يحكى أن.. أمير المؤمنين.. الخليفة البديع.. نادى فى الرعية.. بعدما انتصر الرجال.. أنه لا يريد من الغنائم شيئا وسيترك المناصب للرعية.. غير أنه سيبعث بعضا من رجاله بدلا عنه ليشاركوا بنسب بسيطة فى المجالس النيابية.. ولكنه طمأن الجميع وأقسم بالله العظيم وبشرفه وشرف الجماعة.. أن رجاله الكثر.. مثله تماما.. لايريدون سلطة أو مالا أما الرئاسة فلا وألف لا.. لن ترشح الجماعة رئيسا أبدا أبدا من الإخوان و(توتة توتة خلصت الحدوتة) بعدما فرغ بديع من كتابة نص الخطاب الذى سيلقيه على جموع المصريين كماء يرميه على نار يشعلها قراره بتقديم مرشح الرئاسة من الإخوان المسلمين.. أخرج من درج مكتبه ماردًا ليكون رئيسا لنا.. قال له كن رئيسا.. فكان وقال سمعا وطاعة.. إنه الشاطر خيرت أسطورة مباركة من مكتب الإرشاد وكما كان نائبا للمرشد فى حكم جماعة الإخوان المسلمين سيكون نائبا له فى حكم مصر.. وعليه وعلينا جميعا السمع والطاعة.. وإذا لم ننتخبه سيصيبنا مكروه، حيث إن الشاطر خيرت هو شخصية أسطورية، فهو ولى من أولياء الله الصالحين وإذا قام بالدعاء ستهتز الأرض وتبكى السماء وتميل الجبال ولما لا وهو من أدخل مبارك وأولاده السجن بالدعاء الشهير الذى تذيعه قناة الإخوان باستمرار وفيه الشاطر خيرت يقوم بالدعاء على مبارك فتأتى الكاميرات على مبارك، وهو سجين ثم على أولاده فتنقل الكاميرات أولاد مبارك خلف القضبان أذلاء. انتشر الأمر بين مكاتب الإرشاد فى كل المحافظات وبمبدأ السمع والطاعة بدأ أعضاء جماعة الإخوان المسلمين فى تنفيذ أوامر المرشد بحشد الجماهير وإعداد الأصوات لرئيس مصر القادم الذى سيقسم قسمه الجمهورى أمام المرشد فى مكتب الإرشاد. سقط القناع وظهر الزيف.. ليست مصلحة مصر بل مصلحة الجماعة ومصلحة المرشد ومكتب الإرشاد إنهم يتصرفون باستهتار بنا وكأننا بضاعة تباع وتشترى، وإذا كان المرشد صادقًا فى تنفيذ مشروع حسن البنا لكان أقدر المنفذين له هو الدكتور عبدالمنعم أبوالفتوح، الذى صار عدو المرشد اللدود لا لشىء سوى أنه أعلن ترشيح نفسه بنفسه لرئاسة الجمهورية.. مما جعل بديع يغضب عليه فكان يجب ألا يرشح نفسه بل يأمره المرشد وعليه فقط الطاعة والامتثال لأوامره. سقط القناع.. وظهر المخطط، فقد كان فى حربه الكلامية ضد أبو الفتوح يرجع غضبه عليه لخوفه على مصلحة الوطن، وقال لن يكون لنا أبدا مرشحا إسلاميا لأن الشرق والغرب يتربصون بنا ولو رشحنا رئيسا سيكون دمارا على مصر ولنا فى تجربة حماس عبرة، ونحن نغلب مصلحة الوطن على مصلحة الجماعة وصدقناه ولكن شباب الإخوان الذين خالفوا بديع وشاركوا فى الثورة متحدين قرار مكتب الإرشاد بعدم المشاركة يدعمون أبوالفتوح.. سقط القناع.. وظهر الوجه القبيح.. لو كانوا يريدون الإسلام حقا فما الفارق بين أبوالفتوح والشاطر، إنهم يخطفون الوطن بجاهيزيتهم وقدرتهم على الحشد.. يسوقون الناس إلى صناديق الانتخابات لا تختر أبو الفتوح.. سمعا وطاعة أختر الشاطر سمعا وطاعة.. إنهم يتلاعبون بنا وبمستقبل أبنائنا.. ولكننا لن نسلم وطنا كان مسلوبا فحررناه.. لن نتركه يضيع.. لن تحكم مصر من مكتب الإرشاد.. . أبدا.. أبدا.. أبدا.