أصدر ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتانياهو، بيانا بارك فيه الدعوة التى وجهها ممثلو اللجنة الرباعية الدولية مساء أمس، الأربعاء، إلى الإسرائيليين والفلسطينيين لاتخاذ خطوات بناء الثقة من أجل تلطيف الأجواء المتوترة وتجديد المفاوضات بين الجانبين. وجاء فى البيان الذى نشرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أجزاء منه "إن إسرائيل تبارك إعلان الرباعية الذى يدعو لمواصلة المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين بدون شروط مسبقة وأن رئيس الحكومة يدعو أبو مازن للانخراط فى مفاوضات مباشرة". وأشارت معاريف إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلى سيقترح على الوفد الذى سيلتقيه الأسبوع المقبل إجراء مفاوضات مباشرة مع رئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن. ولفتت الصحيفة العبرية إلى أن هذا الطلب سينقل أيضا بواسطة مبعوث نتانياهو الشخصى المحامى الإسرائيلى يتسحاق مولخو الذى يتوقع أن يلتقى أبو مازن لتسليمه رسالة بخصوص موقف إسرائيل حول الترتيبات المستقبلية مع الفلسطينيين. فيما قالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية إن رسالة نتانياهو لأبو مازن ستتضمن تفاصيل الموقف الإسرائيلى بشأن الحدود والترتيبات الأمنية، وأن هذه الرسالة لن تحوى طلب اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل "دولة يهودية". ونقلت الصحيفة العبرية عن مسئولين حكوميين بتل أبيب اطلعوا على الرسالة قولهم إن إسرائيل ستشير أيضا من خلال الرسالة إلى طلبها الحفاظ على السيطرة على غور الأردن، وإلى ضرورة أن تكون الدولة الفلسطينية المقبلة منزوعة السلاح. ولفتت يديعوت إلى أن دعوة نتانياهو التى تكررت كثيرا بشأن اعتراف السلطة الفلسطينية، وخصوصا زعيمها محمود عباس"أبو مازن" ، بإسرائيل كدولة للشعب اليهودى كشرط مسبق لعقد محادثات السلام، فى الوقت الذى يقر فيه أيضا نتانياهو بضرورة إقامة دولة فلسطينية. وقال مسئول إسرائيلى إن هذا الطلب لن يظهر فى الرسالة الجديدة، مشيرا إلى أنه سيتم إجراء الطلب فقط من أجل التوصل إلى مفاوضات السلام مع السلطة الفلسطينية. فيما أشار مسئول إسرائيلى آخر ليديعوت إلى أن الجانب الإسرائيلى لن يدخل فى المحادثات بشروط مسبقة، لافتا إلى الرغبة الفلسطينية فى التزام بالانسحاب إلى حدود ما قبل عام 1967، مضيفا "إن هذا يعد بمثابة شرط مسبق ونحن نعترض على شروط من هذا القبيل، وأن إسرائيل لن تطلب اعتراف الفلسطينيين بإسرائيل كدولة يهودية قبل استئناف المفاوضات". وأوضح مسئولون إسرائيليون أن الوثيقة التى عرضت على أعضاء الكونجرس الأمريكى فى مايو من العام الماضى، وأنها تناولت بالتفصيل الترتيبات الأمنية التى تراها إسرائيل ضرورية للتوصل إلى اتفاق سلام. وأشارت يديعوت إلى أن مسئولا فلسطينيا أقر بأنه فوجئ بمعرفة أن حكومة نتانياهو تراجعت عن طلب الاعتراف بإسرائيل كدولة يهودية، لكنه شدد على أن القضية الأكثر أهمية بالنسبة للفلسطينيين فى هذه المرحلة تتمثل فى تجميد بناء المستوطنات فى الضفة الغربيةالمحتلة. وأضاف المسئول الفلسطينى "على الرغم من حقيقة أن إسرائيل قررت عدم تقديم أى شروط مسبقة، فإنه لا يمكن مطالبة الفلسطينيين بالامتناع عن تقديم أى شروط خاصة بهم". وقال المسئول الفلسطينى "إن السلطة الفلسطينية لا تعتقد أن حكومة نتانياهو لن تكون قادرة على اتخاذ أى تدابير بعيدة المدى، لذلك فإن الفلسطينيين سينتظرون إلى ما بعد إجراء الانتخابات العامة فى إسرائيل لمعرفة ما إذا كانت هناك أية تغييرات من شأنها أن تسمح بإجراء أى مفاوضات جادة". ولفت المسئول الفلسطينى إلى أنه إذا ما عرضت إسرائيل فى الرسالة مواقفها الحقيقية بشأن الحدود، فإن هذا سيكون بمثابة خطوة مهمة قد تؤدى إلى تحقيق تقدم". وقال مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلى إنه خلال لقائه المقرر مع وفد من كبار المسئولين الفلسطينيين برئاسة الدكتور سلام فياض الأسبوع المقبل، سيقترح نتانياهو إجراء مفاوضات مباشرة مع عباس، وسيقوم مبعوث نتانياهو المحامى إسحق مولخو بنقل رسالة نتانياهو خلال لقائه المقبل مع الرئيس الفلسطينى محمود عباس أبو مازن المقرر أن يعقد بعد أيام قليلة من وصول الوفد الفلسطينى إلى القدس وتسليم رسالة أبو مازن لنتانياهو. وكان ممثلى الرباعية قد اجتمعوا مساء أمس فى واشنطن بحضور وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون، ووزير خارجية روسيا سيرجى لافروف، ووزير الشئون الخارجية فى الاتحاد الأوروبى كاثرين آشتون، وأمين عام الأممالمتحدة بان كى مون، وأكدوا على ضرورة أن يقوم المجتمع الدولى بنقل مساعدات اقتصادية للفلسطينيين. وأبدى المجتمعين قلقهم من عدم الاستقرار المتزايد لدى السلطة الفلسطينية التى تحتاج لمساعدات تزيد عن مليار دولار، ودعوا الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى للعمل معا لتحسين الاقتصاد الفلسطينى وخلق فرص اقتصادية لصالح الشعب الفلسطينى.