفس التى ظلت تتحلى بها طيلة الفترة التى أعقبت انفصال الجنوب، فيما أكد البيان أن أمر استعادة منطقة هجليج النفطية وطرد القوات الغازية للجيش الشعبى لدولة جنوب السودان خارج الحدود أصبح أمرا قاب قوسين أو أدنى، مشيرة إلى أن المعلومات التفصيلية من مسارح العمليات، تؤكد تدنى الروح المعنوية للغزاة وامتلاك القوات المسلحة السودانية والقوات النظامية الأخرى لزمام المبادرة بكافة مسارح العمليات فى جنوب كردفان. وقال البيان إن الجيش الشعبى لدولة جنوب السودان قام بشن عدوان غادر على منطقة هجليج بهدف ضرب البنيات الاقتصادية لجمهورية السودان، مشددة على أن العدوان لن يؤثر فى الاقتصاد القومى الذى هو أقوى مما يظن المعتدون ونؤكد سلامة الوضع الاقتصادى بالبلاد، لافتا إلى أن تحرك السودان لم يقتصر على العمليات العسكرية فقط ولكنه عمل بالتوازى مع التحرك الداخلى لتعبئة الشعب السودانى للدفاع عن مقدراته وعمل على الصعيدين الأفريقى والدولى الذى أدى إلى أن يدعو الاتحاد الإفريقى جمهورية جنوب السودان إلى سحب قواتها فورا ودون شروط من منطقة هجليج وعبر الاتحاد فى بيان له عن قلقه الشديد لتصعيد الصراع المسلح فى الحدود بين السودان وجنوب السودان، وأشار إلى ضرورة احترام الطرفين لمذكرة التفاهم فى أديس أبابا حول وقف العدائيات يوم 10 فبراير 012 2 بما فى ذلك احترام سلامة أراضى الدولة الأخرى وامتناع أى من الدولتين عن دعم المجموعات والحركات المعارضة المسلحة فى الدولة الأخرى. وفى الوقت نفسه، دعا مجلس الأمن الدولى لوقف المعارك والعودة إلى طاولة المفاوضات لتجنب تدهور الوضع وقالت السفيرة الأميركية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس فى ختام اجتماع للمجلس "أكدت الدول الأعضاء أن على الجيش الشعبى لتحرير السودان أن ينسحب فورا من هجليج، كما أدانت كل من منظمة التعاون الإسلامى وجامعة الدول العربية العدوان، وطالبت جنوب السودان بسحب قواته من الأراضى السودانية. وفى السياق نفسه، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أنها ستصدر بيانا تدين فيه توغل قوات جنوب السودان فى ولاية جنوب كردفان، وقالت المتحدثة باسم الوزارة فيكتوريا نولاند أن الوزارة ستصدر "بيانا يدين بشدة الهجوم العسكرى والتوغل فى ولاية جنوب كردفان السودانية من قبل عناصر الجيش الشعبى".
